صلاح كرار: "مبارك الفاضل" لجأ للسفارة الليبية عند تسلمنا السلطة ليلة (30) يونيو
كلفت باعتقال السيد “مبارك” في ٨٩ قبل تكليفي بقيادة منطقة الخرطوم العسكرية ولكنني لم افشل!!
“مبارك” لجأ للسفارة الليبية عند تسلمنا للسلطة وتحركاته كانت برعايتها وهذه تفاصيل عملية خروجه..
ادعاء أن الشهيد “الزبير” سهل خروج الفريق “عبد الرحمن سعيد” لمشاركته في انقلاب رمضان بسبب صلة القربى كلام خطير!!
نرجو أن يجيب السيد “مبارك”.. من سرب معلومات للأمريكان تسببت في ضرب مصنع الشفاء والعقوبات الاقتصادية؟!
عضو مجلس الولايات وعضو مجلس قيادة ثورة الإنقاذ الوطني العميد معاش “صلاح الدين كرار” القيادي بالمؤتمر الوطني دفع لـ(المجهر) بإفادات ساخنة ردا على حديث السيد “مبارك الفاضل المهدي” حول ما قاله في حلقاته الحوارية مع فضائية (s24 ) – فضائية سودانية 24، وما نقله الرجل من معلومات تاريخية إبان انقلاب ثورة الإنقاذ في 30 يونيو ما سبق ذلك، وكيف خرج إلى ليبيا وأخرى مثيرة “كرار” أنها لا تمت بالحقائق من صلة …
إثبات حقيقتين ..
بداية لابد من إثبات هاتين الحقيقتين التاليتين: الأولى: إن التاريخ لا يمكن أن يكتب من رواية شخص واحد مهما كانت مصداقيته، وتبقى إفاداته وجهة نظر قابلة للنقد والتعديل بما فيها هذا التعقيب الذي سأورده..
ثانيا: نحن أهل السودان أو الشرقيين بصفة عامة نتجنب الحديث في مذكراتنا عن الجوانب غير المشرقة بل نتعمد طمسها على خلاف الشعوب الأخرى التي لا ترى في ذكر تلك الجوانب منقصة، بل العكس فإن إخفاء تلك الأسرار والماضي غير المشرق يعتبرونه كذباً يؤدي إلى الحرمان من تولي المناصب العامة والأمثلة لا تخفي على كل مطلع. ولعل الاستقالات والإقالات التي تمت أخيراً في حكومة الرئيس الأمريكي “ترامب”، وإقالة “نواز شريف” رئيس الوزراء الباكستاني خير دليل .
نعود إلى النقاط التي أود التعقيب عليها في الإفادات التي أدلى بها السيد “مبارك” في تلك الحلقات .
مهمة اعتقال “مبارك”..
كنت المكلف باعتقال السيد “مبارك” حتى نهاية مايو١٩٨٩ قبل تكليفي بقيادة منطقة الخرطوم العسكرية نسبة لاعتذار الضابط المكلف بها وسفره إلى الإمارات. وقد كنت اعلم كل تفاصيل منزله بشارع البلدية، وكنا على علم بنوع السلاح وعدده ومكانه في غرفة النوم بالطابق العلوي. وأن الحرس ليس في البوابة على شارع البلدية وإنما في (العشة) في البوابة الجنوبية. فقط أقول ذلك ردا على كلام السيد “مبارك” (أن “صلاح كرار” فشل في اعتقالي، كما فشل في الدولار). وقد أوكلت مهمة اعتقال السيد “مبارك” لضابط من الشرطة بعد ذلك. ولعلمه أننا لم نفشل في اعتقاله لكنه كان خارج المنزل، كما ذكر للمشاركة فيما عرف بزواج الكوباني في تلك الليلة. وفات عليه أن يذكر أن أحد المصادر التي تلقى منها خبر الانقلاب هو فريق بقيادة الجيش محسوب على حزب الأمة. عندما فشل الضابط المكلف باعتقاله اتصل بوسيلة الاتصال الوحيدة التي تأخرنا في قطعها وهي مايكرو ويف سلاح الإشارة الذي كان مخصصا للقيادات العسكرية والسياسية. وقد قام بإبلاغ قيادات حزب الأمة بالانقلاب، بعد أن تأكد من الضابط العظيم الذي كان مناوباً بفرع الاستخبارات العسكرية بالقيادة العامة أن الانقلاب أصبح في حكم الناجح بعد أن خرجت الدبابات من معسكر الشجرة.
قصة حماية السفارة الليبية “لمبارك”
– ما أورده السيد “مبارك” بأنه حتى الساعة الرابعة كان يتجول بين أم درمان والخرطوم بحرية تامة، غير صحيح، لأن الثلاثة كباري المؤدية إلى الخرطوم كانت على الاقل منذ الساعة الثالثة صباحا مغلقة بواسطة المدرعات وأفراد من القوات المسلحة وكان لا يسمح بعبورها إلا للعربات الدبلوماسية أو الأفراد بعد إبراز الهوية . – ذكر السيد “مبارك” أنه بعد أن غادر الجمعية التأسيسية بعد منتصف الليل ليلة ٣٠ يونيو ذهب لاصطحاب “صالح الدروقي” مسؤول الاستخبارات بالسفارة الليبية لحضور زواج “الكوباني”، لكنه لم يقل لنا أين ذهب “صالح الدروقي” بعد تلقي خبر الانقلاب. – كل المعلومات التي توفرت لدينا عبر فرع الاستخبارات العسكرية بالقيادة العامة أن السيد “مبارك” قد لجأ إلى السفارة الليبية وفي حمايتها . وأن تحركاته تتم برعايتها.
– ترتيبات خروج السيد “مبارك” من السودان قامت بها الحكومة الليبية، وكل ما ذكره عن القوة التي قابلته على الحدود وأن هذه القوة التي ذكر له قائدها الليبي أنهم دخلوا الحدود السودانية لاستقبالهم يوم الأحد ولكنهم وصلوا يوم الإثنين، والحفاوة التي قوبل والمواكب الرسمية التي قابلته منذ لحظة وصوله الحدود والمنزل الخاص الذي جهزه له “أبو بكر يونس” نائب “القذافي” وغيره يؤكد الدعم والرعاية الليبية للسيد “مبارك” منذ ليلة ٣٠ يونيو وحتى وصوله ليييا بل كما ذكر الأموال الطائلة التي كان يصرفها على المعارضة التي ادعى أنه كان له الفضل في إنشائها.
السؤال الكبير الذي ينشأ وعلينا نحن الإجابة عليه هو لماذا لم يتم مداهمة موقع تخفي السيد “مبارك” مادام معلوما لدينا، خاصة التحركات المتكررة التي كان يقوم بها حسب إفادته؟ أقول: إن ذلك يرجع لسببين: الأول: لم تود قيادة الإنقاذ وهي لم تثبت أقدامها أن تفتعل أزمة مع ليبيا، خاصة وأن النظام الليبي متحالف مع نظام “منقستو” الداعم “لجون قرنق” منذ ما قبل يونيو ١٩٨٩ .
الثاني: وهو الأهم أن السيد “مبارك الفاضل” كانت الحركة الإسلامية أو الجبهة الإسلامية تعتبره حليفها والأقرب لها داخل حزب الأمة القومي. ولعل ذلك كان سببا قويا للسماح لأسرته للالتحاق به بعد خروجه رغماً عن معارضة أغلب العسكريين، واعتبار أن وجود أسرته بالسودان عنصر ضغط عليه خاصة بعد التصريحات المعادية التي أدلى بها بعد وصوله ليبيا. ولكن رغماً عن ذلك سمح لأسرته بالسفر إليه بدعم وإشراف نافذين من الجبهة الإسلامية .
– حديث السيد “مبارك” عن أنه كان طلب من الليبيين إرسال طائرة لتقله من الخرطوم وأنه ليس لديه مشكلة في دخول المطار وركوب الطيارة. هذا يؤكد ما ذهبت إليه في أنه مدعوم من ليبيا ومن الجبهة الإسلامية .
– ما أورده السيد “مبارك” بأن “صالح الدروقي” غادر السودان قبل مغادرة السيد مبارك وأنه كان في استقباله في ليبيا ورتب له أموره. وأكد أنه قابل “صالح الدروقي” في الخرطوم قبل أن يسافر “صالح الدروقي” إلى ليبيا، كل ذلك يؤكد دور السفارة الليبية وأن سفر “الدروقي” بهذه السرعة مرتبط بخروج السيد “مبارك” الذي أصبح وشيكاً.
اخطر إفادات الرجل ..
– مسألة مهمة وخطيرة تتطلب التوقف عندها بتركيز شديد وهي ما قاله السيد “مبارك” أنه هو الذي شجع الفريق “عبد الرحمن سعيد” والفريق أول “فتحي أحمد علي” واللواء “الهادي بشرى” على تأسيس القيادة الشرعية. فأنا لن أنفي أو أثبت ما قاله لأن هناك اثنين من هذه القيادة عليهما تأكيد أو نفي ما ذكره السيد “مبارك”. الكلام الخطير هو قوله إن الشهيد “الزبير” هو ابن خالة الفريق “عبد الرحمن سعيد” وإن الفريق “عبد الرحمن سعيد” كان مشاركاً في انقلاب رمضان ١٩٩٠ وإن الشهيد “الزبير” سهل له الخروج من السودان إلى الإمارات، وقال له أخرج وانجو بنفسك قبل أن يعتقل ويحاكم، وبعد وصوله الإمارات اتصل به السيد “مبارك” وعرض عليه تشكيل القيادة الشرعية للقوات المسلحة . وأنه أراد بذلك استخدام هذه القيادة الشرعية في حث الجيش المقاتل في الجنوب على التمرد والانضمام لحركة “قرنق”. أنا شخصيا اشك في صحة هذه الإفادة عن الشهيد “الزبير” بل اكذبها لأني أعرف الشهيد حق المعرفة وأنه لا يمكن أن تصدر منه مثل هذه الأفعال حتى لو كان الفريق “عبد الرحمن سعيد” ابن خالته. وننتظر شهادة الفريق “عبد الرحمن” على ما أورده السيد “مبارك”. لأنه أن صحت هذه المقولة فإنها تطعن في عدالة محاكمة كل الضباط الذين تمت محاكمتهم في محاولة انقلاب رمضان ١٩٩٠ وكذلك تقدح في شخص الفريق “عبد الرحمن سعيد” في تخليه عن ضباطه ونجاته بنفسه. أنا شخصيا لم أسمع بأن الفريق “عبد الرحمن” قد ورد اسمه في تلك المحاولة بالرغم أني لم اكن مباشرا لإحباط تلك الحركة الانقلابية، تبقى شهادة مدير الاستخبارات آنذاك وسعادة الفريق “عبد الرحمن سعيد” هي الفيصل في كتابة ذلك التاريخ .
هناك سؤال وشهادة نرجو أن يجيب عليه السيد “مبارك الفاضل” وهو: من أفراد المعارضة الذي سرب معلومات إلى الأمريكان بأن مصنع الشفاء ببحري مملوك “لأسامة بن لادن” وأنه يصنع أسلحة كيميائية. وتسببت تلك المعلومات في العقوبات الاقتصادية ووضع السودان قائمة الدول الراعية للإرهاب إلى يومنا هذا. واختم واقول عفا الله وسامح من قال (ملعون أبوك بلد) وأنا لا اود أن اقول ملعون أبوكي يا الإنقاذ.. لكن اقول عفا الله عن الإنقاذ التي سلمت هذا البلد العظيم إلى حاملي الجوازات الأجنبية مزدوجي الولاء، والأدهى والأمر أن أغلب تلك والجوازات تمنح بعد أن يقول الإنسان في وطنه ونفسه ما لا يخطر على بال . فقد ادعى أحدهم وهو ينتمي الى هذه المؤسسة العسكرية العظيمة التي احتفلنا يوم ١٤ أغسطس بعيدها الثالث والستين وخرجت الأبطال والقمم. ذكر ذلك الضابط الطريقة اللاخلاقية في سبيل حصوله على الجواز. ومنح الجواز وربما يأتينا في موقع دستوري في إطار أي صفقات قادمة . أصلح الله حال الشعب السوداني العظيم.