مجرد سؤال
لهم جميعاً نقول: تعظيم سلام
رقية أبو شوك
بالأمس احتفل الصندوق القومي لدعم الطلاب بافتتاح مدينة “السلطان علي دينار الجامعية” بمدينة زالنجي حاضرة ولاية وسط دارفور.. وتعدّ المدينة رقم (160) على مستوى السودان، الأمر الذي يؤكد اهتمام الدولة وصندوق دعم الطلاب بضرورة توفير المأوى والاستقرار والأمن للطلاب، فعندما يتوفر المأوى والاستقرار فإن هذا سينعكس بطريقة أو بأخرى في التحصيل الأكاديمي الجيد ومن ثم فإن أسر الطلاب ستكون مطمئنة طالما أن أبناءها في أيدٍ أمينة.. التحية للصندوق القومي لدعم الطلاب بقيادة بروفيسور “النقرابي” وأركان حربه وهو يجوب ولايات السودان المختلفة ليفتتح المدن الجامعية بطراز حديث ملفت للأنظار والانتباه.
نعم توسعنا في قيام الجامعات في ظل ثورة التعليم العالي بعد أن كان طلابنا يهاجرون لطلب العلم الجامعي بمختلف الجامعات خارجياً، الأمر الذي يرهق الأسر كثيراً ولكننا قد مزقنا هذه الفاتورة منذ سنين عدداً.. بعد ذلك بدأنا في إنشاء المدن الجامعية وكانت مدينة “علي عبد الفتاح” وغيرها من المدن، وبالأمس مدينة “السلطان علي دينار” حيث درج الصندوق على تسمية مدنه بمنارات ستظل سامقة في تاريخ السودان المجيد لتتعرف أجيالنا الحالية على من هو السلطان “علي دينار” الذي ملأت سيرته العطرة كل أركان المعمورة.. وهو صاحب المحمل وكسوة الكعبة وآبار “علي” التي يحرم منها الحجاج والمعتمرون القادمون من المدينة المنورة إلى مكة المكرمة، بالإضافة إلى نار القرآن التي أوقدها في فاشر السلطان.. لذا فإننا نقول هنا لطلاب جامعة زالنجي الذين سيقطنون المدينة الجامعية:ـ هنيئاً لكم وأنتم تنامون على السيرة العطرة.
(300) طالب سيستفيدون من المدينة وقد شاهدنا الفرحة في وجوه الذين شاركوا في الاحتفال وكأنه عرس، حيث الحضور المبكر بساحة المطار الجميل رغم الأمطار والسحب الجميلة التي حولت المكان إلى منطقة سياحية من الدرجة الأولى، بالإضافة إلى اصطفاف طلاب المدارس وفرق الغناء الشعبي التراثي والوطني.
جاء والي ولاية وسط دارفور وأعضاء حكومته، وجاء حفيد السلطان “علي دينار” السلطان “أحمد حسين علي دينار” الذي وصل إلى ساحة الاحتفال قادماً من رحلة خارجية، جاء وبشّر الجميع بأنه سيتكفل ببناء ما تبقى من مباني، وقد وجد هذا الكرم السلطاني إشادة كبيرة من الحضور.. وقد قال “النقرابي” هنا مخاطباً الجمع إن السلطان “علي دينار” سيظل أنموذجاً لقيادة فاعلة حيث أرسى الحكم القائم على العدل والقيم السمحة.. وحيا أيضاً ديوان الزكاة وأسرة جامعة زالنجي والتي كانت من أوائل الجامعات في ظل ثورة التعليم العالي.. رفدت وفقاً لذلك الوطن بالخبرات الأكاديمية المتعددة من كافة التخصصات.. وقال إن افتتاح هذه المدينة له دلالات ومعانٍ.
نعم له دلالات ومعاني خاصة وإن هنالك دعوة رئاسية بجمع السلاح.. الأمر الذي يؤكد كبر المسؤولية على الطلاب باعتبارهم الفئة المستنيرة والتي من شأنها نشر ثقافة عدم تداول السلاح لأنه مهدد للأمن القومي.. وعندما يكون هنالك تهديد للأمن القومي فإن هذا سينعكس بلا شك في شتى ضروب الحياة.. فالدولة كما قال والي وسط دارفور الشرتاي “جعفر عبد الحكم” فقد اهتمت بشريحة الطلاب باعتبارهم قادة المستقبل.
التحية لكل الذين ساهموا في إنشاء المدن الجامعية.. التحية للصندوق القومي لدعم الطلاب.. التحية لزالنجي وهى تحتضن مدينة السلطان “علي دينار” بعد أن احتضنت وسط دارفور “علي دينار” وهو مقبور بها منذ العام 1916م.. التحية لأسرته وأحفاده.
ولهم جميعاً نرفع القبعات.