(المجهر) في حوار عن العام والخاص مع المدير العام للتأمين الصحي الدكتور "طلال الفاضل مهدي"
إدخال كل الشعب السوداني في منظومة التأمين الصحي بحلول 2020
لا ننكر أن هناك عمليات تأخير في الدفع ولكن…!!
وزارة المالية وديوان الزكاة تتكفلان بدعم الأسر الفقيرة
الدواء الموجود في القائمة ولم يتم الحصول عليه بالصيدلية تسترد قيمته فوراً
قرأت لـ”لينين” وأشجع المريخ وتسحرني هولندا بطبيعتها الخلّابة
حوار – صلاح حبيب
يعد العلاج بالسودان واحداً من الإشكالات التي تواجه المواطنين الآن على الرغم من أن الفترة الماضية لم تشكل هاجساً لهم واستحدثت بدائل لتخفيف الأضرار الناتجة من تكلفة العلاج الباهظة سواء على مستوى الخدمة الطبية أو الروشتات أو التنويم بالمستشفيات أو إجراء العمليات ودخل التأمين الصحي كحل للمشكلة،
(المجهر) التقت الأمين العام للتأمين الصحي الدكتور “طلال الفاضل مهدي” وتناولت معه العام والخاص في هذا الحوار، مولده ونشأته ودراساته وفي أي مجالات الطب كان تخصصه، وكم عدد المشتركين في خدمة التأمين الصحي ولماذا لا توفر الأدوية للمرض رغم أنها من الأدوية الموجودة ضمن القائمة التي من المفترض أن يتحصل عليها المريض، وكيف جاء التحاقه بالحركة الإسلامية ومن الذي جنده لها ولماذا اختار الحركة الإسلامية رغم أنه من مناطق أنصار، نترك القارئ مع الجزء الأول من حوارنا مع الدكتور “طلال” وكيف جاءت إجاباته.
}كثيراً ما تحدث مشاكل بين المرضى والصيدليات عندما لا يجدون الدواء، كيف تعملون على حل الإشكالية؟
-المرضى الذين يترددون على الصيدليات للحصول على الدواء أحياناً الأطباء يكتبون الدواء بالاسم العلمي ربما لا يكون موجوداً في الصيدلية بالاسم المكتوب، ولكن إن لم يجد المريض الدواء وهو أصلاً من ضمن القائمة الموجودة، من حقه استرداد قيمته إذا وجده في صيدلية أخرى.
}ألم تكن هناك مماطلة في استرجاع القيمة؟
-أبداً ونحاول أن نرد المبلغ للمواطن في أسرع وقت، ولذلك لم نترك الدواء لناس الولايات، بل نتركه على مستوى المحليات للتسهيل على المواطنين، وقد قمنا بدراسة واسعة جداً بولاية الجزيرة باعتبارها تضم عدداً كبيراً من المؤسسات الصحية وفيها عدد كبير من الاختصاصيين وفيها تنوع، ولذلك أخذنا ما يقارب الثمانية وخمسين ألف روشتة خلال العام 2016 في شهور مختلفة، وجئنا بعدد من الصيادلة قاموا بتحليل تلك الروشتات لمعرفة الأدوية الموجودة في القائمة والتي خارجها، وعملوا تحليلاً لذلك ووجدوا أن الدواء خارج القائمة يمثل (3.5%)، وهذا يؤكد أن معظم الدواء داخل القائمة، وطبيعة البشر فالذي يجد الدواء لا يتحدث ولكن الذي لا يجده هو الذي يكون صوته عالياً، والدواء له سوق كبير جداً وله عدة شركات، ولذلك كلما كتب الطبيب اسم الدواء بالاسم العلمي، ريح الصيدلي.
}على الرغم من عملية التأمين الصحي ولكن أحياناً تكلفة العلاج بالمستشفيات عالية؟
-إذا دخل المؤمن عليه المستشفى ونحن متعاقدون مع تلك المستشفى، فليس مطالباً بدفع قروش لا في التنويم ولا في العملية أو الفحوصات، ولكن عليه أن يدفع (25%) من تكلفة الدواء.
}ذكرت أن عدد المواطنين داخل التأمين الصحي بلغ ما يقارب العشرين مليوناً، فمتى سيتم إدخال كل المواطنين؟
-وضعنا خطة لذلك أسميناها الخطة الشاملة خلال العام 2020، وهذه سوف تغطي (80%) من السكان، أما المتبقي من الذين تحت مظلة التأمين الخاص أو القوات النظامية، وهذه لها طريقتها الخاصة في عملية التأمين، نحن وصلنا الآن (52%) ونحتاج أن ندخل كل سنة (10%) من المواطنين، وهذا تحدٍ كبير، ولكن التحدي الأكبر بالنسبة لنا القطاع الخاص أو غير المنتظم في عملية التأمين.
}مثل ماذا؟
-هؤلاء يمثلون التجار والمزارعين وأصحاب المهن الصغيرة، وهؤلاء في حاجة للتفاهم معهم حتى نضمن استقطاعاتهم.
}بالتأكيد لديكم شركاء في العملية؟
-لدينا شركاء كثر في القطاع غير المنظم، وهذا ينقسم إلى قسمين: الأول قسم الأسر الفقيرة، وهؤلاء نسبتهم عالية جداً ولا تستطيع أن تغطى بنفسها، وبالتالي لا بد من وجود جهات داعمة.
}وما هي تلك الجهات؟
-من الجهات الداعمة للأسر الفقيرة وزارة المالية وهي ملتزمة بتغطيتها وأدخلت العام الماضي ما يقارب المليون ومائة ألف أسرة من الأسر الفقيرة، وهناك ديوان الزكاة الاتحادي والولايات وهؤلاء أدخلوا لنا (443) ألف أسرة فقيرة تحت مظلة التأمين الصحي، بجانب الـ(950) ألف أسرة، منها (750) ألفاً من وزارة المالية و(200) ألف من الزكاة، وبذلك نكون قد تخطينا نسبة الـ(76%) من الأسر الفقيرة ولدينا مشروع آخر أسميناه الأيادي البيضاء، وهذا يسهم فيه المواطنون والمقتدرون والشركات ونجري محاولات للاتصال ببعض الجهات لإكمال المتبقي.
}وكيف تتعاملون مع المزارعين والتجار الذين أصلاً خارج التأمين؟
-لقد قمنا بدراسة التجارب الموجودة في العالم ووجدنا أن التجارب الناجحة تشير إلى أنها تتحول لقضية إلزامية، وبالتالي يلزم الشخص بالدخول في منظومة التأمين الصحي، وهذا له طريقتان: الأولى ربط المعاملات ببطاقة التأمين الصحي، بمعنى أي إجراء حكومي لا بد أن يبرز الشخص بطاقة التأمين الصحي.
ثانياً بعض الدول فرضت ضريبة على المزارعين لرسم يوضع على منتجاتهم وكذلك الرعاة وهذه هي الوسيلة الوحيدة التي تضمن انضمامهم تحت مظلة التأمين الصحي، وهذه يمكن تطبيقها في الولايات.
} كيف يتم ذلك وهل لكم الحق في ذلك؟
-لقد قامت ولاية القضارف من خلال مجلسها التشريعي بإصدار قرار وضع رسم على المزارعين والرعاة وتمت إجازته، وبلغت التغطية (92%) في عملية التأمين الصحي، وسوف نحتفل قريباً بأول ولاية تطبق الرسم على المزارعين والرعاة وإدخالهم في مظلة التأمين الصحي.
}وبقية الولايات هل ستخوض التجربة؟
-لا بد أن تخوض الولايات التجربة وإذا ما استشيرت أو اتخذت نفس الطريقة التي اتبعها المجلس التشريعي بالقضارف، نقول وبكل ثقة في العام 2020 سيكون كل السودان تحت مظلة التأمين الصحي.
}وولاية الخرطوم؟
-ولاية الخرطوم الآن نسبة المواطنين المنتظمين تحت المظلة يقدرون بـ(69.8%)، ولدينا تقريباً (30%) تحتاج للتغطية بالولاية، جزء كبير منه بالقطاع الخاص والجامعات والقطاعات الحرة وفتحنا الدخول الفردي، فأي شخص يمكن أن يدخل بنفسه أو بأسرته أو بالحي.
}ولكن ألم يكن الخاص تكلفته عالية جداً؟
-التأمين الخاص واحدة من مشاكله التكلفة العالية، لأن العدد قليل، ولكن كلما توسعت المظلة انخفضت التكلفة، فالحكومي حتى العام الماضي كان التأمين للفرد أربعين جنيهاً، أي أقل من خمسمائة ألف في العام للأسرة، الآن بعد الزيادات في أسعار الدواء أصبح الفرد يدفع (60) جنيهاً، أي ما يقارب السبعمائة وعشرين جنيهاً للأسرة في العام.
}كيف تتعاملون مع المستشفيات الخاصة؟
-في المستشفيات الخاصة نحن نقوم بتوقيع عقد معها ويفترض أن يجد الشخص المؤمن عليه الخدمة، وإذا كانت التكلفة أكبر مما هو متفق عليه معنا، عليه أن يدفع الفرق.
}أحياناً يذهب الشخص المؤمن عليه إلى بعض المستشفيات ويحرم من العلاج بحجة أنكم لم تدفعوا ما عليكم من مبالغ مالية؟
-نعم هناك حالات ولكن قليلة، ولذلك نحن نراقب الولايات وإذا كان الالتزام بالدفع خلال شهر أو شهر ونصف، يجب الالتزام بذلك.
}حتى في ولاية الخرطوم نجد ذلك؟
-نعم ففي ولاية الخرطوم قد سبق أن حدث تأخر في عملية الدفع، ولكن الوضع تحسن كثير جداً عن السابق، ونحن الآن متعاقدون مع عدد كبير جداً من الشركات والمؤسسات الصحية الخاصة والعامة، ولا أظن أن هناك تأخر كبير في عمليات الدفع.
}الولايات بها عدد كبير من الفقراء، كيف تتعاملون معهم؟
-الدولة ملتزمة بتوفير الخدمة الصحية للفقراء، وهناك (2.8%) من الأسر الفقيرة الدولة ملتزمة بهم، وتم تحديد نسبة الفقر من خلال الدراسة التي أجراها ديوان الزكاة في العام 2011، وقامت بتحديد نسبة الفقر في كل ولاية، فالآن الخدمة الصحية متوفرة في كل الولايات.
}إذا عدنا بك للوراء وفي جانب آخر من حياتك، هل كانت لك هوايات؟
-كرة القدم كانت واحدة من هواياتي، إضافة للتصوير الفوتوغرافي.
}وفي مجال الرياضة الناس مقسومة هلال مريخ أين أنت من هذا التقسيم؟
-أنا أشجع المريخ.
}لماذا؟
-بتأثير الوالد الذي كان يشجع المريخ ولكن بدون تعصب.
}هل لك أيام فرح عشتها؟
-بالتأكيد كل النجاحات التي حدثت لي أو لإخوتي كانت أيام فرح بالنسبة لي وللأسرة.
}ودخول جامعة الخرطوم بالنسبة لك؟
-هي الفرحة الكبرى، لأن أي طالب كان يحلم وقتها أن يدخلها.
}هل نلت هدايا من الأسرة؟
-عندما حصلت على درجة عالية جداً في امتحان الشهادة المتوسطة، أرسل لي الوالد كاميرا هدية النجاح من المملكة العربية السعودية.
}من الكتب التي شكلت وجدانك؟
-الكتب التي بها الروح الأدبية والتي تحتوي على مادة راقية في الأدب من غير الكتب الدينية.
}لمن قرأت؟
-قرأت لـ”سيد قطب” وبعض الكتاب الذين يحملون فكراً أمثال “لينين”، ووقتها كان هناك تباين فكري داخل الجامعة، فكان لا بد أن نطلع على كتابات غير الإسلاميين، كما قرأت لمعظم الكتاب المصريين.
}في مجال الفن والغناء هل لك فنان مفضل؟
-ليس فناناً واحداً، ولكن كل من يتغنى بالأغاني الوطنية وأغاني الحماسة.
}مدن راسخة في ذاكرتك داخلياً وخارجياً؟
-أولاً مدينة الدويم التي عشت فيها وأم درمان التي انتقلت إليها بعد ذلك، وكادوقلي في الخريف وجوبا، ولو لا الانفصال كانت تعد جوبا من أجمل المناطق السياحية في العالم، أما خارجياً هولندا فقد أعجبني فيها شيئان: أولاً احترام أهلها للأجانب وثانياً جمال الطبيعة، الخضرة والزهور.