بكل الوضوح
السيدة “مريم المهدي” وابتسامة بيت البكاء!!
عامر باشاب
{ كما تعودنا من أهل السياسة في زمان العجائب والمحن دائماً ما يجعلون من المآسي والفواجع والكوارث التي تصيب الناس فرصة للظهور والدعاية الانتخابية والكسب السياسي ولفت الانتباه والظهور على أنهم أهل واجب وأبناء بلد أصلاء يظهرون في وقت الضيق.
{ قبل يومين ظهرت القيادية بحزب الأمة كريمة الإمام “الصادق المهدي” السيدة “مريم الصادق” مع أسرة القتيلة “أديبة فاروق”.
{ ليست القصة في ظهورها الذي استفز الكثيرين وهي تبتسم مع أبناء القتيلة “أديبة”، لأن من المفترض وهي ذاهبة لتواسيهم أن تكون في حالة حزن وأسى ينعكس على قسمات وجهها قبل دخولها بيت العزاء وحتى بعد خروجها منه.
{ ألا تعلم بنت الحبيب أن السودانيات أطلقن على بيت العزاء (بيت البكاء) لأن لا صوت يعلو فيه غير صوت البكاء والحزن؟!
{ يبقى السؤال المهم: هل “مريم الصادق المهدي” فعلاً ذهبت إلى هناك للتعزية بمعناها الحقيقي مواسية تلك الأسرة المكلومة في مصابها الجلل؟ أم بحثاً عن كسب سياسي من وراء أضواء حادثة أصبحت قضية رأي عام وشغلت الناس، كل الناس؟
{ لم يقنعني تبرير السيدة “مريم” لابتسامتها وطرح جبينها في (بيت البكاء) بأنه (لطف للحبيب الشاب وللحبيبات بنات أختنا وحبيبتنا الشهيدة أديبة) أو كما قالت في ردها على منتقديها بمواقع التواصل الاجتماعي. وليت الأمر انتهى عند ذلك بل أضافت الشيخة “مريم” اجتهاداً في غير محله في ذات التبرير عند قولها: (اجتهدت في تحري قول المصطفى “صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم”: تبسمك في وجه أخيك صدقة).
{ يبدو أن بنت الأمام لا تعلم أن هذا الحديث مقصود به إطلاق الابتسامة على الدوام ما عدا حالات الحزن والأسى التي طالبنا فيها نبي الرحمة “صلى الله عليه وسلم” بمؤازرة أهل المصيبة وتصبيرهم ليس بالضحك والابتسام، بل بالكلمات التي تخفف عليهم عظم المصيبة مثل عبارات التعزية التي أقرها النبي “صلى الله عليه وسلم” وهي: (عَظَّم الله أجركم، وأحسن عزاءكم، وغفر لميتكم وألهمكم الصبر، وأجزل لنا ولكم بالصبر أجراً).
} وضوح أخير
{ دائماً ما أتساءل لماذا لا يتحمس سياسيو هذا الزمان لمواساة الناس ومؤازرتهم إلا عندما تتصدر محنهم أو مصائبهم أخبار الصحف وتتناقلها المحطات الإخبارية الفضائية والمواقع الإسفيرية؟
{ الفقراء والمعدمون، وما أكثرهم، ألا يستحقون المواساة والدعم والسند؟!
{ حقاً مصائب قوم عند أهل السياسة فوائد!!