إبعاد المتسولين الأجانب وحده لا يكفي!
نجل الدين ادم
شرعت ولاية الخرطوم، مجدداً في ترتيبات لإبعاد المتسولين الأجانب إلى دولهم، حيث كانت وزارة الرعاية الاجتماعية قد نفذت في وقت سابق حملات تم بموجبها نقل هؤلاء.
مشهد قبيح ومؤذٍ ونحن نشهد شوارع الخرطوم الرئيسية مليئة بهؤلاء المتسولين صغاراً وكباراً، وهم يحصدون المال على مدار اليوم، ملابس بالية ورثة، وأوساخ تغطي أجسادهم من أعلاها إلى أسفلها، رغم أن النظافة لا علاقة لها بالفقر.
الخوف والتوجس ليس في عملية الشحدة التي يمارسونها، ولكن في تحول هذه المهنة إلى أخرى يتضرر منها المواطن السوداني حيث ينحرف هؤلاء الصبية إلى مهن النشل والسرقة.
ما تقوم به وزارة الرعاية بالولاية هو عمل كبير ومضنٍ ومكلف يرهق خزينة الولاية وهي تحاول إزالة التشوهات، الولاية بالفعل تقوم بالاتصال بسفارات الدول التي وفد منها هؤلاء المشردون للتنسيق في تسفيرهم، سيما وأن ذلك يتم عن طريق الطيران، ولكن سفارات هذه الدول هي الأخرى فقيرة وليس لها من الإمكانات ما يخفف الضغط على ولاية الخرطوم، والتي تتحمل تبعات أنها عاصمة دون أن يقاسمها المركز هذا الهم.
هذا العمل يحتاج إلى مزيد من التنسيق وأن يكون المركز مساهماً رئيسياً في معالجة هذه الظاهرة، وذلك بالمساعدة في ميزانيات تفويج المشردين، أيضاً واحدة من المشكلات التي تتطلب معالجة جذرية هي أن ذات الوجوه التي تم حملها في طائرة إلى بلدانهم تجدهم منتشرين في (استوبات) لفة الجريف أو شارع المطار أو شارع المك نمر، (وكأنك يا زيد ما غزيت)، وببساطة تروح كل الميزانيات التي دفعت لمعالجة الظاهرة هدراً، إذ أن الأمر يتطلب المزيد من التدابير المحكمة، والإجراءات الصارمة التي تحد من محاولة البعض التسلل مرة أخرى من بلدانهم بعد إبعادهم.
لا تستطيع ولاية الخرطوم معالجة الظاهرة بين ليلة وضحاها، لأن الموضوع عميق ويحتاج لرؤية ولاتفاقيات تمنع دخول مثل هؤلاء، الإبعاد للمخالف لقوانين الهجرة والجنسية لا يكفي، بل تحتاج ولاية الخرطوم إلى جهد المركز بالخصوص، فيما يتعلق بالتشريعات والقوانين الحاكمة والتي دائماً ما تكون اتحادية.
مسألة أخيرة.. في كل عام تنشط المحليات في تطهير مجاري الخريف لتلافي آثار السيول والأمطار التي تملأ الخيران، ولكن يبدو أن عدداً من المحليات قد أخذتها غفلة نومة عميقة صحت على أصوات الأمطار وخريرها ولم تجد من بد إلا معالجة ذلك مع هطول الأمطار، الأمر الذي ينعكس سلباً على الحركة المرورية، لا أعرف ماذا تفعل المحليات إن لم يكن أولى أولوياتها مع دخول فصل الخريف هو تطهير المجاري، والله المستعان.