الديوان

"هاشم ميرغني".. صوت (الحب الحقيقي) الغائب في زمن علاقات (التيك أوي)

وسط بحر الرومانسية (المبذولة) على قارعة الأسافير
الخرطوم – المجهر
يعتقد كثير من المراقبين أن كثيراً من أبناء هذا الجيل مظلومون لأنهم لم يستمعوا عن قرب ولم يعايشوا تجربة الفنان المهندس “هاشم ميرغني” الذي يصفه النقاد بأنه مدرسة في الرومانسية والحزن النبيل، وكان “ميرغني” قبل عدة سنوات أيقونة الرومانسية والحزن العفيف (الذي نفتقده هذه الأيام) مع تعدد العلاقات الاجتماعية وتسارعها وتشابكها وتكاثرها، وكانت أغنيات “هاشم صديق” بلسماً لنيران الحب الحقيقي المباح، غنى للهجر والصدود بصوته المترع بالشجن واللوعة ولقب بـ(فنان المشوكشين) وهو مصطلح دارجي يعني (مظاليم الهوى).
عندما ظهرت أغاني الفنان “هاشم ميرغني” وهي تحمل كل هذه الشحنة من الرومانسية وأنهار الحزن المتدفقة تشكلت في أذهان الناس له شخصية مختلفة حزينة تعاني من الخيبة في الحب .. غير أن المقربين منه يؤكدون أنه كان من أكثر الناس بشاشة وميلاً للفرح وأنه في حياته الواقعية لم يعان من أي متاعب عاطفية.
لهاشم ميرغني العديد من الأغنيات السودانية الجميلة التي أثرى بها الساحة الغنائية.. وقد بلغت أعماله أكثر من 200 عمل غنائي جميل هي قمة الذوق الفني منها على سبيل المثال لا الحصر: كان زمان – نجيع أمدر – كلمني يا حلو العيون – ألمي كلو – عندي كم في الدنيا زيك- عشان الريد واللطافة – إنتي ما مشتاقة ليا- أسبوع تمام- أنتي وأنا، وغيرها من الكثير من الأعمال الرائعة وقد لقب بقائد أهل الغرام، عمل في مجال الهندسة المعمارية وقد انتقل إلى جوار ربه بتأريخ: 2/ 4/ 2006م وقد سجي جثمانه الطاهر بدولة قطر الشقيقة وكانت آخر مقر عمل له.
 لو كان “هاشم ميرغني” موجوداً الآن لعلم فناني الجيل الحالي معنى الإخلاص للفن، ولكان قد لقن شباب هذا العصر قيمة الحب الحقيقي العفيف.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية