حوارات

مستشارة الرئيس اليوغندي "نجوى عباس أحمد محمد قدح الدم" لـ (المجهر)

* الرئيس اليوغندي   يعمل لتعميق الحوار بين الخرطوم والحركات الدارفورية و قطاع الشمال.
* موسيفيني يناديني بـ” أبنتي ” ، وأنا أرى فيه الأب ..!
* لا سلام بجنوب السودان دون مشاركة السودان..!
حوار ـــ محمد جمال قندول
مقدمة:
شهدت الفترة الأخيرة حديثاً عن تحسّن العلاقات بين السودان ويوغندا خاصة بعد تفاقم الأوضاع في دولة جنوب السودان، وهناك قناعة إقليمية ودولية بأن السودان يمكن أن يلعب دوراً كبيراً في حل مشكلة الجنوب وعضد الرئيس اليوغندي “يوري موسفيني” هذا القول بحضوره حفل تدشين مخرجات الحوار، ومثل هذا الحضور دعماً كبيراً للحكومة السودانية على المستوى الإقليمي.
الأستاذة “نجوى قدح الدم” مستشارة الرئيس اليوغندي تعدّ واحدة من الشخصيات التي ظلت تتحدث عن هذه العلاقة التي قالت إنها في تطور، وعن مساعيها للتقريب بين رئيسي البلدين.. (المجهر) أجرت معها حواراً عبر الهاتف تناول مستوى العلاقة بين البلدين وسبل تطويرها، والدور الذي يمكن أن يلعبه الرئيس اليوغندي لإقناع الحركات المسلحة بالسلام.. فماذا قالت؟؟
{ أين “نجوى” الآن وماذا تشغل من مناصب؟
ـــ أنا أعمل مستشارة للرئيس اليوغندي “يوري موسفيني” وأعمل بيوغندا لتوثيق وتعميق العلاقات بين السودان ويوغندا، كما أعمل مستشارة للرئيس “موسفيني” في مجال الاستثمار بالإضافة إلى ملف السودان والعلاقات العربية وبعض الملفات الأخرى.
{ ما تقييمك للعلاقات بين كمبالا والخرطوم؟
ـــ العلاقات باتت أفضل من السابق، حيث أصبح هنالك لقاء بين القيادات والنقابات العمالية، وفرص للاستثمار بين البلدين بعد قطعية دامت فترة من الزمن، والكثير من المستثمرين السودانيين بدأوا بالزحف نحو يوغندا للبحث عن فرص فيها، فهناك فرص كبيرة جداً خاصة مع الشروط التي تقدمها الحكومة بجانب تهيئة المناخ لها.
{ أُعلن قبل فترة أن “البشير” سيزور يوغندا.. فمتى ستتم زيارته؟
ـــ الزيارة قائمة بإذن الله فقط صادفت بعض الارتباطات الأخرى، لكنه أكد زيارته لشقيقه “موسفيني”، وقد زار في الآونة الأخيرة نائب الرئيس “حسبو محمد عبد الرحمن” يوغندا ومكث فيها قرابة الثلاثة أيام لحضور قمة النيل وأيضاً قمة اللاجئين، وكانت مشاركته فاعلة جداً.
{ هل ما زالت يوغندا تأوي الحركات المسلحة السودانية؟
ـــ لا أعتقد ذلك، ومنذ العديد من السنين بدأ تقريب وجهات النظر وظل “موسفيني” يعمل على التقريب ما بين الوفود السودانية المختلفة لتعميق الحوار بين الحكومة السودانية والحركات الدارفورية والحركة الشعبية قطاع الشمال.
{ نسأل عن مجهوداتكم لإحضار الحركات المسلحة السودانية إلى يوغندا وإقناعها بالسلام؟
ـــ لم تتوقف المجهودات طيلة هذه الفترة، وربما توقفت الاتفاقات الرسمية بين الحكومة والحركات المسلحة والحركة الشعبية للاختلافات التي حدثت داخلها وأسباب أخرى، وقد قدمت الوفود المختلفة أوراقاً مختلفة حول نقاط تم الاتفاق عليها وهي الآن تحت الدراسة لدى مكتب “موسفيني”، وسيقوم بتقديم تقرير مفصل للسيد الرئيس “البشير” كما تم الاتفاق سابقاً، ونود أن نذكر أنها محادثات غير رسمية، فقط عبارة عن اجتهادات لدفع مسيرة السلام والكل يعلم بأن الحركة الشعبية منفصلة عن الطريق بعد الانشقاقات التي ضربتها، ولا يخفى على أي شخص أنها وصلت الميدان.
{ قيل إن هنالك اتفاقاً سرياً تم بين القاهرة وكمبالا لإسقاط النظام في الخرطوم؟
ــــ  هذا الحديث لا أساس له من الصحة لن ولم يكن، لأن “موسفيني” لا يميل إلى هذه الأشياء، وعند حضور “السيسي” لمقابلته بالمرة الأولى في يوغندا لم يحدث أي اجتماع بينهما منفردين، بل عقد اجتماع الوفود برئاسة الرئيسين وبالتالي لا يخفى أن مثل هذه الأمور لا تناقش حتى على العامة، كما أن زيارة “السيسي” الأخيرة  ليوغندا كانت بوجود نائب الرئيس “حسبو” وكان حريصاً على التأكيد على  أن الزيارة كانت لبحث موضوع الاستفادة من نهر النيل لكل الدول المجتمعة التي بلغت (10) دول لأول مرة، ولم تتطرق المحادثات لأي مواضيع أخرى تصب في هذه الفرقعات الإعلامية لإثارة الرأي العام، والعلاقة بين “البشير” ونظيره الرئيس اليوغندي قوية جداً.
{ ما هو دور يوغندا في التسوية التي قد تحدث بدولة جنوب السودان؟
ـــ كما تعلم، فإن الرئيس “موسفيني” طلب منه رئيس دولة الجنوب “سلفا كير” التدخل وكان ذلك أثناء حضوره لتدشين الحوار الجنوبي الجنوبي.
{ الآن أين وصلت التسوية بهذا الملف؟
ـــ “موسفيني” أجرى عدة حوارات مع “سلفا كير” و”دينق ألور” و”ربيكا قرنق” وآخرين ولا زال مكتب الرئيس يتواصل مع “لام أكول” ود. “رياك مشار”، وقد صبت الاجتماعات في توحيد الحركة الشعبية جناح الجنوب، وقد أكد “لام أكول” أنه ليس جزءاً من الحركة الشعبية، لكنه موافق على أي مبادرة من السيد الرئيس “موسفيني” في إطار تحليل الأزمة الجنوبية والمساعدة في حلها لأنه جزء لا يتجزأ من ذلك.
{ ما موقف يوغندا من سد النهضة؟
ـــ كما ذكرت في القمة الأخيرة بأنه يجب الاستفادة من حوض النيل لجميع الدول، وفي العديد من المجالات الزراعية والتقنية ومجال الكهرباء بالتساوي.
{ أين تعرّفتِ على الرئيس “موسفيني”؟
ـــ تعرفت على الرئيس “موسفيني” في مؤتمر من مؤتمرات الأمم المتحدة التي كنت أعمل بها حيث كنت مسؤولة عن المشاريع اليوغندية، وعند حضور الرئيس لخيمة يوغندا تحدثت إليه فتعرف عليّ وسألني هل أنا سودانية، وأكدت له أنني سودانية وطلبت منه التدخل لحل مشكلة جنوب السودان بالتوفيق ما بين “جون قرنق” وحكومة السودان كان هذا في العام 2001 وأعجب بحديثي، وطلب مني لقاءه واستمر اللقاء لمدة (7) ساعات داخل صالون الضيافة بـ”فيينا” وقدم لي الدعوة لمقابلة “جون قرنق” والتحدث إليه عن رؤيته بضرورة السلام، وأنه يؤمن بتحديد مسارات إحلال السلام وذكرت له أن القيادات زائلة، وتحدثنا كثيراً.. وفي ذلك الوقت كنت لصيقة بـ”لام أكول” وملمة بتفاصيل دولة الجنوب وانتهزت هذه الفرصة ودعاني إلى يوغندا وقابلت “جون قرنق” وطلبت منه إقامة الحوار الجنوبي الجنوبي أولاً حتى يكونوا موحدين عند التحاور مع حكومة السودان كجنوبيين وليس كمجموعات متفرقة، وأمن السيد الرئيس على ذلك وأبدى رغبته باستضافة الحوار الجنوبي الجنوبي حينها، في يوغندا 2003م، ثم رأت المجموعة أن يتم الحوار بدولة كينيا لأنها كانت تستضيف المحادثات الجنوبية الجنوبية، والجنوبية الشمالية، ومن ثم استمرت علاقتي به إلى الآن.. وقمت بعدة مشاريع في مناطق الشمال ومناطق اللاجئين بدولته بتمويل من الأمم المتحدة والبنك الإسلامي، ووصلت العلاقة إلى أن أصبح يقول ابنتي “نجوى” وأنا أرى فيه الأب أيضاً.
{ هل يوغندا جادة في تعميق علاقاتها مع الخرطوم وإنهاء التعامل مع المجموعات المناوئة لها؟
ـــ مؤكد، وقد أشارت يوغندا إلى أن هنالك جدية تامة والدليل على ذلك زيارة الرئيس “موسفيني” للخرطوم مرتين، الأولى في سبتمبر 2015 ومعه وفد كبير، والثانية كانت لمؤتمر الحوار الوطني السوداني بقاعة الصداقة، وهو مؤمن بأن سلام السوداني يعني سلام المنطقة وجنوب السودان، وله أهمية قصوى في الملفات الأفريقية، ولا ينكر دور الخرطوم الرئيسي في تطور المنطقة الأفريقية والشرقية والملفات التي يلعب فيها دوراً كبيراً وفي تقدم المنطقة برمتها، ويعلم تماماً أنه لا سلام بجنوب السودان دون مشاركة السودان، وهذا يدركه أي رجل سياسي بالمنطقة ناهيك عن قيادي محنك مثل الرئيس “موسفيني”.. والدليل الآخر الاجتماعات التي تتم على المستوى الوزاري والقيادي والحزبي والتنسيق على مستوى الإقليمي والعالمي في الملفات المختلفة، ولا يخفى دور السودان في يوغندا بفتح الطريق إلى الدول العربية. وكما يذكر “موسفيني” بأن السودان هو البوابة الوحيدة للدول الأفريقية على العربية، وبالضرورة فإن الرئيسين حريصان على سلام المنطقة ووحدتها وتطورها من خلال هذا الوضع الإستراتيجي الذي حباهم به الله تعالى، وكذلك حرص الرئيس “البشير” على حضور احتفالية الرئيس اليوغندي بدورة رئاسية جديدة كانت في العام الماضي مايو 2016.. وبالرغم من أن يوغندا عضو بالمحكمة الجنائية، لكن الرئيس اليوغندي كان حريصاً على أن يذكر على الملأ أن “البشير” ضيف على البلاد وأن هذه المحكمة فاشلة وليست لها أي قاعدة ولا يعترف بها، وكأنه يقول للحضور من الدول الأوروبية الأعضاء الذين نشطوا بموضوع الحكمة الجنائية ضد الرئيس اذهبوا إلى مزبلة التاريخ فإننا لا نعترف في أفريقيا بها، وقد تم في البداية تناول هذا الملف بصورة رسمية في الاتحاد الأفريقي وأدى إلى خروج العديد من الدول من المحكمة الجنائية.
