رأي

مسامرات

مواجع يومية
محمد إبراهيم الحاج

*أن تتجول راجلاً أو بسيارة في شوارع الخرطوم أو أم درمان سوف يكون عليك أن (تخوض) عشرات المستنقعات المائية الآسنة وأن تزكم أنفك برائحتها التي تملأ حتى الشوارع الكبيرة في تلك المدن..لا تملك سوى أن تتساءل عن هل لهذه المدن التي تعتبر الأكبر في السودان من حيث السكان والحركة والمواقع المهمة معتمدون مسؤولون عن نظافتها وتهيئتها بما تتفق وحياة الناس في هذه المدن؟ ومع موسم الأمطار هذا تزداد العاصمة الخرطوم بمدنها الثلاث بحري والخرطوم وأم درمان قبحاً وقذارة…أعتقد أن نظافة هذه المدن ليس أمراً مستحيلاً…ولا أعتقد أنه يفوق طاقة ميزانيات تلك المدن.. ولكن الأمر لا يتعلق بالمال بقدر ما يتعلق بعزم هؤلاء المسؤولين على تغيير واقع المدن السيئ.
* أن يتدخل وزير الثقافة بولاية الخرطوم لإيقاف برنامج (بنك الثواب) الذي كان نافذة خير تقدم الدعم والمساندة للفقراء والمساكين والضعفاء، وأن تصدر قناة الخرطوم بياناً يماثل ضعفها في التأثير الإعلامي، بياناً (لا تقول فيه شيئاً) ولا تذكر من خلاله سبباً واحداً لإيقاف البرنامج بل جملة مطاطية فحواها أن البرنامج حاد عن أهدافه، فإن ذلك يعني بالضرورة أن قبح  عذرها أقبح من ذنب إيقافها لبرنامج وحيد في فضائية تحمل اسم أهم ولاية بالبلاد يهتم بحياة الناس…كفاكم تدخلاً في أمور الإبداع فالساسة لا يتقنون كثيراً من الجزئيات، وتختلف نظرتهم للأمور عن المبدعين.
*أن تكون أصوات شبابية مشروخة تروج لأغنيات منزوعة القيمة الوجدانية والسلوكية وتخاصم القيم المطلقة مثل الجمال والحق والخير..وتدعو صراحة إلى الابتذال السمعي، فإن هذا من شأنه أن يؤثر سلباً على الشباب القادمين مثلما قالت لي صديقتي الصحفية “تيسير سوميت”، إن أغنيات زمان تحمل النقاء والصدق حتى في العتاب نجد عتابهم خالي من الحقد. مثال لذلك قال أحد الفنانين الكبار  لمحبوبته التي تزوجت بآخر: زمان قبال أسافر قلتي لي أوعك تطول قلبي دائماً في رجاك والمحال غيرك يبدل الليلة قلبك لو نساني غير عيونك وين أقبل.
أما لو كان أحد شباب (اليومين ديل) كان قال ليها زي ما قال الفنان عبد الخالق:
(لو كنتي قايلاني ميت في حبك موتة والله ما أحبك تحبك الشكلوتة) ويا للأسف وأيضاً المرحوم “زيدان إبراهيم” في رائعته في الليلة ديك رمى اللوم على القدر رغم وجعه وحسرته وقال: جابو القدر في سكتك.
ولم يقل مثلما  قال طلال الساتة (افتريتي وازدريتي سمعتي لي كلام صحباتك).
*وهذه المفردة التي انحرفت بشدة عن سابقتها تؤثر بالقطع على وجدانيات وسلوكيات وتهذيب شباب هذا الجيل، وتجعله يميل إلى الحدة والانتقاد والعنف والتطرف تجاه الآخر.
مسامرة أخيرة
*حقيقة لا أفهم كيف تعاقدت قناة الهلال مع مذيعة النيل الأزرق السابقة “سهام عمر” وهي المعروفة بتعصبها وانتمائها الصارخ للمريخ.. قناة الهلال قطعاً ليست محايدة في طرحها الرياضي وتنحاز بالضرورة للموج الأزرق العظيم في كلياتها، وهذا الأمر يحتاج أن يكون المنتمون لها قد تشربوا بعشق الهلال منذ نعومة انتمائهم الكروي.. وهناك أقدر من “سهام” على التعبير عن قيمة الهلال..فأمة الهلال لم تعقم من إنجاب الأفذاذ من الإعلاميين.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية