رأي

عز الكلام

الدولار ولعبة القط والفأر!!
ام وضاح
بلا مقدمات أو مبررات ارتفع سعر الدولار مقابل الجنيه السوداني عقب صدور القرار الأمريكي بمد العقوبات لثلاثة أشهر أخرى، تريد الولايات المتحدة أن تضعنا بها تحت ضرسها وتمارس علينا مزيداً من الابتزاز والاستعمار الجديد،  ولعل هذا الارتفاع المفاجئ غير المنطقي يطرح سؤالاً مهماً عن كيف تدار العملية الاقتصادية في بلادنا هذه، وهل المتحكم فيها وزارات ومؤسسات وأجهزة تعمل بسيستم ونظام وإستراتيجية شاملة وبإيقاع ورتم لا يتأثر بمثل هذه السرعة وهذه الكيفية المباغتة، أم أن اقتصادنا يدار بشخوص ولوبيهات وأمزجة وهشاشة تعرضه لمثل هذه الهزات التي يتعرض لها من غير أي منطق أو مبرر، لأنه لا أظن أن الساعات الفاصلة التي صدر فيها القرار وارتفع فيها الدولار قد حدث فيها ما يفضي لذلك اللهم إلا إن كان اقتصاد هذه البلاد معلقاً بقشه تتقاذفها الرياح.
لكن كمان بالضرورة أن نقول إن هذا القرار الجائر ينبغي أن يجعل الحكومة تعيد حساباتها تماماً وتدرك أن الرهان على الأمريكان في كل الأحوال رهان خاسر، لأنهم لا يعملون إلا لمصالحهم الخاصة ولا يتخذون من الخطوات إلا ما يقربهم منها، وهو درس كان علينا أن نتعلمه من بدري لنعمل على توحيد الصف الداخلي وبنائه بشكل جاد فيه كثير من الإيمان بأننا أصحاب قضية وأصحاب حق وهدف، وأننا ما خلقنا لنعبر في هذا الكون من غير أن نضع بصمة أو نمر مرور الكرام، وهي قيم على الحكومة بأجهزتها المختلفة أن تعمل على تطبيقها، وعلينا كإعلام أن نسوق ونوطن لهذه الشعارات وهذه المبادئ لنخرج من دائرة الدول المتخلفة التي وضعنا فيها أو وضعنا أنفسنا فيها مع سبق الإصرار والترصد ودائرة الإحباط التي أصبحت مزاجاً عاماً انعكس على الوجوه والدواخل،  وبالمقابل على الحكومة أن تجد وتجتهد في قضايا البني آدم السوداني وتتلمس أوجاعه وأزماته الحقيقية وتتعامل معها  بإحساس الهم والوجع والقرب بما يكفي أن يشعر المواطن أنها تشاركه أرض الواقع الحارق التي يطأ جمرتها.
أما الإخوان في المعارضة فندعوهم أن يتقوا الله في شعبهم ويتركوا سياسة المديدة الحارة وتدويل قضايا الداخل بشكل يضر ببلادنا، فقط لأنهم (ممكونين وزعلانين) من النظام الحاكم.
في كل الأحوال ارتفاع سعر الدولار يشعر به “محمد أحمد” الغلبان في تفاصيل دقيقة هي عنده الأهم والأكثر ضرورة والغبش التعابى ما عندهم أسهم في سوق الأوراق المالية أو أرصدة في البنوك، هؤلاء يسوؤهم ويصيبهم ويؤثر على ميزانياتهم أن يصبح كيلو العجالي بي تمانين جنيه والرغيفة بجنيه ورطل اللبن تلاتين في بلد بها الضرع والزرع هبة من لدن رب العالمين.
}كلمة عزيزة
في مداخلة هاتفية في قناة النيل الأزرق قال الزميل الإعلامي “خالد الإعيسر” إنه ما كان يظن أنه سيجد المتسع والبراح ليقول رأيه من خلال الشاشة وإن هذا مؤشر لارتفاع سقف الحريات داخل بلادنا، وما قاله “خالد” جعلني أرفع القبعة للرجل الذي لم يغمض عيونه عن ملاحظة إيجابية للحكومة اعترف بها على رؤوس الأشهاد وليس كما يفعل كثير من المعارضين الذين لا يفرقون بين الوطن والنظام ويتحرون الكذب ويصرون عليه غير آبهين أو عابئين بما يجلبه إلينا من منظمات السجم والرماد القاعدة لينا على الهبشة.
}كلمة أعز
قناة النيل الأزرق التي تتمتع بقدر عالٍ من المشاهدة والمتابعة، آن الأوان أن تنتج برنامج تووك شو كبير يلامس قضايا المواطن بشكل جاد يضع المسؤولين في قفص الاتهام حتى يثبت العكس.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية