حوارات

حفيدة "المهدي الإمام" السيدة "فاطمة عبد الرحمن المهدي" لـ (المجهر) "1"

 السيدة “فاطمة عبد الرحمن المهدي” (بت ملوك النيل)، واحدة من الأنصاريات اللائي رسمن صورة حاسمة للمرأة الأنصارية، خاضت معارك في الميراث والقبة، ووضع أولاد الإمام في الترتيب الجديد في هذا العصر الحديث بعد رحيل المهدي الأكبر والأئمة “عبد الرحمن” و”الصديق” و”الهادي” المقتول، وتفرقت بالعائلة السبل والمواقف، وكثير ما وقعت خصومات فجرت الكثير من الأسرار، وكانت “فاطمة” تواجه “الصادق المهدي” بجرأة ولا تخاف منه، وقد سمته في هذا الحوار بالحنيين واللذيذ، وقالت إن مريم (صاحبتها)، وأولاده يحترمونه بما فيهم ابنه “عبد الرحمن”، وإن القبة عندهم مقدسة وليس في الحكم عدم إيمان. وتحدثت عن أموال المرحوم “ود إبراهيم أحمد عمر” والإشاعات المضروبة، وكانت تعلق على حياته معهم (كان محروس لسبب لا نعرفه). وداعبت (المجهر) في الحديث عن عمرها وزواجها، وكانت شجاعة وهي تؤكد أن عائلة المهدي الكبيرة حدث فيها خلل كبير.
كانت السيدة “فاطمة عبد الرحمن المهدي” منسجمة مع حوار (المجهر)، وأبدت راحتها بطبيعة الجلسة الصحفية، وأكدت أنها أخرجت من الكلام المهم الكثير والمفيد في شأن البيت المهدوي، وتحدثت عن جيل أحفادها وأنهم يرفضون ذكر الاسم الثالث حتى لا يحملوا تبعات الشهرة واختاروا التقانة بدل دراسة تاريخ الأجداد.
أربع ساعات عمر الحوار الذي شاهدنا فيه كل شيء عن قرب، وكانت “فاطمة” في العقد السابع – وهي ترفض الإفصاح – بارزة بلون أخضر هادئ وطلعة مخضرمة.. (حبوبة) محتشمة وضرب من التقدم يظهر في ثنايا الحوار مع مواقف ليبرالية واضحة في طريقة الكلام، وإعطاء المعلومات مع التكرم بلغة انجليزية بين الفينة والأخرى.. إذن نتابع الحوار. 

{ السيدة فاطمة بت السيد عبد الرحمن.. (إيه سيد في سيد دي)؟
– أنا بت الإمام ودا حمل كبير و(الاسم مرفعين سيدو)، إما تشيل شيلتك أو تنخ.
{ كنتم الأولاد المدللين من كافة الأنصار؟
– الإمام كان أباً لكل السودانيين، سيما الأنصار، وأنا لم أشعر بأنه أبي.
{ ولدتم أسياداً على الناس.. ولكن بأي عدل يا فاطمة؟
– دا تشويه لعواطفنا الأنصارية، وتصور هناك من تتحداني من الأنصاريات وتقول لي عن نفسها (أنا أقرب منك للإمام عبد الرحمن).
{ كانت دنيا الإمام؟
– كان الإمام عبد الرحمن رجل عجيب ينظر لبعيد.
{ تبدين صغيرة كونك بت الإمام “عبد الرحمن” الذي رحل في القرن التاسع عشر؟
– هناك غلاط مستمر حول هذا الأمر.
{ عمرك كم يا حاجة فاطمة؟
– كدي أمهل لي شوية أثناء الحوار حا نعرف أكتر وأكتر.
{ نفترض أنك طفلة أثناء حياة الإمام؟
– بمناسبة طفلة، كنا لا نرى أبي الإمام طويلاً، وذات مرة طلب أن نلتقي به لأن المدة طالت ما شفناه، وتم اللقاء قبيل لقاء السيدين المشهور، وأذكر أننا كنا في البلكونة، وكان أبي والسيد “علي الميرغني” تحتنا وكان معهما طفل يكثر من حركاته.
{ من هو ذلك الطفل بالله عليك؟
– الطفل كان هو “محمد عثمان الميرغني”، حضر مع أبيه “السيد علي”.
{ ماذا كان يفعل ولماذا سألتِ أبوك الإمام عن حركاته (حركات الطفل)؟
– دا كان زمن طويل يا ولدي.
{ درستِ في مدارس آل المهدي مش كدا برضو؟
– لا لا لا.. حاشانا أولاد الإمام.. (شوف ناس تانين).
{ في أي مدرسة درستِ؟
–  فتحنا مدرسة المهدي العامة، وفي مدارس الاتحاد العليا (مسز روبنس).
{ كان الجميع في خدمة زوجات الإمام؟
– وكان الإمام “عبد الرحمن” يحمل (الفندك) ويسوي العصيدة للأنصار.
{ كان بيت الإمام مليئاً بالأنصاريات لصنع الطعام؟
– وكانت أمي متفرغة لخدمة الأنصار أيضاً.
{ أمك “سكينة بت عبد الله ود جاد الله”؟
– أتمم الجملة “عبد الله ود جاد الله كسار قلم ماك ميك”.
{ إنتو محسوبين لوين.. أولاد البحر أم الغرب؟
– أنا أمي “سكينة” وأختها “رحمة عبد الله جاد الله” أهلنا من الشقيق.
{ كيف كانت “فاطمة” الشابة وبت الإمام عبد الرحمن؟
– ونحنا (لسه بنات) كنا جزءاً من حصار التقاليد المرعية، لا اختيار ولا قصص حب، الكبار يقولون وينفذون بدون أي تردد.
{ و”وصال المهدي”؟!ّ
– أشجع سيدة سودانية، وما زالت أنصارية من الدرجة الأولى.
{ أنا أقصد وإنتو بنات الإمام والسرايات.. كيف يتم لقاء الأحبة سيما أن الدكتور “الترابي” هو العريس ومن الإخوان؟
– (ها ها ها).. “الصادق المهدي” هو مهندس هذا الزواج، ودا ما غريب لأنه معجب به.
{ كيف كانت “وصال” تخطط وتنظر لـ” الترابي”.. (عاوزين حديث بنات)؟
– كنا كلنا موافقين لأنه أستاذ جامعي ومشروع زعامة، وكلام البنات يترك للبنات.
{ عاوزين نستأذن من القارئ الكريم لنفهم تفاصيلكم كعائلة سودانية؟
– أنا واحدة من بين أربع شقيقات (الصديقة، نون، أمينة، وأنا فاطمة)، “أمينة” متزوجة من ود عمنا “موسى عبد الله حامد”، و”صديقة” من “إسحاق محمد الخليفة شريف”، و”نون” تزوجت في حياتها من أكثر من واحد، “حسين أحمد عبدو”، و”عبد الرحمن الطاهر”.
 { والأولاد (إخوانك)؟
– “يحيى”، ولو عاش لتغير تاريخ السودان.
{ ليه ليه.. ماذا فعل؟
– أدار دائرة الإمام بقدرة فذة، واشتغل مع ناس الأمم المتحدة في عهد “نميري”.
{ وبقية الأشقاء؟
– “أحمد المهدي” مرق وجا، و”محمد” الأصغر توفى سريعاً و”غازي”.
{ احكِ لنا عن الجذور والأصل؟
– ” أم سلمة بت المهدي” حبوبتنا وزوجة “عبد الله ود جاد الله” (أمها مصرية واسمها شلبية بت حسين).
{ ذكرتِ لنا امرأة اسمها “بت الباشا”، من هي “بت الباشا”؟
– امرة كبيرة شالتني في صغري، وكانت تقول (جيبوا لي فاطنة)، وكانت أمي مفرغة.
{ الإمام “عبد الرحمن”، يحب “الصادق” أكثر من غيره (عظيم وافق عظيم)؟
– أبداً، الإمام “عبد الرحمن” يحب الجميع بصورة متساوية، لأن قلبه كبير، ويعبر عن ذلك الحب بصورة أعجب، و”الصادق” لم يكذب، ولكن ليس صحيحاً حصره واحتكاره.
{ الصادق سياسي ولا أحد يعيب عليه؟
– وأنا حزينة للمتاجرة بهذا الحب، والإمام حب الناس كلهم.
{ قابلت كتير من قيادات الأنصار وكلهم أجمعوا على أعجوبة الإمام “عبد الرحمن”؟
– السياسيون في الحاضر لا يمثلون الإمام، لا من قريب ولا من بعيد.
{ الصادق لا يرغب في ظهوركم في ميدان السياسة (مين العارف إمكن على حق)؟
– الصادق عاوزنا نقول على الدوام (حاضر حاضر حاضر)، وأخبرنا نحنا أولاد الإمام أنه ينبغي أن لا ندخل السياسة، وهسع جاب أولاده.
{ وغبتم أنتم أولاد وبنات الإمام عبد الرحمن؟
– غبنا لأننا مرفوضون من حضرته.
{ يجب أن نتفق (أولاد الإمام الصادق شطار)؟
– ما في كلام، ولكن خليهم يأتوا مع الناس.. وما يحصل لمواقعهم لا يأتي صدفة مهما كانت الحظوظ.
{  يقال إنكِ تديرين أموالك من ورثة أبوك السيد “عبد الرحمن” باقتدار؟
– نحنا ورثنا شنو بالله عليك؟.
{ دائرة المهدي كاملة (دي أملاك في شارع الجمهورية).. اللهم أحسن وبارك؟
– من كرامات الإمام إنو النميري صادر أملاكنا ورجعها لينا من قيمة (4) ملايين لسبعين مليون، واشترط علينا أن لا نعمل بها في السياسة.
{ كم كان نصيبك يا فاطمة؟
– البت مليون والرجل 2 مليون عبارة عن قيمة دائرة المهدي التجارية والزراعية والعقارية.
{ وين حق الأنصار الذين قطعوا الغابات بسواعدهم عرقاً وتعباً؟
– الإمام “عبد الرحمن” استغل الناس لكي يأتي بالاستقلال.
{ كلام عجيب؟
– علم بيها أولاد السودان وتاجر بيها في مصلحة البلد.
{ الاستغلال شيء آخر وقد لا يفعله أحد مباشرة؟
– الإمام أول حياته رجع الجزيرة محل أبوه، وبداية قروشه في قطع الغابات لتشغيل الوابورات بالحطب (هل دي استغلالية)؟.
{ نعم دي استغلالية إذا لم يعدل النص والحكايات؟
– (لا تفهم خطأ يا ولدي)، قروش الحطب دي تأتي في (شوالات)، وكان الإمام يقول هذا هو سلاحنا لمقاومة الاستعمار (دا سلاح الزمن) ثم دخل به الخرطوم.
{ في السبعينيات اشتريتي منزلاً بلندن بـ (20) ألف جنيه إسترليني؟
– نعم، وهناك كان دكتور “التهامي” يحضر في الدكتوراه.
{ وبرضو تقولي عشنا أياماً صعبة؟
– بدليل أننا في أيام ضربة الجزيرة أبا، أرسل لنا “الشريف حسين” مبلغ 50 جنيهاً، وكنا في لندن لأول مرة نأكل أكلة تُحترم.
{ في لندن عشتوا أياماً صعبة؟
– في لندن عشنا أياماً صعبة.
{ الورثة!!.. ورثة الإمام عبد الرحمن؟
– ورثنا ديون وانصرفت.
{ بعد وفاة “إسماعيل” ابن “إبراهيم أحمد عمر” القيادي الإسلامي البارز تداول كلام حول المال؟
– كان نسيبي يملك شركة (دايموند) وكنت أؤجر له جزءاً من منزل العمارات دا.
{ بعد الوفاة يقال إن أموال التنظيم بـ (المؤتمر الوطني) وصلت لكريمتكم بحكم العلاقة القوية كزوجة له؟
– دا كلام فارغ، وكل الحصل زي أي فراش، هناك مشاركات من إخوته ومعارفه والأهل، جمعوا مائة ألف دولار أصبحت ملكاً لأولاده، اشتريت لهم عقاراً وهذا شأن أسري ينظر له في هذه الحدود.
{ المشهد المحكي لا يشبه تاريخ العائلتين.. لماذا يحصل هذا؟
– الأقدار قالت كدا (نعمل إيه).
 { كم عمر السيدة “فاطمة” بت السيد عبد الرحمن المهدي؟
– عند لقاء السيدين كنت طفلة.. دا يوريك أنا عمري كم سنة.
{ أخبريني بمن خدعكم في أملاك شارع الجمهورية.. كيف حدث ذلك؟
– اضطررنا لبيعها بـ (200) مليون، واشتريت هذا البيت بالعمارات.
{ (ملاحظة) جميع أولاد وبنات السيد عبد الرحمن المهدي بعيدون عن السياسة؟
– السبب حب الصادق للسلطة (حرمنا أن نقوم بمسؤولياتنا).
{ يمكن فيكم قابلية أن تكونوا هكذا؟
– ما ممكن نحنا أولاد السيد “عبد الرحمن” نكون انطوائيين.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية