حوارات

"علي السيد" المحامي : نحنا فشلنا.. ولي 3 شهور مقدم لمقابلة مولانا

يمثل الأستاذ المحامي “علي السيد” – كما يصفه الكثيرون – نسخة الاتحاديين الواقعيين الذين يقدرون السجادة في مكانها كليبراليين ويحتجون بدون خوف إذا عبرت الحدود المتاحة لجماعة دينية ترفد الحزب السياسي بجماهير وبعض التقوى والخلفيات الأخرى.. و”علي السيد” من القيادات الاتحادية المتشاكسة، ولا يهدأ لها بال إذا لم يحدث اختراق كبير في حياة الاتحاديين وربما ثوابتهم.
كان واضحاً، وأجاب لنا خارج التسجيل كثيراً من الإجابات القوية، وأكد أنه باقٍ بالحزب ولو كره بعضهم، وعلى حد قوله (لن نتركهم ينامون). وكان الحوار متنوعاً وغنياً بكل أنواع الأجوبة.. فالي الحوار.

{ كيف تبدو الحركة الاتحادية بعد إنجاز الاستقلال؟
– الحركة الاتحادية فقدت بريقها بعد الاستقلال.
{ اكتفيت بالنتيجة.. ولكن ما هي الأسباب؟
– اندماج الحزب مع الطائفية وسيطرتها على مفصل الحزب، وبالتالي الآن لا توجد حركة اتحادية بالمعنى المفهوم.
{ من الذي كان أساس الآخر؟
– الأحزاب أتت للطائفية، وانقسم المستنيرون لقسمين: “علي الميرغني” زعيم الختمية و”السيد عبد الرحمن المهدي” زعيم الأنصار.
{ ما رأيك في الأحزاب المنشقة بحثاً عن الحريات؟
– دائماً الجزء المنشق يكون ضعيفاً.
{ ولذلك أنت باقٍ بالاتحادي الأصل؟
– أقول من الأفضل أن نناضل من داخل الحزب بغرض تصحيحه، ولن يكون لجيلنا حظ من هذه الثمار بل الجيل القادم.
{ هل أنت تحلم فقط؟
– أبداً، والطائفية نفسها تطورت فكرياً، وهناك قدر من الليبرالية متوفر في القيادات الوسيطة والمحرومة وقطعاً سيأتي دورها.
{ ما رأيك في حزب جديد يجمع المستنيرين من كل الأحزاب الطائفية؟
– قد نحتاج لمائة عام (إذا ألغينا الحزب الطائفي).
{ زمن طويل يا سيد “علي السيد”؟
– عاوزة زمن طويل جداً.
{ (ملاحظة): كل من يقف ضد الميرغني يبدو ضعيفاً؟
– ليس لنا أي عداء مع مولانا الميرغني، بل ضد الآخرين الذين (غبشوا الرؤية) بينه والقيادات الأخرى.
{ من تقصد بالتحديد؟
– أقصد المريدين الذين توسعوا على حساب الحزب الكبير.
{ بالرغم من الخلافات الواسعة في الطيف الاتحادي.. لكن كأن شعرة معاوية مستمرة كمشتركات اتحادية.. ما رأيك؟
– شعرة معاوية ليست قوية كما يبدو.
{ هل أنت مع الصابرين بجوار الميرغني كطريقة لاستدراج الحلول الذكية؟
– أنا في اتجاه أن نبقى في الحزب ونصارع من أجل تصحيحه.
{ من تصارعون: الميرغني أم المريدين الخلص؟
– المريدين طبعاً.
{ جمع الاتحاديين (دقّة) عفى عنها الزمن؟
– مشكلة هذه الفصائل أنها مصرة على تعيين مكانتها في حالة الوصول لأي اتفاق (إذا جينا موقعنا داخل الحزب شنو).
{ تقصد النصيب في المناصب؟
– قلنا لهم إن قيام المؤتمر العام يحل كل هذه الإشكاليات.
{ أين المؤتمر العام والحزب مشلول تنظيمياً؟
– صحيح الحزب نسي التطوير، ونحن في الحزب الاتحادي فشلنا.
{ قلتم أهل نضال؟
– النضال داخل الحزب الطائفي صعب.
{ يعني خلاص؟!
– ضيق الصدر واليأس يصدم أي زول.
{  كيف تسمع صرخة مهمش؟
– سيطول التهميش في هذا الحزب.
{ بصراحة.. ما هي مشكلة الحزب الاتحادي؟
– مشكلة الحزب الاتحادي (من الله خلقو) لا يعرف التنظيم، وبعد الاندماج مع الطائفية ضعف التنظيم أكثر.
{ ومولانا الميرغني؟
– أكبر مأساة هو التمحور داخل شخص.
{ هل صحيح  أن الجماهير مسؤولة عن إنتاج هذه القيادات؟
– القيادات الانتهازية تسهل استمرار هذه القيادات، وليس الجماهير الاتحادية.
{ إذا برأت الجماهير.. فكيف تبرئ مولانا؟
– لا يلام أي شخص على اختياره إدارة سهلة، والقيادات ذات الولاء الشخصي أفضل له من القيادات السياسية القوية والعنيدة.
{ هكذا يدار الحزب الكبير؟!
– هو القائد، يشارك أو لا يشارك، يدخل الانتخابات أو يخرج.
{ إذن المؤتمر الوطني لا يلام بالاكتفاء بالميرغني؟
– ولكن العملية السياسية المسؤولة تظل متوقفة. 
{ أنت محامٍ، كيف تنظر للعدالة؟
– هناك تطور دستوري حقيقي وهناك دستور (كويس جداً)، ولكن الواقع معوق ومقيد بالقوانين.
{ وسع الفكرة إن شئت؟
– خذ مثلاً قوانين الصحافة، تبدو جيدة، ولكن قوانين الأمن تأخذ كل ما أعطاه قانون الصحافة.
{ من ناحية أخرى، هل ترك رحيل “أحمد الميرغني” أي فراغ في إدارة الحزب؟
– ترك فراغاً كبيراً جداً كان يمثل الملجأ لكل مظلوم، كان ديمقراطياً وعاوز حزب حقيقي (مش مجموعة مريدين).
{ خليك واضح أكتر وأكتر؟
– كان الوحيد الذي يراجع الميرغني ويواجه الانتهازيين بقوة وحسم (ولو كان السيد أحمد في ما كان حصل الحصل).
{ إذا قدمت طلب مقابلة اليوم لمكتب مولانا “الميرغني” متى ستقابله على أقل تقدير؟
– لأول مرة طلبت مقابلته، ولم أفعل طوال حياتي السياسية، وقد مر على الطلب 3 شهور.
{ وإنت تزعل شديد؟
– زعلان جداً وصابر على هذا الوضع.
{ الغريب في ناس يقابلوا مولانا وبسرعة.. ما السر؟
– أنا أعرف في ناس يجوا من كسلا وبورتسودان يفشلوا في مقابلة مولانا لأيام وأيام.
{ السر شنو؟
– يمكن والله أعلم طبيعة الزيارة وأهدافها.
{ (إنت ليه عاوز تقابل مولانا)؟
– لكي أقول له لا يمكن أن يكون رئيساً للمؤتمر ورئيس لجنة تحضيرية، ودا ببساطة مخالف للدستور وهو يعلم (أنا عاوزو لشنو)، ولذلك يرفض.
{ يجب أن لا ننسى أن معارضة الميرغني في الخارج للنظام الحالي لفترة طويلة دعمت موقفه الإقليمي؟
– كان كسباً سياسياً للحزب، وأجمعت أحزاب التجمع على قيادته.
{ الوطني محظوظ بنوع قيادة الميرغني لحزب كبير في قامة الاتحادي الديمقراطي؟
– نعم، لأنه يتعامل مع الوطني كفرد وقيادته لوحده أو مع أحد أولاده.
{ من المربكات في قرارات أو مبادرات مولانا (إيفاده) لأحد أولاده في حملة انتخابية مع الرئيس البشير لكسلا؟
– هذه الربكة بسبب اللافتات الكثيرة التي يقف تحتها، فمرة زعيم للتجمع وأخرى زعامة ختمية وثالثة رئيس حزب سياسي.
{ تحت أية لافتة تم ترشيح السيد “جعفر” في منصب مستشار الرئيس؟
– الإجابة الصحيحة (أنا ما عارف)، ويبدو أنها رغبة المؤتمر الوطني في تعيين قريب من السيد وفيه إعطاء مجموعة من الإشارات.
{ لماذا “جعفر” وليس “الحسن”؟
– الحسن كان (بيقعد) معانا في (الواطة) أيام الانتخابات لـ (5) صباحاً، ومنفتح على الجميع، وله أفكاره، وكان الأنسب لكنه رفض المنصب.
{ حسب ما توصف الأمور (دا وضع حزين)؟
–  حزنت جداً أن يكون لدينا ممثل في أعلى هيئة تنفيذية بلا تأثير قوي.
{ كيف تسمع من يصيح تحت أذنيك (عاش أبو هاشم عاش أبو هاشم)؟
– (عاش أبو هاشم) لا يقولها جماهير الحزب، بل المريدون، والحزب لا يتضرر منها.
{ مركز على المريدين.. هل هم المشكلة الأساسية في الحزب؟
– نعم لأنهم أصبحوا يقودون الحزب من “التبروقة” للقيادة السياسية، وليست لديهم خبرة أو دراية بالعمل السياسي، يأتون بالتعيين ويبقون.
{ بالتالي أنظر معنا للمسافة النفسية والحضارية بين عهدين ورجلين.. الأزهري هناك ومولانا الميرغني هنا؟
– الأزهري نفسه لم يكن ديمقراطياً، كسب ظروف معينة وكانت قراراته معروفة (إلى من يهمه الأمر سلام).
{ يعني عدم التنظيم قديم؟
– عدم التنظيم هو سر بقاء ووجود الحزب الاتحادي الديمقراطي.
{ تقول ذلك لأنك مزروع من الشيوعيين (هذا كلام يقال في وجهك لأكثر من مرة)؟
– أنا جئت الحزب الاتحادي من 1985 ولليوم معاهم، فإذا كنت مزروعاً لماذا لم يعزلوني؟
{ هل أنت مزروع من الشيوعيين؟
– مزروع ليه؟ فالحزب الاتحادي ما محتاج زراعة، أي شيء مكشوف وفي الهواء الطلق لا عنده أسراره.
{ اقرأ معي العنوان أدناه (الميرغني في جوبا)؟
– حينما كنا محتاجين أن يمشي جوبا لم يذهب، ولا معنى للزيارة ولن يذهب إلى جوبا.
{ (الحركة الشعبية) تحترم مولانا وحتى “قرنق” يناديه بمولانا الميرغني (زيكم بالضبط)؟
– نحنا عارفين أن (الحركة الشعبية) تمرحل فينا، وكنا أيضاً نتعامل معها بالمثل، كنا محتاجين ليها لقبول المجتمع الدولي.
{ وجاءت نيفاشا وشفتوا العجب من (التمرحل)؟
– وعدنا “قرنق” بكلام عن التجمع أثناء لحظات التوقيع على نيفاشا لربع ساعة من الزمن، ولكنه شكر الكبار ولم يشكر التجمع.
{ (سؤال افتراضي).. كم تتوقع من 100 صوت محكم يصوت لقيادة الميرغني مرة أخرى لقيادة الحزب؟
– سيكسب مولانا الميرغني (80) صوتاً بما فيهم أنا (سأصوت له رغم الكلام دا كلو).
{ مش كلام عجيب أيها المحامي؟
– ما في سبيل إلا قيادته، وإذا جاءت أية قيادة أخرى ينفض الناس من حولها.
{ كأنك تقول أن مولانا هو المشكلة والحل؟
– بعد 20 عاماً يمكن تحت افتراضك أن يكون الـ (80) صوتاً صارت (18) صوتاً فقط، أي المريدين وبس.
{ بعض الأقطاب الاتحادية يقولون إن الحزب في النهاية يوفر لهم مادة دسمة لـ (الونسة)؟
– هؤلاء تجاوزوا مرحلة (الونسة) إلى اليأس والضجر.
 { من حين لأخر نرى ونقرأ لافتات لدور الحزب الاتحادي بما يعني أن هناك حياة؟
– دور وديار حزب الاتحادي الديمقراطي ينعق فيها البوم.
{ المقصود بـ (الونسة) هي النميمة (تواقف)؟
– أي تنظيم في الدنيا فيه النميمة، وما يقال سراً لا يقال علناً.
{ أين الربيع السوداني (عمنا علي السيد)؟
– سيتأخر شوية لأن المعارضة مشتتة.
{ وإذا انتظمت المعارضة؟
– إذا انتظمت المعارضة، فالحالة السودانية جاهزة للخروج.
{ وللنظام أنصاره إقليمياً ودولياً؟
– لا أنصار له، كما نفهم الحالة السورية مع روسيا والصين، وعن الدور القطري والسعودي، فالدعم المالي لا يعني الدعم السياسي.
{ سجلت لك عشرة مرات لا تذكر الميرغني إلا مقروناً بالسيد.. لماذا؟
– كنت في كتابات الحزب أسجل الاسم (السيد محمد عثمان الميرغني)، فقال لي (لا تضع علامة (داش) لأن اسمي ( السيد محمد عثمان)، فالسيد حسب قوله جزء أصيل من اسمه وليس ملحق اعتبار.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية