المشهد السياسي
كبري سوبا والرؤيا المستقبلية للمهدي
موسى يعقوب
(1)
أمران لا يتجاوزهما المشهد السياسي هذه المرة وهما كبري سوبا الذي تم افتتاحه بالأمس وما جرى في حوار هذه الصحيفة مع السيد “الصادق المهدي” رئيس حزب الأمة القومي وإمام كيان الأنصار الذي جمع بين الإمامة والسياسة.
كبري سوبا الذي جمع بين سوبا غرب وسوبا شرق يعد عملاً تنموياً كبيراً أشاد به السيد الرئيس واحسبه من المنجزات السودانية التي أعجزت من حاولوا إقعاد البلاد عبر المقاطعات الاقتصادية والمحاصرات السياسية والدبلوماسية وغيرها.. ولكن (إرادتنا) كما قال السيد الرئيس غلبت.
البلاد – كما قال السيد والي ولاية الخرطوم الفريق مهندس “عبد الرحيم محمد حسين” لم يكن بها قبل الإنقاذ الوطني سوى أربعة جسور أو كباري وأصبح بها الآن وبافتتاح كبري سوبا أثني عشر جسراً أي الإنقاذ وحدها أنجزت ثمانية كباري، وفي الطريق كما قال الوالي هنا عشرة كباري يجري الإعداد والتخطيط لها ومنها كبري الدباسين الذي جرى العمل فيه منذ مدة وما يزال جارياً.
كبري سوبا وقد تم إنجازه بالكامل بأيد سودانية فنية هندسية متخصصة يتوقع له عطاءً كبيراً في النقل والمواصلات والربط بين مناطق شرق النيل الأزرق وغربه. فالكبري عرضه 27 متراً وبه ثلاثة مسارات في كل اتجاه.. وبلغت كلفته الإجمالية 26 مليون دولار، وكان ابتهاج المواطنين به عصر يوم الافتتاح بقيادة السيد رئيس الجمهورية كبيراً وحافلاً للغاية وهو يستحق على كل حال . والشكر للسيد الوالي الذي سار على طريق الوالي السابق “عبد الرحمن الخضر” في هذا المشروع وهو رجل له إنجازاته.
(2)
ندلف بعد هذا وعلى غير المعتاد في المشهد السياسي الواحد إلى نقطة مركزية في حوار هذه الصحيفة مع السيد “الصادق المهدي” زعيم حزب الأمة وإمام الأنصار، الذي قال لمحاوره (حسماً للشمارات).:
_ لن يوجد توريث في الحزب مستقبلاً – فمن يقود الحزب ينتخبه الحزب عبر أجهزته ومؤسساته. ومن يقود كيان الأنصار ينتخبه الكيان عبر مجلس (الحل والعقد).
ومعنى هذا لن يكون هناك جمع بين (السياسة والقداسة) كما الحال الآن وإمام الأنصار هو زعيم الحزب القومي فلكلُ بعد ذلك وضعه وطقوسه وترتيباته إذا أجمع مؤتمر الحزب العام القادم على ذلك.
معنى ذلك أن الإمام الصادق بقدسيته الحزبية والطائفية لن يكون في التركيبة المذكورة طواعية واختياراً غير أنه مع ذلك قال لمحاوره:
_ الفكر والثقافة والسياسة الوطنية والعمل الدبلوماسي أشياء لن يتخلى عنها.
وهنا نقول الفكر والثقافة وما يليها وربما الدبلوماسية الشعبية لا حرج في عدم التخلي عنها.. ولكن كيف الحال مع السياسة وللحزب زعيمه وللكيان إمامه؟ فهل يعني ذلك أن الوصاية قائمة ولو ألقيت جانباً عصا الإمامة والسياسة؟!