ربع مقال
غندور والكجور .. !!
خالد لقمان
من الصعب على أي شخص مهما كانت قدرته على (كسير التلج) والمجاملة والمراوغة أن يقول للدكتور “غندور” وزير الخارجية إن سياستنا الخارجية بكامل عافيتها وصحتها، وبالطبع من الصعب استدعاء تلك العبارة الذكية التي أطلقها يوماً أحد السياسيين عندما سئل عن تناقض مواقف السودان وارتباكها تجاه العالم من حولنا، فقال إننا نتأرجح على حافة الهاوية ولا نسقط فيها .. وقد تفهم الناس هذه العبارة وتعاملوا معها .. ففي ذلك الوقت كانت القراءة للواقع الإقليمي والدولي واضحة من حيث المواقف والتحالفات، أما الآن فإن ما يواجهه السيد “غندور” يضع الرجل في الموقف الأكثر حرجاً وقد عصفت التحولات الأخيرة حتى بتحالفاتنا المحدودة دولياً مع الصين وإقليمياً مع إيران وإن كانت الأولى بحكمتها تعيد الخرطوم الآن (قسراً لا اختياراً) لتضع أكاليل الزهور ومن جديد على ضريح الرفيق “ماو تسي تونغ” فيما تبرز علاقة أخرى بدأ يتجاذبها تيرموميتر العلاقة مع واشنطن وهي العلاقة مع السيد” بوتين” بأحلامه (التليدة – البليدة) هذا فيما تنحسر مساحة المناورة أمام “غندور”) المظلوم (على جبهة قطر ودوّل الخليج .. إذاً أصبحنا تماماً كمروحة التربيزة ندور على كافة الاتجاهات دون أن نفلح في بناء علاقة إستراتيجية حقيقية مع أحد .. !! .. فيا أخوي يا “غندور” ابحث عن الكجور .. كجور علاقاتنا الخارجية .. فربما كان مدفوناً في فناء أو حديقة وزارتك .. من يعلم ..؟؟!! ..