مسألة مستعجلة
جريمة معسكر (الورل).. مواكب الزيارات لا تكفي!!
نجل الدين ادم
خمسة أيام مضت على أبشع حادثة من نوعها بولاية النيل الأبيض، ومجموعة من اللاجئين الجنوبيين بمعسكر (الورل) يقومون بعملية وحشية تتنافى والأخلاق والإنسانية، يغتصبون (4) معلمات عنوة بعد تنفيذهم لعمليات حرق وإبادة لمقار المنظمات التي تخدمهم، بجانب مخازن للغذاء الذي تم توفيره لهم، وذلك تعبيراً عن احتجاجهم على حجز أحد الجنوبيين لدى السلطات بتهمة السرقة، أن يقوموا بالاحتجاج فقد تلتمس لهم شيئاً من العذر وليس العذر كله على فعلتهم، ولكن أن تكون ردة الفعل اغتصاب هؤلاء المربيات فإنه أمر لا يقبله العقل ولا يلزمه السماح مهما كان.
سلطات الولاية قامت مشكورة بالقبض على بضع وسبعين من اللاجئين على ذمة الأحداث، ولكن هل يوازي ذلك لوحده فداحة الجرم وفظاعته.. انتفض هؤلاء اللاجئون الذين أحسنت لهم حكومة الولاية من أجل توقيف (حرامي) على ذمة بلاغ، فأحرقوا وأتلفوا وتجاوزوا الخطوط الحمراء، ووقعوا في جرم لا تغفره الإنسانية وكل الأديان وبطريقة أقل ما يقال إنها منظمة، لكن ماذا كانت ردة فعل سلطاتنا المحلية الولائية والاتحادية، وقعت هؤلاء النسوة المربيات ضحية ثورة احتجاجية لهؤلاء اللاجئين الذين لم يجدوا من وسيلة للتعبير إلا هذا السلوك اللا آدمي، ومع كل ذلك لم نسمع لصوت أعذار من دولتهم.
ليس تحريضاً على فعل ما هو أسوأ مما أقدم عليه هؤلاء اللاجئون، ولكن يظل السؤال قائماً: ما الذي يمحو الآثار النفسية القاسية على هؤلاء النسوة، غير عمل تدابير استثنائية قوية في مواجهة هذا الوجود لتخفيف شيء من وقع الجرم وطرد هؤلاء من الولاية غير مأسوف عليهم.
لسوء الأسف اكتفى المسؤولون في المركز والولايات بمواكب الزيارات التي لا تقدم، بل تؤخر والضحايا من المعلمات لا يجدن من يخفف عليهن من نيران ما تعرضن له سوى القبض على المتهمين.
توقعت أن تكون ردة فعل والي الولاية وهو المسؤول والراعي لكل أهل هذه الولاية، أقوى ليعيد لهم شيئاً من الاعتبار، لأنه لو لا وعي أهالي محلية السلام لكانت ردة الفعل الموت، توقعت أن يأمر الوالي بترحيل هؤلاء اللاجئين حتى لو أدى ذلك لتقديم استقالته.
ستظل هذه الجريمة الوحشية في أذهان كل سوداني، وقعها أليم وقاسٍ خصوصاً إذا لم تتخذ السلطات قراراً عاجلاً بإبعاد هؤلاء اللاجئين وتقديم المخربين والمعتدين لمحاكمة عاجلة، ففداحة الجرم تكمن في أن البعض من الجناة هم ضباط في الجيش الشعبي، ما يعني أن ما تم عمل منظم وأن المعسكرات مخترقة باستخبارات الجيش الشعبي.
خمسة أيام مضت وسفارة دولة جنوب السودان التي سوّد رعاياها اللاجئون وجهها أمام الحكومة السودانية التي وفرت لهم المأوى والمأكل والمشرب، وهي تلتزم الصمت على هذه الجريمة، يمكن أن تصنف ضمن قائمة الجرائم ضد الإنسانية، والله المستعان.