القيادي بحزب المؤتمر الشعبي والإسلامي المعروف المهندس "عثمان عبد الوهاب" في حوار المراجعات.. الحلقة الأولى
*لم تربطنا علاقة تنظيمية بحركة “حسن حسين” لكن اتهمنا بها
* أنا و”الترابي” انتظمنا في الحركة الإسلامية في يوليو 1951م عندما دخلنا جامعة الخرطوم
*هذه هي …أسباب اكتشاف “نميري” لحركة 1976
حوار- فاطمة مبارك –
مقدمة :
المهندس “عثمان عبد الوهاب” يعتبر واحد من المؤسسين للحركة الإسلامية، ولد بمدينة رفاعة ودرس الوسطى بمدرسة حنتوب ثم التحق بجامعة الخرطوم، حصل على الدراسات العليا من جامعة “أرزونا” بأمريكا وهو متخصص في علم الجيولوجيا وتنقل بحكم التخصص بين شركات التعدين والشركة الوطنية للتأمين التعاوني وشغل منصب وزير الطاقة والتعدين في الفترات الأولى لثورة الإنقاذ، كذلك كان واحداً من الذين تابعوا قصة استخراج البترول وتحويل الأنصبة من شركة “شفرون”، وبحكم الخبرة ظل عضواً لكثير من الشركات والبنوك من بينها شركة “دانفوديو” كما عمل بمنظمة الدعوة الإسلامية، كان مقرباً من الراحل “الترابي” وبعد المفاصلة انحاز للمؤتمر الشعبي، الآن وفقاً لشهادات بعضهم يعتبر واحداً من الذين يخططون ويضعون سياسات حزب المؤتمر الشعبي، ولعب دوراً كبيراً في اختيار منسوبي حزبه المشاركين في الحكومة. (المجهر) التقت به في حوار توثيقي تناول العديد من المحطات فماذا قال؟
{ عرِّفنا على مراحلك الدراسية ؟.
درست في مدرسة رفاعة الوسطى الأميرية، وكانت هذه المدرسة تعتبر آنذاك صفوة المدارس لا يدخلها إلا طلاب بمستوى عالٍ، ودرست الثانوي بمدرسة حنتوب ومن ثم التحقت بجامعة الخرطوم.
{على خلفية أن مشاهير السياسة درسوا في حنتوب من زاملت منهم؟.
زاملت “حسن الترابي” و”خليل عثمان” ودكتور “زاكي الدين حسين” ويعتبر من أشهر الأطباء وآخرين و جمعتني داخلية واحدة بـ”خليل عثمان” و”أحمد عبد الرزاق”، و “علي طه” و”خلف الله الرشيد” رئيس القضاء الأسبق، و”عبد الرحمن لطفي”.
{ألم تزامل “نقد”؟.
“محمد إبراهيم نقد” كان دفعتي و “عثمان أبو كشوة” كان يعقد جلسات بمزرعته لدفعة 1947-1950م، “نقد” و”عثمان أبو كشوة” و”الترابي” كانوا في داخلية واحدة ودخلوا جامعة الخرطوم و”نميري” كان قدامي بدفعة واحدة.
{هل بدأت علاقتك بـ”الترابي” في حنتوب؟.
في حنتوب علاقتي بـ”الترابي” كانت علاقة زمالة، و”الترابي” درس معنا في رفاعة الوسطى وحنتوب الثانوية ثم التقينا في جامعة الخرطوم.
{متى انتميت للحركة الإسلامية؟.
أنا و”الترابي” انتظمنا في الحركة الإسلامية في يوليو 1951م، عندما دخلنا جامعة الخرطوم.
{يعني علاقتك بالتنظيم بدأت في جامعة الخرطوم؟.
قبل جامعة الخرطوم كان عندي اتجاه صوفي وسببه أن والدي توفي وأنا في مدرسة حنتوب، وكنت متمنياً أن يكون والدي حياً حتى أتوظف وأقدم له هدايا، لذلك حزنت لوفاته فكنت أصلي كثيراً وأدعو له لعلي أقدم له شيئاً بعد الموت.
{ألم يقدمون لك طرح الحركة آنذاك؟.
في حنتوب قدمت لي الحركة الإسلامية طرحها، لكن لم أنتم لها وكنت اعتقد أنني في وضع أحسن من الذي عرض عليَّ، لكن في جامعة الخرطوم كنت مؤهلاً نفسياً للانتماء للحركة الإسلامية فانتميت لها.
{هل هناك شخص محدد دعاك للانتماء للحركة الإسلامية؟.
أيوه، “ميرغني النصري”، وقتها كان في جامعة الخرطوم وهو من رفاعة فذهبت إليه، وسألته عنها وكان وقتها يسيطر عليها الشيوعيون و يحصبون الناس بالحصى أثناء الصلاة، فقررت دخول جامعة الخرطوم حتى أرى كيف يمنع الشيوعيون الناس الصلاة و”ميرغني” لم يكلمني عن وجود الإخوان المسلمين، لكن حدثني عن الشيوعيين، وقال لي كذلك يوجد إسلاميون.
{كيف كان الوضع بجامعة الخرطوم؟.
في جامعة الخرطوم كنا نصلي مع بعض، الداخليات كانت مثل الفنادق فيها كل الامتيازات، مجموعتنا كانت تلتقي في الصلوات وبعد نهاية الدراسة نتناول الغذاء ونصلي الظهر ونجلس ونتحدث، هناك مجموعة من الحركة الإسلامية درسوا الثانوي ولم يلتحقوا بالجامعة وعملوا بالتعليم كانوا يأتون إلى جامعة الخرطوم ويصلون معنا الظهر، منهم “يسن عمر الإمام” ومعه “عثمان جاد الله النذير”، كانوا يزوروننا بكثافة، وأذكر أن أول نشاط تنظيمي تم في غرفة بداخلية الدندر.
{أذكر لنا بعض أسماء الشخصيات؟.
كنا مجموعة ضمت: “حسن الترابي”، “عبد الله محمد أحمد” و”محمد البشير مفرح” وقدمت لنا ورقة حول الإسلام والاشتراكية ويبدو أنها منقولة من كتاب قدمها من كلية الآداب “الدرديري إبراهيم” وتناقشنا حولها وبعدها أصبحنا أسرة في الداخلية، كان معنا في داخلية الدندر الشيوعيون.
{ في تدرجك الحركي أين كان موقعك؟.
أنا انتميت للحركة الإسلامية في 1951م، ذهبت مواصلاً دراستي في جامعة مانشستر، لم تكن هناك حركة إسلامية بالصورة التي نعرفها، لكن نحن كإخوان مسلمين التقينا في اتحاد الطلاب السودانيين في المملكة المتحدة وهناك التقينا مع الإخوان المسلمين من العراق وسوريا والأردن ومصر، من السودان كنا أنا و”حسن الترابي” وكان يقابلنا المرشد العام للإخوان المسلمين في سوريا هو الشيخ “مصطفى السباعي” هذه كانت حركة إسلامية، لكن لم تكن منظمة تنظيماً دقيقاً.
{متى بدأت نشاطك فعلياً؟.
في بورتسودان، حينما انتقلت موظفاً حكومياً، هناك وكنت أمير الحركة الإسلامية في بورتسودان. “الترابي” كان الأمين العام للحركة الإسلامية وعندما يطوف الولايات كان يزور ولاية البحر الأحمر وينزل معي في بيتي . في العام 1966 انتقلت لأمريكا لتحضير الماجستير والدكتوراة، وفي أمريكا كانت هناك الحركة الإسلامية للطلاب المسلمين باسم muslim student Association (MUS) (جمعية الطلبة المسلمين) وتضم في عضويتها كل الجمعيات الإسلامية الطلابية ومن بينها حركة الإخوان المسلمين وكان الدعم قوياً لجمعية الطلبة المسلمين من هذه الحركة، وكان من السودانيين الممثلين في جمعية الطلبة المسلمين المرحوم دكتور “التيجاني أبو جديري” و”زكريا بشير إمام” وأحمد علي قنيف” و”محمد عطا السيد” وغيرهم.
{متى عدت للسودان؟.
رجعت السودان في 1974م، و”الترابي” قدمني للناس باعتباري كنت في أمريكا نشطاً ودخلت مجلس الشورى والمكتب القيادي، وكنت رئيس المكتب الإداري، والمكتب السياسي كان يرأسه “حسن الترابي”، الاثنان لما يجتمعان يكوِّنان المكتب التنفيذي الذي كان يرأسه “حسن الترابي” وفي غيابه أرأسه أنا، كذلك أصبحت مسؤول المكتب الاجتماعي وكان يهتم بحركة الإخوان المسلمين وأسرهم وظروفهم الاجتماعية بجانب الاهتمام بالرياضة ومن داخلها كنا نقوم بالتجنيد ونهتم بنظافة المساجد ونقيم حلقات التلاوة فيها وهذا كان يجمعنا بالمصلين فنشأت علاقة ونحن قصدنا عمل علاقة نرعاها من داخل المسجد، ناس “نميري” لاحظوا أن هناك حركة كبيرة جداً في المكتب الاجتماعي فاكتشفوا الحكاية وقاموا بهجمة اعتقلوا فيها معظم الناس الشغالين في المكتب وكان من يعتقل لا يخرج قبل ثلاثة أشهر كأقل فترة، وأنا لأني كنت في أمريكا لم أكن معروفاً لنظام “نميري” لذلك لم اعتقل، لكن كان يعتقل “حسن الترابي” وعندما يعتقل أنا أصبح المسؤول، في عام 1975م، جاءت قصة “حسن حسين”.
{حركة “حسن حسين” حسبت عليكم؟.
اتهمنا بها، لكن لم تكن تربطنا بها علاقة تنظيمية، بعض الإخوان المسلمين اشتركوا فيها ونحن كتنظيم لم يكن لدينا علم بها، وكان منظمها شخص يسمونه “القاضي الهارب” وكان معي في مكتب واحد ولم يكلمني وهو من أبناء النوبة وحركة “حسن حسين” كان أغلبها من النوبة .وفي المكتب كان معه قاضي اسمه “عبد الرحيم التلب” ولم يخبره بالأمر. فقامت هذه الحركة وتم القبض عليهم واعتقل “حسن حسين”، نحن كنا وقتها نرتاد المساجد فأوصينا عضويتنا بعدم التوقف عن المساجد أو الخوف ونتيجة لذلك مر الموضوع عادي لم يعتقل منا أحد.
{ حدثنا عن حركة 1976م؟.
حركة “محمد نور سعد” كانت في 1976م، وهو عسكري، وكان يشرف عليها “الصادق المهدي” و”الشريف حسين الهندي” وبعض إخواننا في الخارج.
{من منهم؟.
منهم “عثمان خالد” و”إبراهيم السنوسي” و”أحمد عبد الرحمن” مع “الشريف حسين الهندي” و “الصادق المهدي”، كانوا يكونون الجبهة الوطنية هناك، وعندما تحركت القوة نحو السودان “إبراهيم السنوسي” كان في قيادة الإخوان المسلمين و”الصادق المهدي” كان رئيس الجبهة الوطنية.
{الأنصار سيطروا على هذه الحركة؟.
الأنصار كانوا قوة كبيرة ومع التحرك للسودان “الصادق” قال الأنصار يريدون إقامة دولة المهدية لذلك قصة المشاركة مع بعض غير واردة، نحن استغربنا لهذا القول وتوقيته، لكن الإخوان قرروا الصمت، أعضاء حزب الأمة في السودان كانوا يقومون بالتحضير للقادمين، يقابلون القوى الآتية من ليبيا في الصحراء ، ويخرجون السلاح المدفون ليدخلوا به الخرطوم يستقبلونهم ويستضيفونهم، لكن الحكاية تم كشفها.
{كيف حصل ذلك؟.
بسبب استخدامهم لعربات إنجليزية ضعيفة لم تستطع السير في رمال الصحراء وتأخرت الثورة وكانت النتيجة اكتشاف القصة واستعداد أمن “نميري” للقادمين ، وعرفوا البيت الذي جهز لاستقبال القادمين وكان حسب المخطط هناك اجتماع بأحد المنازل يلتقون فيه، وذهب المايويين وبقوا في البيت، أي شخص يأتي يقولون له تفضل ويقومون باعتقاله حتى قاموا باعتقال كل الشخصيات التي كان من المفترض أن تستقبل الناس.
{ماذا حدث بعدها؟.
لما المجموعات دخلت أم درمان لم تجد أشخاصاً لاستقبالهم ،وكانوا جوعى وعطشى (فتشتتوا). “إبراهيم السنوسي” كان قائداً للمجموعة التي ضربت سلاح المهندسين . و”السنوسي” استلم كبري أم درمان لما اكتشفت الحكاية، قام أمن “نميري” باعتقال كل الناس بالذات ناس حزب الأمة، لأنهم أصبحوا ظاهرين ، وكانوا متعبين وعطشى .وقيل أن بعضهم ضرب بالرصاص وبعضهم دفن حياً، نحن منسوبونا الذين اشتركوا في هذه الحركة هرَّبناهم خارج السودان منهم كان “إبراهيم السنوسي” ، و”القاضي الهارب” ومعهم آخرين من غير عضويتنا.
{واعتقل “محمد نور سعد”؟.
“محمد نور سعد” تم اعتقاله، لكن اتضح أن “محمد نور سعد” ما كان سيسلمها للمهدية ولا للحركة الإسلامية، كان سيسلمها للحركة العسكرية.
{ماذا حدث للإذاعة ؟.
الإذاعة تعطلت ، ونحن كان عندنا إذاعة الطلاب عرضنا عليهم استخدامها لتوصيل الفكرة وإخراج الناس للشوارع، لكن “محمد نور سعد” رفض استخدامها، وهناك شخص اسمه “ميرغني ضيف الله” كان مشرفاً على الأنصار، وهو الذي منعهم من استعمال إذاعتنا.
{هل كانت عندكم تحوطات؟.
بعد فشل الثورة خرج منسوبونا من الخرطوم ونزلوا في منزل أخونا المهندس “بابكر” في مشروع سكر الجنيد، وهذه كانت واحدة من النقاط التي ارتكزوا فيها ، بعدها ذهبوا إلى القضارف ثم منها إلى أثيوبيا.
{إذاً كانت هناك تفاهمات مع إثيوبيا؟.
الذين تم تسفيرهم إلى ليبيا (مشوا) عن طريق أثيوبيا، “الشريف حسين” نفسه كان في أثيوبيا التي كانت بمثابة ممر، فدخلوا أثيوبيا ثم إلى ليبيا . كانت هناك محاولة لرجوع المجاهدين إلى ليبيا مرة أخرى، لكن السيد “الصادق المهدي” رفض ذلك.
{لماذا؟.
لأنه وجد الذين يريدون الذهاب إلى هناك إخوان مسلمين ،وهم الذين يعرفون السلاح والأنصار أعجبوا بالإخوان المسلمين. السيد “الصادق” غار وخاف وأوقف نشاط الجبهة، لكن منسوبينا استفادوا من التجربة أصبحوا يعرفون كيف يشغلون الدبابات والمدافع لأنهم كلهم دبابين، كان من بينهم “محمود شريف” وعدد من أطباء الطب البيطري منهم الشهيد “عبد الله ميرغني” شقيق “عثمان ميرغني”.
{ما هي الملابسات التي دعتكم لمصالحة نظام “نميري” ؟.
نحن دعمنا “نميري” وتمت المصالحة في 1977م، التي عملها السيد “الصادق المهدي” في بورتسودان وصالح من غير مشورتنا، لكن حقيقة نحن كنا محتاجين للمصالحة أُرهقنا جداً، “نميري” أدخل عدداً كبيراً منا السجون وتم فصل بعضهم من مواقعهم، و”حسن الترابي” اعتقل ونحن دعمنا “نميري” ووقفنا معه في موضوع الشريعة الإسلامية، وهو أعجب بنا جداً رغم تحريض الناس له وتخويفه من الإخوان.
{رغم ذلك انقلبتم عليه؟.
لم ننقلب عليه، لكن هو الذي انقلب علينا، المظاهرات بدأت بعد أسبوعين من سفر “نميري” إلى أمريكا للعلاج، نحن دعمناه، لكن عملنا حماية لكوادرنا كل الكوادر اختفت في ذلك الوقت. وكوادر الولايات جاءت إلى الخرطوم لتكون تحت حماية أمننا، “أبو القاسم محمد إبراهيم” قال في اجتماع عقد بالرميلة لناس الاتحاد الاشتراكي غداً الساعة السادسة صباحاً “نميري” ، سيقوم باعتقال الإخوان المسلمين وسيلقي خطاباً، ونحن المعلومة كانت تصلنا في لحظتها.
{ماذا فعلتم ؟.
“حسن الترابي” كان مسافراً إلى تونس للمشاركة في مؤتمر للوزراء ونحن كنا معه لوداعه الساعة العاشرة جاتنا المعلومة، كان معنا المسؤول عن ولاية الخرطوم، فقيل له بلغ الآن كل أمراء الشُعب ليختفوا وأي شخص مهم يختفي ، وتخفى الوثائق، خرجنا من “حسن الترابي” الساعة الثانية عشرة بعد خمس دقائق تم اعتقاله، وأنا أصبحت المسؤول، عملنا اجتماعاً وكانت تأتينا معلومات منتظمة عما يريد فعله “نميري” من أربع جهات، الأمن، استخبارات القوات المسلحة، الاتحاد الاشتراكي.
{ ألم يكن هناك أشخاص؟.
كان هناك أنصاري دنقلاوي اسمه “فيصل بربري” تربطه علاقة بـ”نميري” كان يأتينا بالمعلومة من “نميري” أو الجهات الأمنية، “نميري” ما كان عنده غرض سيئ لكن ناس الاتحاد الاشتراكي كانوا يريدونه أن يعدم بعض الإخوان ،وأوحوا له القيام بإعدام ثلاثة كان من بينهم “حسن الترابي”، قالوا له: أنت ضربت الأنصار وقتلت الإمام “الهادي” وضربت الشيوعيين وقتلت قياداتهم ولم يتبق لنا إلا الإخوان المسلمين ، والشخص الذي قال له هذه الحديث أخ مسلم سابق.
{اسمه (منو)؟.
لا استطيع ذكر اسمه، المهم كان مشاركاً “نميري” في حكوماته و منافساً لـ”الترابي” في الحركة الإسلامية.
{موجود في المشهد السياسي الآن؟.
لا، توفي، قال له: أضرب، لكن هناك شخص دنقلاوي قريب جداً من “نميري” نصحه بأن لا يفعل ذلك وقبل بالنصيحة وأحضر خطابه، ناس “بهاء الدين محمد إدريس” سكرتيره، أحضروا الخطاب مطبوعاً ووضعوه له في التربيزة الخطاب كان فيه إعدامات، الناس الذين جاءوا من الاتحاد الاشتراكي كانت هتافاتهم كلها لا تحفظ، بل إعدام،”نميري” أخرج ورقة من جيبه ولم يقرأ الخطاب قرأ ما كتبه هو ولم يكن فيه إعدامات، “بهاء الدين” شعر بالمشكلة فذهب للصحف وأخذ البيان، “نميري” لم يذكر إعدام، لكن قال لهم لا تعطوهم فرصة في المواقع التنفيذية .نحن كنا نقوم بتحليل المسألة منذ بداية المشكلة لم يكن هناك حاجة عنيفة ضدنا. كنا نجتمع يومياً ومع مضايقة الأمن تأتينا المعلومات، “نميري” حتى سفره لم يكن هناك شيئ، لما سافر اندلعت مظاهرات شديدة و”عمر محمد الطيب” كان متولي المهام، فاتصلوا على “نميري” وقالوا له: المظاهرات يقودها الإخوان المسلمين.
{هل فعلاً شاركتم ؟.
قرارنا كان أن القواعد يشاركون، لكن الأمراء لا يشاركون استعداداً لموقف يمكن أن نحتاج له، وأنا كنت المسؤول اجتمعت بضباطنا وقلت لهم: نحن مهددون لذلك استعدوا لعمل انقلاب، هم طلبوا شهرين قلنا لهم استعدوا منذ الآن، “نميري” في الخارج نقلت له رسائل كثيرة، و الذين قاموا بعمل القوانين الإسلامية وهم “بدرية سليمان” و”عوض الجيد” ومعهما “أبو قرون” كتبوا في الجرايد، قالوا لا يجوز نصح الوالي جهراً ، ما يعني أنكم قمتم بمظاهرات ، وكان هذا تمهيداً لإعدام، وذهبوا إلى إمام مسجد النيلين الشيخ “حسن أحمد محمد حامد” وطلبوا منه فتوى تكفِّر الإخوان المسلمين لخروجهم عن الدين، فقال لهم لا أستطيع عمل ذلك، لأن الإخوان المسلمين أصولهم في مصر والأزهر لم يكفرهم وأخبرنا . وقال يريدون تكفيركم بعد ذلك اتضح لنا أن “نميري” (جايي يعدم)، أنا اجتمعت بالعسكريين ووضحت لهم الموقف ، وقلت لهم لابد من التحرك . وقررنا مع بعضنا اعتقال “نميري” وعلى منسوبينا استخدام قوتهم للقبض على “نميري”. أثناء ذلك جاءت معلومة أن “نميري” وصل. وهذه كانت مشكلة .بعد ذلك قررنا عمل انقلاب واجتمعنا نحن كمكتب. وناقشنا موضوع استلام السلطة بالقوة وقررنا استلامها يوم الأحد 7/ أبريل 1985م.
“حسن الترابي” كان في سجن الأبيض، وزير الأشغال كان “ميرغني عبد الرحمن” وهو أخو مسلم، لكن مع “نميري” رسلنا “إبراهيم محمد خير” للأبيض ،وهو من أم روابة و”ميرغني عبد الرحمن” من أم روابة، والاثنان أخوان مسلمين ليأتي، بـ”حسن الترابي” وتربطه علاقة بـ”ميرغني” .فذهب “إبراهيم” ليأتي بـ”حسن الترابي” يوم (الجمعة) ويصبح (السبت) و(الأحد) نستلم السلطة، في هذا التوقيت “سوار الذهب” استلم السلطة.