رأي

فوق رأي

النحو في منظومة الحب (2-2)
هناء إبراهيم

ذهبت أحذر زميلاتي وأطلعهن على مستجدات الأمر حتى نحاول سوياً مسح ما يمكن مسحه من محتويات هذا البوستر المصيبة.. إلا أننا وجدنا خارج البوستر أشياء تهدد أمن الفصل.. فرأينا مسحها أولاً .. فـ عملنا على مسح هذه البلاوي تحت شعار الباقي كلو هين.
حضر جميع الأساتذة بدعوة كريمة من أستاذة اللغة العربية، عدا المديرة التي سوف نذهب إليها عقب هذا المشهد لتقرر في أمرنا.
أخذت تقرأ على مسامعهم بطريقة تدل على أنها تفهم تماماً ما وراء الحروف، ونحن نضحك بعد كل سطر بطريقة متفق عليها، نضحك ومن جوه خايفين.. كيف ما بعرف.
تقرأ (بطاطس في الحلة غاطس).. كلام خارم بارم ساي
وتقول: يغطس حجركن إن شاء الله، دا فصل والاّ مطبخ؟
نضحك نحن…
فتقرأ: (مكتوب أعيش عمري في هواك.. تفضل قريب وأفضل معاك.. تحلى السنين وأنا بين إيديك.. تتهنى بي واتهنى بيك).
استمرت تقرأ وتعلق وشاركها الأساتذة بالاستماع.. إلى أن وصلت حدود (أغنية أجنبية) لا تليق بطالبات فضليات.. اجتهدنا في محو ملامحها حتى صعبت عليها.
فقالت تعليق عام: وقت عندكم مواهب زي دي تعالوا، علقوا لينا جنب المكتب هناك، عشان نتعرف على شخصياتكم.
وتقرأ مجدداً :
الرائعون هم من لهم موقع إعرابي في دواخلنا، كونهم مبتدأ سعادتنا، وفاعل أفراحنا، وخبر شنو ما بعرف وحال أحوالنا وحبنا.. وتنفعل قائلة: قلتن لي النحو في منظومة الحب مش كدا؟!
ثم بعد هذا العرض تم استدعاؤنا إلى مكتب المديرة التي تحدثت عن الفوضى التي أحدثناها وسألتنا إن كان هذا الحائط تم إحضاره من منزل “أبونا” وما شابه ذلك، وكنا نعلق على تطريز ثوبها كعدم مبالاة بالورطة التي حلت علينا..
تدخلت أستاذة اللغة الإنجليزية قائلة: خليهم يجيبوا أولياء إمورهم يقروا الكلام دا ..
تصدت لها طالبة متسائلة: يعني أمش أقول لي أبوي ناس المدرسة قال ليك تعال اقرأ الحيطة؟ والله إلا إديني كف.
وقالت أخرى: الأغنية الكتبتها دي، ممكن عادي أمشي أقولا ليهم في البيت، فهي أبيات لا حرام لا عيب وإذا كانت المشكلة إنو كتبنا في الحيطة.. بنجيب بوماستك وبنضربا.
وأضافت صديقتها: بجد والله، ما ممكن نجيب أهلنا يقروا حيط، ثم أتت بمقولة هزت مكتب المديرة ركن ركن: حتى إذا كانت هذه التعبيرات المكتوبة مقصودة، من حقنا نعبر عن عواطفنا، والغلط الوحيد يكمن في الشخبطة على الحيطة، وهسه بنضربا بوماستك.
وحقيقة أقنعنا المديرة بالبوماستك، وسط غضب من يرون أن الخطأ في الكتابات وليس مكان الكتابة.
أظن أن أستاذ المرحلة الثانوية بالذات، يجب أن يجيد طرق التعامل مع المراهقين وتعاطي أفكارهم وتوجيهها في الاتجاه الصحيح، أكثر من المادة التي يدرسها.
أقول قولي هذا استجابة للأصدقاء الذين طالبوني بالمزيد من حكايات المدارس..
ودايرة أقول ليك يا حبيبي: جيب ولي أمرك.
والبيني وبينك: بوسترات لن تمسحها المديرة
و………….
شوق وحنين
لدواعٍ في بالي

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية