شهادتي لله

الخروف بالريال والدرهم.. أين "عبد الرحيم" و"هارون"؟!

سعر الخروف اليوم يتراوح من (1800) جنيه إلى (3000) جنيه، في بلد الـ(130) مليون رأس.. في بلد الثروة الحيوانية الهائلة .. !! دولة الصادر الذي تناقص بفعل سياساتنا الخرقاء، فاحتلت أسواقنا في الخليج ومصر والأردن صادرات أخرى من إثيوبيا والصومال وجيبوتي، بينما ترتفع في ذات الوقت أسعار الخراف بالداخل بأرقام فلكية، لا مبرر لها سوى الفوضى، وتواطؤ الدولة مع التجار الجشعين والسماسرة، تحت لافتة كذوبة تحدثنا عن تشجيع المنتجين !!
الخروف بهذه الحسابات يساوي سعره في السعودية والإمارات!! حيث صار أصحاب المواشي في كردفان يوالون الاتصال يومياً بمكاتب المستوردين في “جدة” ويسألون: (كم سعر الخروف اليوم في جدة ؟!)، فيضربون الريال في سعره بالسوق الموازية، ثم يحددون سعره في “الخوي” بشمال كردفان!!
يحدث هذا، لأن وزير الثروة الحيوانية في حكومتنا دائماً وزير غير نافذ لا سُلطة ولا سطوة له، ويحدث هذا والي الخرطوم ليس من أولوياته متابعة أسعار اللحوم في ولايته وبحث أسباب ارتفاعها، ويحدث هذا لأن والي شمال كردفان لا يجد وقتاً مع انشغالاته بقلعة شيكان (إستاد الأبيض) والمباريات الملعوبة على نجيله، للسعي في تخفيف المعاناة عن كاهل مواطن كردفان ومواطن الخرطوم وبقية الولايات على حد سواء، ليكون سعر كيلو الضأن والعجالي (نصفه أو ربعه) في متناول أيدي الفقراء والمساكين هنا.. وهناك .
وفي ظل هذا السعار المستمر باستمرار ارتفاع أسعار النقد الأجنبي، لم يجد اتحاد نقابات عمال الخرطوم غير أن يعلن لمنسوبيه من الكادحين في الأرض، باستسلام يحسد عليه، بأن متوسط سعر الأضحية (2145) جنيهاً على عشرة أقساط للعاملين !!
وسعر الخروف متوسط الوزن في عدد من مزارع الخرطوم لا يتجاوز الـ(1800) جنيه، وقد وجدت شخصياً أضحية في حدود هذا السعر، فلمَ لمْ يسعَ هذا الاتحاد (الضخم) وما تبعته من اتحادات نقابية ومهنية لتوفير الأضاحي بأسعار دون (2000) جنيه، مع التسهيلات، وهذا هو واجب ومسؤولية ومهمة هذه الاتحادات التي لا ذكر لها إلا في موسمي ما قبل (رمضان) وعيد الأضحية ؟!
هي الفوضى واللامبالاة من ولاة أمورنا ولا شيء غيرها.. هي الرأسمالية (غير) الوطنية الجشعة التي صارت تتحكم في اتجاهات وقرارات الدولة، فتفعل ما تريد، في كل المجالات وتتبعها الدولة بلا هدى، بينما اكتفت نقابات العمال بالتصفيق في مؤتمرات وملتقيات قاعة الصداقة !!
قبل سنوات عديدة، كان اتحاد عمال السودان يمثل أقوى مراكز الضغط على السُلطة الحاكمة، حتى في سني (الإنقاذ) الأولى، فتحول اليوم إلى كيان ميت، لا حول له ولا قوة، بينما يتحكم في مقاليد الدولة زمرة من (المليارديرات) في القطاعات المختلفة، يمتصون دماء الشعب الفقير، يرفعون أسعار (كل) السلع والخدمات، من الدقيق والألبان .. إلى اللحوم البيضاء والحمراء.. إلى الزيوت .. والمواد الغذائية المستوردة.. إلى لبن الأطفال والأدوية.. والبوهيات ومواد البناء.. ومن المستشفيات الخاصة إلى المدارس.. والجامعات الخاصة … !!
الرأسمالية (غير) الوطنية هي الحاكمة تماما الآن.. وليس المؤتمر الوطني الذي صار حزباً لا يفهم شيئا.. ولا يفعل شيئا !!
ربنا هذا حالنا لا يخفى عليك.. فألطف بعبادك الصابرين.. أهل السودان.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية