تقارير

حركة العدل والمساواة.. مشوار طويل نحو اتفاقية سلام في دارفور

إشارات إيجابية من “جبريل إبراهيم” و”أحمد آدم بخيت”
الخرطوم – طلال إسماعيل
إشارات إيجابية من قيادات حركة العدل والمساواة إلى جنوحها نحو السلام وفق رؤيتها لحل أزمات السودان بصورة شاملة، ترسلها بين الحين والآخر إلى الخرطوم، في ظل قرار بوقف للعدائيات ينتظر انطلاق قطار المفاوضات رغم المتغيِّرات الإقليمية والدولية.
لكن قضية دارفور، التي تؤرق مضاجع الناس مازالت في بال أهل السياسة وداخل حوش الجامعات السودانية، تيقظ الضمير والتفكير، أما حان لها أن ترتاح؟.
يقول رئيس حركة العدل والمساواة “جبريل إبراهيم” تعبيراً عن موقفه من تمديد فترة رفع العقوبات الأمريكية :” نحن مع رفع العقوبات الاقتصادية وفق تقدم قابل للمعايرة في مجالات السلام و الحريات وحقوق الإنسان والتحول الديمقراطي وتوصيل الإغاثة، وذلك لضمان أن عائد رفع العقوبات لا يذهب إلى تمويل الحرب ومصادرة الحريات، تأجيل رفع العقوبات لفترة جديدة فرصة للنظام للسير نحو السلام بجدية أكثر”.
وعلى ذات المنحى، يمضي نائب رئيس حركة العدل والمساواة “أحمد آدم بخيت” في نقاس سياسي مع مجموعة (السودان بلد الحضارات) :” نحن مع الشعب السوداني في أن يضمد جراحاته، لتستقر البلد وتشرع في مشوار التنمية والاستقرار للشعب الذي عانى كثير جداً لكن هذه المسألة لا تأتي بالتمني وإنما بمنهج علمي مدروس وتجارب ماثلة وموجودة “.
ولم ينس “أحمد آدم بخيت” – المولود في قرية بروش بشرق دارفور ريفي أم كدادة، خريج أم كدادة المتوسطة، الفاشر الثانوية وجامعة الزقازيق، ثم دراسات عليا بجامعة الخرطوم، لم ينس أن يشير إلى تمسكهم بمنهج الحوار السياسي لمعالجة خلل قضية التنمية في دارفور، ويضيف:” نحن لجأنا لحمل السلاح مرغمين، وكنا أيضاً نحب أن الحكومة تعرف شيئاً عن أخلاق الحرب، ورغم ذلك نحن جادين لنوقف الحرب في أي وقت لذلك دخلنا مع الحكومة في مفاوضات بدأت من أنجمينا 2004م، مفاوضات أبوجا، الدوحة، وأديس أبابا وآخرها في ألمانيا، هذه كلها نوايا صادقة في أن نصل إلى حل، لكن النظام الحاكم لا يريد حلولاً إستراتيجية جادة وكل ما تهب عليه نسمة عافية يظن أن هذه نهاية المطاف ويتحدث عن أن الحركات انتهت، نحن نأمل أن يكون النظام الحاكم يعي الدرس واستفاد من دروس الدول المجاورة واستفادوا من الكثير من الدروس المجانية التي يجب أن يتعلموا لحل مشاكل السودان ويعرفوا كيف يديروا أزمة إقليمية”.
واستصحب “بخيت” تاريخ السودان الحديث من خلال نشوء حركة جبهة دارفور واتحاد البجا واتحاد جبال النوبة وغيرها من الحركات، ويضيف :” القوة الحاكمة تعاملت مع هذه المطالب بالاحتواء وتعاملت الأنظمة معها تعامل إخماد واحتواء وذهاب القائمين على أمرها، أما الأنظمة الديمقراطية تعاملت معها بأنها ترغيباً لقادتها وجرهم بعيداً من مسار المطالبة بالعدالة وإصلاح أمر السودان ومعالجة الاختلالات التنموية الموجودة فيه، المسألة انتهت في الستينيات بعد ذلك لم تظهر، لأن الأنظمة تعاملت معها بشكل حاسم جاءت فترة الإنقاذ وظهرت بشكل جلي، ولكن ظهرت هذه المرة بسنونها وعبَّرت بشكل قوي عن هذه المظالم واستطاعت أن تمهد لها بدراسات ومناقشات وأدبيات سياسية تظهر”.
ألمانيا  في خط المشاورات
في شهر مايو الماضي، أبدت الحكومة والحركات المسلحة بدارفور بعد اجتماعات تشاورية في برلين استعدادهما لاستئناف المفاوضات بين الطرفين بعد أن استضافت العاصمة الألمانية، اجتماعات غير رسمية بين الطرفين بحضور ممثلين للحكومة الألمانية والإدارة الأمريكية وتنسيق من الاتحاد الأوروبي وبعثة حفظ السلام بدارفور “يوناميد”. ومثل الحكومة “أمين حسن عمر”، وحركة العدل والمساواة رئيسها “جبريل إبراهيم” وكبير مفاوضي الحركة “أحمد تقد”، بينما مثل حركة تحرير السودان زعيمها “مني أركو مناوي” ورئيس وفدها للمفاوضات “علي ترايو”. وقدمت الحركتان ورقة تضمنت مقترحاً للدفع بعملية السلام”.

ويواصل “أحمد آدم بخيت” في إفادته لمجموعة السودان بلد الحضارات :”المتتبع لجولات التفاوض السابقة مع الحكومة يرى أن الحركة في كل الجولات السابقة كانت مرنة جداً وكانت رؤيتها واضحة، ولكن الحكومة لا تريد حلاً جذرياً، تريد حلاً جزئياً،  تريد أن تغطي على النار بالعويش بدليل الاتفاقيات التي أبرمت بدءاً من أبشي وأبوجا والدوحة ونيفاشا، كل هذه الاتفاقيات أبرمت والآن المشكلة كما هي الحرب مشتعلة والحال هو الحال، وهذا يفيد أن هذه الاتفاقيات كانت جزئية والحكومة ترفض استمرار الحل الشامل، واقتنع المجتمع الدولي الذي يشرف على هذه المحادثات بما ظللنا ننادي به منذ أبوجا بالحل الشامل لأنك كونك تحل مشكلة في دارفور وتترك الشرق مشتعل وتحلها في جنوب كردفان وتتركها مشتعلة في النيل الأزرق هذا شغل ترقيع لا يرقى لمستوى الحل الشامل، نحن لسنا لنا مطالب خيالية، ولكن مطالب حقيقة ممكنة التحقيق نطالب الحكومة بالموافقة عليها وفيها مصلحة البلد واستقراره وتنميته وفيها سعادة أهلنا”.
 

“أحمد آدم بخيت” : مستعدون للتوقيع على اتفاقية سلام
ويضيف نائب رئيس حركة العدل والمساواة “أحمد آدم بخيت” : “نحن حقيقة مستعدون اليوم قبل الغد أن نوقع اتفاقاً لسلام شامل وعادل ونزيل آثار الحرب ويخاطب جذور الصراع الموجودة في مناطق الصراع، وهذه المسألة ليست صعبة ولا مستحيلة، فقط حكومتنا التي هي مفتتنة جداً (بحبة) علاقات مع الخليج وترميم علاقات مع الأمريكان ورفع الدعم، تنكرت لكل المواثيق التي ظلت وقع عليها سواءً أكان خارطة الطريق تنكرت لكل ذلك، وتحسب أن بإمكانها أن تبني على هذه العلاقات التي نشأت حديثاً وتسحق المعارضة، لذلك تجاوزت خارطة الطريق، نحن حريصون أن يكون في سلام ونريد الشعب السوداني يعيش معنا هذه القضية ويضغط الحكومة أن تتجه للحل السلمي ولا تراوغ ولا تتهرب من دفع استحقاقات السلام، نحن جاهزون اليوم قبل بكرة ولسنا متعصبين ولا متشددين، فقط نريد الحل الذي يبقى على استدامة والحل الذي لا يعيدنا بعد عشر سنوات أو أكثر للحرب مرة أخرى.

  

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية