رأي

بعد ومسافة

“الخزين” الحزين يناشد أولي الأمر..
مصطفى ابوالعزائم
قضية ذوي الإعاقة وجدت في الآونة الأخيرة اهتماماً مقدراً من الدولة، ومن المنظمات والمؤسسات الطوعية العاملة في هذا المجال، والإعاقة يمكن أن تفاجئ الشخص السليم دون توقع أو انتظار، فنحن لا نعرف ما تخبئه الأيام ولا الأقدار، وقد سعدت قبل يومين بمبادرة أطلقها وقادها الأستاذ “عثمان الجندي” الإعلامي الشاب مؤسس جماعة جانا الطوعية، إذ بادر ومجموعته بحملة إعلامية للتعريف بمدارس ومعاهد الأشخاص ذوي الإعاقة في السودان، وسجلوا زيارات لمعهد سكينة لتعليم وتأهيل الأطفال ذوي الإعاقة برفقة ممثلين لقناة الجزيرة الفضائية بالخرطوم وممثلين لجمعية الهلال الأحمر السوداني في إطار المبادرة الداعمة لذوي الإعاقة.
المحزن أن تلك الجولة كشفت عن أن عدد الأطفال ذوي الإعاقة في المعهد يبلغ (250) طالباً وطالبة، لكن الذين ينتظمون في الدراسة فقط (26) لأسباب كثيرة منها عدم وجود قاعات مهيأة إضافة إلى أعطال لحقت بـ(بص) وحافلة من جملة أربع عربات خاصة كانت تعمل في ترحيلهم.
الحكومة تتفرج ومشغولة بكل القضايا عدا قضية ذوي الإعاقة، ونحمد للشيخ الأستاذ “علي عثمان محمد طه”، وقوفه خلف المؤسسة السودانية لذوي الإعاقة التي يرأس مجلس إدارتها، وسعيه الحثيث مع معاونيه للتعرف على حجم المأساة والوقوف على أمر معالجة تلك الحالات وتوفير احتياجاتها.
دون ذكر أسماء، اتصل علىَّ قبل أيام أحد الأصدقاء والزملاء الذين أقعدهم المرض، وكنت أتابع معه حالته المرضية من حين إلى آخر واخبرني أن (فلاناً) وهو صديق وزميل أخبره بأن (شيخ علي) سيقوم بزيارته للاطمئنان على صحته، وقد كان.
غير الأثر المعنوي والنفسي الكبير للزيارة تكفل الشيخ الأستاذ “علي عثمان محمد طه” بأمر علاج هذا الزميل العزيز الذي سبق أن قام – جزاه الله خيراً – بنسخ المصحف الشريف كاملاً، وهو رجل فنان ومخرج لا يشق له غبار، وهو الآن في طريقه إلى الخارج لمواصلة العلاج، ونسأل الله له عاجل الشفاء.
قبل يومين اتصل علىَّ صديقنا الإذاعي القديم الأستاذ “يحيى الخزين” المعروف باسم “الخزينابي”، وكان قد قدم بداية تسعينيات القرن الماضي أحد أشهر البرامج الإذاعية من إذاعة عطبرة، أخرجه له المخرج المبدع “كمال عبادي”.. وصديقنا “يحيى الخزين” هو رجل من ذوي الإعاقة بل هو مندوب ذوي الإعاقة حركياً في شرق النيل، يواجه مظلمة قاسية طلب إلينا عكسها من خلال هذه الزاوية، وكتبها في صورة رسالة مفتوحة إلى السيد الفريق ركن مهندس “عبد الرحيم محمد حسين” والي ولاية الخرطوم، قال فيها إنهم أبناؤنا المعاقين حركياً، يملكون طبالي في سوق ستة (السوق الشرقي) وإن كاتب الرسالة هو “يحيى الخزين محمد أحمد علي” المقيد في سجلات اتحاد المعوقين حركياً بشرق النيل، وهو فنان تشكيلي يملك (طبلية) صغيرة (2×2) متر بتصديق من محلية شرق النيل كمشروع إعاشي، وقد تمت إزالة السوق الشرقي الآن ومن ضمنه مواقع المعاقين حركياً وذلك منذ السادس من يوليو 2017م وقد تم رفع مذكرة لمعتمد محلية شرق النيل حول المتأثرين بتلك الإزالة من المعاقين وقد وجه مشكوراً بمعالجة حالاتهم استثنائياً تقديراً لظروفهم الإنسانية، وبادر كذلك مدير وحدة السلام الإدارية بتوجيهات المعتمد ووجه الجهات المختصة في وحدة السوق بإجراء اللازم، وهو ما أسعد “الخزين” وجماعة المعاقين.
الآن “الخزين” وجماعة المعاقين في شرق النيل ينتظرون أن يتم الإسراع في حل مشكلتهم حتى تعود البسمة له ولأسرهم التي يعتمد بعضها على عمل هؤلاء.
نحن نضم صوتنا لأصوات هؤلاء، ونجدد المطالبة بضرورة وقوف الدولة بكامل مكوناتها خلف قضايا المعاقين، كل الدولة حكومة ومؤسسات ومجتمع ومنظمات وفئات وشرائح.. وهذا ليس بالأمر العسير.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية