مسألة مستعجلة
أطنان من الأوساخ !!
نجل الدين ادم
طالعت في عدد الصحيفة يوم أمس (الأربعاء)، تصريح خاص لوزير المجلس الأعلى للبيئة والترقية الحضرية بولاية الخرطوم، أشار فيه إلى ارتفاع السحب اليومي لإفراز الولاية من النفايات إلى (١٥) ألف طن، يومياً، خلال فترة عيد الأضحى، بدلاً عن (٧) آلاف طن، يومياً تفرزها الولاية، يعني مضاعفة الكميات. عملياً يمكن أن يكون حديث الوزير صحيح (100%)، ولكن أين تمت عمليات نقل النفايات هذه؟ .. وكيف تمت معالجتها، ومنطقة جنوب الخرطوم لوحدها تشهد أكبر جبال من الأوساخ، ويبدو من حديث سعادة الوزير أن تقارير رفعت له بالخصوص، تقول (كلو تمام سعادتك).
عدد من الأسواق ما تزال جبال النفايات تقبع فيها حتى اليوم والوزير يتحدَّث عن نقل النفايات خلال أيام العيد، والعيد انتهى الحال في حاله، بل أسوأ.
نبَّهت أكثر من مرة في هذه الزاوية إلى أن أكبر آفات العمل العام وبخاصة المتعلِّق بتقديم الخدمات هم يكتبون التقارير من مكاتبهم ويرفعونها للمسؤول الأول على أنها معلومات ميدانية ويقوم المسؤول بتبني ما رفع إليه دون التحقق منه، صحيح أن عمليات النظافة هي مسؤولية تشاركية بين وزارة البيئة والمحليات والمواطن نفسه، فإذا اختل أيَّ من الأطراف تكون المعادلة غير متكافئة، لذلك من المهم على المسؤولين أن ينزلوا إلى الأسواق والأماكن العامة ليقفوا على الأوضاع ميدانياً، حينها يمكن أن تُسهَّل عملية المعالجة، والله المستعان.
الوزير نبَّه في حديثه إلى وجود تراكمات وتكدُّسات للنفايات في بعض الأسواق والمحليات بسبب نقص الآليات،لافتاً إلى قيام عدد من المحليات بمضاعفة آلياتها من (٢٥) آلية إلى (٤٥) آلية، عن طريق الإيجار لمواكبة الإفراز الكبير للنفايات بسبب عيد الأضحى، في الوقت الذي عجزت فيه غيرها، وقال: هناك مناطق سيكون حجم إفرازها من النفايات عالٍ جداً مثل الأسواق، وزاد: سنجلس مع المحليات خلال هذا الأسبوع حتى تعمل على إرجاع الوضع على ما كان عليه قبل العيد على الأقل لنتجاوز مخلَّفات الأضاحي وتبعاتها، وأضاف : هناك عدد من الأسواق قمنا بإنزال آليات فيها للمساهمة في عملية السحب، وسيقف نائب الوالي وأعضاء المجلس على الوضع البيئي بالمحليات والأسواق عبر طواف ميداني يستمر لأسبوع.
وفي سياق آخر كشف “حسن إسماعيل” عن شروع بعض المحليات مثل: شرق النيل وجبل أولياء في تخصيص أماكن لعرض الخراف عبر استلامها مساحات خصصت لذلك، لافتاً إلى أنه ابتداءً من العام الجديد لن يتم عرض الخراف بطريقة عشوائية، وقال: (هذا آخر عيد تُعرض فيه الأضحية في الطريق العام، سنقوم بتخصيص مساحات بها خدمات مياه وبيطرة وصيدلة).