{ هل لـ”نجوى” أي انتماء سياسي؟
ـــ “نجوى” لا ولم تنتم إلى أي حزب سياسي بحياتها، بالرغم من أن والدي كان أحد رواد حركة الخريجين ومؤسس لحزب الأشقاء، لكن حريصة على الوطن وقومية المسائل التي تتعلق بذلك.. ولديّ علاقات وطيدة وعميقة واحترام متبادل مع كل الأحزاب الموجودة بالساحة.
{ تقييمك للساحة السياسية بالسودان؟
ـــ أعتقد أن هنالك نضوجاً بالعمل الحزبي لدى الأحزاب السياسية كافة من خلال مشاركتهم الكبيرة بالحوار الوطني والمخرجات التي نتجت عنها الحكومة التوافقية.
{ ما لا يعرفه الناس عن “نجوى قدح الدم”؟
ـــ “نجوى” كتاب مفتوح.. ومن الأشياء التي أريد أن أنوه إليها فقد اتجهت بعض الوسائل الإعلامية ووسائط التواصل الاجتماعي إلى رسم صورة “نجوى” على أنها غير سودانية.. السودانية ليست بالجواز أنا سودانية بأفكاري وما أقوم به تجاه الوطن، وأريد أن أوضح أنه ليس لديّ جنسية يوغندية أو نمساوية كما يدعي البعض، وأن اسمي ظل منذ مولدي “نجوى عباس أحمد محمد قدح الدم” وليس “نجوى شلندر” كما يدعي البعض، وأنا متزوجة من البروفيسور “أحمد أكهارت” الألماني الجنسية ولديّ ابنة منه اسمها “نفيسة” الآن تدرس بالعام الثاني بالجامعة في كندا، وأحمد الله وأشكره على هذه النعم وأتمنى أن لا يلجأ بعض الأحزاب وضعاف النفوس إلى اغتيال الشخصيات.
{ هل منحك الرئيس “البشير” لقب سفيرة؟
ـــ نعم.. أشكره على ذلك، ولمنحي هذه الثقة التي أتعهد بالحفاظ عليها، والحفاظ على كل ما يمس البلاد ومنفعة البلاد، وأن أمثله خير تمثيل بأي مكان.
{ هل توجد تقاطعات ما بين طبيعة عملك فيما يخص العلاقات بين البلدين والسفارة السودانية بكمبالا؟
ــ ليست هنالك تقاطعات، ويجب أن لا تكون هنالك أصلاً تقاطعات سلبية تؤثر على مصلحة البلدين لأننا نكمل بعضنا البعض، والسفارة تمثل السيد الرئيس “البشير” وحكومة السودان بدولة يوغندا بصورة رسمية معتمدة كما أشارت إليه الأعراف الدولية.
{ هل تتوقعين رفع العقوبات الاقتصادية في أكتوبر.. وهل يمكن أن تلعب يوغندا دوراً في ذلك؟
ـــ أتوقع رفع العقوبات في أي وقت لأن ليس هنالك كما أشارت المداولات بين الطرفين ما لم يُحقق حتى الآن.. هنالك تفلتات أمنية بالمناطق المحتقنة لكنها في رؤيتي لا تصل مرحلة اختراقات حقوق الإنسان التي يشار إليها في بعض المداولات الرسمية.. ومن مصلحة الخرطوم وواشنطن أن تكون هنالك علاقات أفضل لصالح الوضع المستقبلي بالمنطقة، ويوغندا لعبت دوراً كبيراً لرفع العقوبات عن السودان، والسيد “موسفيني” في العديد من المنابر الإقليمية والعالمية قال ليس للسودان أي دور في دعم جيش الرب وليس هنالك أي وجود لشيخ الرب و”كوني” أصلاً غير موجود بالمنطقة.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية