ربع مقال
المقابر.. نأسف لا يوجد مكان..!!
خالد حسن لقمان
.. هذا آخر أمر كنا نتحسب له.. أن تمتلئ المقابر تماماً بمثل ما هي عليه الآن في كل منطقة من ولاية الخرطوم وتعجز المحليات جميعها في إيجاد مساحات بديلة ليتم فيها دفن الموتى وإكرام نزلهم في مقابرهم ومستقرهم الأخير على هذه البسيطة الغبراء.. شيء مقلق بحق.. إذاً أين سيمكن للناس دفن موتاهم بعد أن تعلن المقابر الحالية قريباً جداً عن عدم قدرتها على استيعاب القادمين وما أكثرهم الآن في كل زمان وكل مكان وكل ساعة ودقيقة بسبب كان أو بلا سبب .. فقط قدَّر الله ومصيبة الموت.. والجميع الآن يشاهدون المشهد.. المساحات تتآكل على بعضها على نحو سريع ومخيف والقبور تنادي أهلها.. ولكن أي قبور ستنادي الناس بعد أن تمتلئ المقابر الحالية.. الحركة من اتجاه واحد.. وارد بلا صادر كما قال العم الطريف “أيوب محمد طه” عندما حدَّثه أحدهم عن امتلاء المقابر فقال له: (لازم تمتلئ يا أخي.. الحركة هنا وارد فقط صادر ما في).. صدق العم “أيوب”، ولكن من يفهم ليخطط التخطيط السليم.. التخطيط الذي يترك لمن عاش فوق الأرض كلها فقط شبراً واحداً في باطنها يتوسده حتى ساعة الحق الأبلج التي لا ملك فيه لمالك إلا الله الواحد القهار.