مسألة مستعجلة
اضربوا مروجي الشائعات!!
نجل الدين ادم
أخبار مزعجة ودخيلة على الشعب السوداني عن حالات اختطاف تحاصرنا بها وسائط الاتصال المختلفة يومياً، وقصة السيدة المختفية بمنطقة أبو آدم جنوب الخرطوم واحدة من فصول الإثارة، لم يكتب هؤلاء في تداولهم (الواتسابي) أو على (فيسبوك) أو (تويتر) أن السيدة اختفت أو فقدت وإنما رسموا افتراضات عن حالات اتجار بالبشر بغرض الاستفادة من الأعضاء، في محاولة لربط ذلك باختفاء السيدة.
تنشر الصحف المحلية يومياً على صفحاتها أخباراً عن مفقودين أو نشرات لـ(خرج ولم يعد)، وكذا المحطات الإذاعية، فلم يشر أو يروج هؤلاء لوجود شبهة اختطاف، لكنهم هذه المرة أرادوا ولشيء في نفوسهم إثارة هذا الأمر، فعمدوا إلى ذلك واختاروا التوقيت لضرب الاستقرار والطمأنينة.
لا أعتقد أن ما سرى في الوسائط خلال اليومين الماضيين عن وجود عمليات اختطاف منظم في العاصمة الخرطوم، أنه حديث عابر، بل هو عمل منظم من جهات تخفي نفسها وتريد أن تجعل السماء ملبدة بالشائعات.
كامل المواساة لأسرة مختفية أبو آدم، ونسأل المولى أن يجمعها بهم.. ويحمد للشرطة وعبر أجهزتها المختلفة أنها تسارع في مثل هذه الحالات التي يريد فيها البعض إثارة الرعب والزوبعة وسط المواطنين، تسارع في كشف الحقائق وقد نفت أول أمس هذه الشائعات المغرضة.
أجد نفسي مطمئناً بأن أجهزة الشرطة، رجال المباحث على وجه الخصوص، سيضعون يدهم على مفاتيح قصة الاختفاء المحير للسيدة. لكن في ظل هذا الجو المشحون بالخوف والتوجس والقلق للكثير من المواطنين فالأولى أن تقوم الشرطة بالكشف عن هويات مروجي الشائعات ومثيري الفتن عبر (الواتس) و(الفيس)، فجريمة هؤلاء أكبر من جريمة الاختطاف نفسها، وذلك لسبب بسيط وهو خطورة الشائعات على المجتمع مع الأخذ في الاعتبار أن اختفاء السيدة ربما لا علاقة له بجريمة.
على الشرطة، ومثلما حشدت كل قواتها لفك طلاسم قضية اختفاء السيدة “أديبة” وغيرها من الجرائم الغامضة، أن تحشد قواتها لتعقب الجناة الحقيقيين إلكترونياً.. وكما ذكرنا أنه ربما لا تكون في أسباب اختفاء السيدة أي شبهة.
أتمنى أن يكون هؤلاء في قبضة الشرطة قبل ضحايا هذه الشائعات.. والله المستعان.