رأي

مسامرات

ثلاثة ألوان } أبيض  { “تاور”.. حاجة تانية
محمد إبراهيم الحاج
 
 “محمود تاور” مطرب صاحب بصمة غنائية خاصة ومقدرة عالية على التحليق بمن يستمع له لمئات الفراسخ عن كثير مما يقدمه بعض ممن تصدروا المشهد الغنائي.. بالإضافة إلى أنه يمتلك أغاني استطاع ترسيخها في الوجدان السوداني.. أحسب أن “تاور” حالة فنية نادرة، وقادر على تقمص كلمات أغانيه بعمق وصدق.. يسري صوته الهادئ إلى القلوب دون عسر.. أغانيه (يمة الشوق غلب، الشمس غابت، مصابك سميرك) وغيرها تمثل مدرسة متفردة في الكلمات والألحان، وله طريقة أداء مبهرة في تقديم تلك الأغاني، ورغم محاولة كثير من الفنانين ترديد أغانيه، لكن أغلبهم لم يستطع تقديمها مثلما قدمها هو.. والسبب أن “تاور” لا يشبه أحداً.. ولا يستطيع أحد أن يقلده.
أحسب أن سنوات الاغتراب خصمت من “تاور”، إلا أنها في ذات الوقت لم تسلبه إمكانية أن يكون الآن صاحب تجربة مختلفة.. لم تمحُ الغربة منه أن يكون قادراً على الإطراب في أي وقت داعبت أغانيه الآذان.. لهذا أحسب أن (الحنية) و(العمق) في صوت “تاور” قادرة أن تقنع تماماً محبي فنه.
} أسود
{ إلى روح “مصطفى سيد أحمد”
رسالة لك وأنت في مقامك الطاهر بين يدي رب كريم نسأله أن يسبغ عليك من رحمته ويغفر لك.. أود أن أنبئك سيدي “مصطفى” أن ذات جراحات من وهبت لهم صوتك تئن وبشدة، بل إنها تعملقت وتناسلت وأفرخت كثيراً من شبيهاتها.. لا يزال “عم عبد الرحيم” يغالب مصاعب الحياة وتهزمه، ويدهس القطار كل يوم أحلام مئات من الشباب الذين حلموا بوطن أخضر..لا تزال “عيوشة” وصويحباتها يعبثن بمكونات (الكوش) ونفايات (الكروش) في قعر الأرض.. ولسه “نورا” تحلم بعوالم زي رؤى الأطفال حوالم.. لسه الستة الـ(من الجابرية) بيقولوا ليهم كلامكم (خارم بارم).
} أحمر
{ لماذا؟
سؤال يربك كثيراً من المتابعين للشأن الفني بالبلاد ولا يجدون له إجابة شافية عن (كم) التكريمات الهائل الذي تقوم به كثير من الجهات (الهلامية) لشخصيات لا يعرف عنها الناس شيئاً.. لماذا تصمت وزارة الثقافة عن مهازل التكريم الذي يبدو في ظاهره تسويقاً لشركات لا تدفع شيئاً ولمطربين مغمورين يتصيدون الفرص للظهور على (ظهور) أغانٍ شكلت ذائقة الناس؟!
لماذا لا تتخذ وزارة الثقافة والجهات المعنية قراراً شجاعاً بإيقاف تلك التكريمات العبثية التي تأتي بمذيعة مغمورة لا يكاد يعرفها حتى العاملين معها في ذات المؤسسة التي تعمل بها وتنصبها (نجمة للعام) وسط تهليل القنوات وتصفيق المستفيدين من تلك التكريمات؟

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية