بكل الوضوح
انحسار مياه التميُّز بـ(النيل الأزرق )
عامر باشاب
{ في الوقت الذي تمضي فيه محطات فضائية مثل (سودانية 24) نحو الدهشة و الجاذبية عبر نقاء الصورة والصوت، بالإضافة إلى إحداث طفرة في شكل ومضمون البرامج التلفزيونية، نجد(النيل الأزرق) تتراجع بقوة دفع كبيرة للوراء خاصة بعد هبوط منسوبها الإبداعي، بل وانحسار مياه تميزها الذي كان لدرجة ظهور (الخبوب والطين واللكة والطحالب).
{ في الآونة الأخيرة التي نخشى أن تكون بداية النهاية لهذه المحطة التي كان أن وصلت إلى أعلى مناسيب التميُّز الفضائي في عهد مدير برامجها السابق “الشفيع عبد العزيز”.
{ يبدو واضحاً أن القائمين على أمر (قناة النيل) وفي مقدمتهم الجنرال “حسن فضل المولى”
عائشين ونايمين على خط سمعتهم القديمة، ولم يعد يهمهم شكل الشاشة ونوعية البرامج في الأيام العادية، طالما أن (القروش) المليارية تأتيهم عبر الاعلانات في موسم التنافس الرمضاني، وعلى هذا الأساس وفروا جهودهم للموسم الرمضاني القادم.
{ وحتى في برمجة رمضان انكشف أن تركيزهم في هذا الموسم انحصر فقط في إنتاج برنامج (أغاني وأغاني).
{ الإهمال وعدم الاهتمام في النيل الأزرق وصل إلى درجة الاستخفاف بالمشاهدين بإتاحة الفرصة لظهور فتيات لا علاقة لهن بالعمل التلفزيوني وتقديمهن أو بالأصح تدريبهن كمذيعات في برنامج (الاف ام) الصباحي..حتى أن خرمجتهن في الحديث والحوار الهاتفي جعلت المشاهدين يفرون بنظرهم إلى محطات أخرى ويعودوا إلى (الاف ام) النيل الأزرق لسماع الأغاني المختارة والهروب مرة أخرى مجرد ظهور أشباه المذيعات.
{ أنا شخصياً في أيام العيد الأولى وعبر (الاف ام) وقعت في فخ مذيعة ظلت طوال فترة إطلالتها تضحك بدون سبب وتتحدث (كلام الطير في الباقير) مع المتواصلين مع المحطة، إلى أن طرت سريعاً وعبر الريموت إلى شاشة أخرى حتى لا أفسد مزاجي ومزاج من حولي في ذلك الصباح، ومن وقتها ومع كل (إشراقة صباح) ظللت أترحم على أيام جيل المذيعات المخضرمات أمثال الرائعة المقيمة “ليلى المغربي” .
{ وضوح أخير
{ لأن هذا زمان نكران الجميل و(وعض اليد) وانتشار وباء الغرور لم اندهش لبجاحة المطرب الـ( يا دابو شبا) “مأمون سوار الدهب” وتنكره للزملاء “محمد إبراهيم” و”أحمد دندش” اللذان قدماه للظهور عبر (أغاني أغاني) ونسب الفضل لأشخاص لم يلتقوه ولم يسمعوا صوته إلا خلال البروفات التحضيرية الأولى لـ(أغاني وأغاني).
{ أكررها للمرة المليون ليس بالصوت وحده يحيا ويبقى الفنان.