المشهد السياسي
تجربة تشريعية رائدة
موسى يعقوب
زحمتنا السياسة وأخذت منا الكثير من الوقت، وكانت تجربة إجراءات التسليم والتسلم في المجلس الوطني التشريعي القومي، أحرى وأجدى بأن يشار إليها ويكتب عنها في حينها.
البروفيسور “إبراهيم أحمد عمر” رئيس المجلس الوطني صاحب مبادرات وخبرات بدأها بدوره الرائد في وزارة التعليم العالي عند بداية عهد الإنقاذ الوطني، وأذكر عندئذ أن جامعة الأحفاد كان لديها حفل تخريج كان من حضوره المشاهير الوزير “إبراهيم أحمد عمر” والإمام “الصادق المهدي” وكان لكل منهما كلمته في الحفل.
الإمام “الصادق” وقد طرح البروفيسور “إبراهيم” بعض ملامح سياسته في التعليم العالي قال وبالحرف والواحد:
الأخ “إبراهيم أحمد عمر” يريد أن يحلي البحر بملعقة سكر..! أي ما طرح ليس غير خيال وحلم.
وذلك هو شأن السيد “الصادق المهدي” الذي لا يرى في الكوب إلا نصفه الفارغ..!
غير أن الأيام والسنوات التي مرت على التعليم العالي في عهده الجديد أتت بالكثير الذي يُحتفى به ويذكر من جامعات ومدن جامعية انتشرت في سائر أنحاء البلاد، ومدنها وولاياتها لتسع أعداداً كبيرة من الطلاب والمنتمين إليها من الداخل والخارج، فبحر الدراسات والعلوم الأكاديمية تمت تحليته بالفعل وبما هو مطلوب من ملاعق سكر وليست معلقة واحدة.. كما سخر سياسي يومئذ..!
وهذا ليس بالموضوع الذي نحن بصدده وقد شهدنا في المجلس الوطني بعد ما أضيف إليه أعضاء قبل أيام، عملية تسليم وتسلم بين رؤساء لجان تشريعية ونوابهم انتهت فترة تسلمهم للمهمة ورؤساء لجان ونواب جدد، جرى أمام الحضور وفي مقدمتهم السيد رئيس الجمهورية، استلامهم للمهمة بتبعاتها، ومن تلك التبعات – وهذا هو الجديد الذي يعد سابقة أولى من نوعها – هو أن القدامى ممن أداروا اللجان قدموا للقادمين بعد التحيات والتبريكات والدعاوى بالتوفيق، تقارير كاملة عما تم إنجازه وما بقي، فضلاً عن ما يرون من أوجه القصور والمعوقات.
إنه إجراء (تسليم وتسلم) لم تعرفه مؤسساتنا التشريعية والسياسية والإدارية وغيرها من قبل، لأن من يترك المهمة أو المسؤولية أياً كانت الأسباب، يتركها دون أن يقوم بمثل ذلك الدور الذي يكمل إجراءات إصلاح الدولة.
ومن هنا كانت إشادة السيد رئيس الجمهورية بذلك الدور الكبير وقال إنها بادرة غير مسبوقة وعلى الجميع أن يعملوا بها ويتخذوها سبيلاً للإصلاح الذي دعا له الحوار الوطني، وكان من مخرجاته.
وللحقيقة البروفيسور “إبراهيم أحمد عمر” وأدواره في المجلس التشريعي القومي وغيره مشهورة، رجل مبادرات ومن الذين يحلون ماء البحر بأكثر من ملعقة سكر.. ومن ذلك الدور الذي قام به في التعليم العالي والدور الذي قام به المجلس التشريعي في تطوير العلاقات وتحسينها مع الآخرين.. ولا سيما الحوار مع المؤسسات الأمريكية لرفع العقوبات وتحسين العلاقات.
شكراً للبروفيسور “إبراهيم” ومجلسه التشريعي القومي ونأسف للتأخير في تناول إجراءات التسليم والتسلم التي جرت قبل أيام وكنا قد دعينا لحضورها وهي مناسبة تستحق، لأنها تجربة رائدة.