حوارات

"علي عبد الله يعقوب": أول مرة أشوف "الترابي" كان بالمشرحة (2-2)

{ نفرد مساحة واسعة لدكتور “الترابي”؟
– يستاهل لأنه زعيم الثورة دي.
{ والبقية من الإخوان؟
– “صادق عبد الله عبد الماجد” قال (خلوني جندي)، واعترض “الرشيد الطاهر” على زعامة “الترابي” لأنه متزوج من آل المهدي.
{ من زمان وللسلطة بريق؟
– نهرتهم كلهم وقلت للمتنافسين (أطلعوا بره)، وفي الاجتماع المصيري قلت إن “الرشيد” لا يصلح لأنه طلب الإمارة.
{ ثم رشحت “الترابي” (الرجل الذي تحب)؟
– أول مرة أشوف فيها “الترابي” كان داخل مشرحة مستشفى الخرطوم يحرس جثمان “القرشي” المسجى، وكانت الدماء جديدة والناس مشدوهين.
{ كان في خيارات لمواراة “القرشي”؟
– نعم، البعض من الطلبة يرى الصلاة عليه في الجامع في الميدان الشرقي، وكان في رفض أظنه من “ربيع” أو “حافظ الشيخ” لا أعلم تحديداً.
{ وين ناس القراصة (ودا ولدهم)؟
– رسلنا لأهله وجاء عمه من (القراصة)، وجاء البقية في لوري، وكان الصراع رهيباً حول مواراة الجثمان، وكانت الثورة تتحرك في صدور الجماهير، الطلبة وغيرهم.
{ وين “الميرغني” و”الصادق” (والجماعة دول)؟
– في أثناء المشادة بين البوليس والطلبة جاء “الأزهري” ومجموعة من حزبه وعاينوا الجثمان وطلعوا فاتوا، وجاء “الصادق” وجماعته وطلعوا وفاتوا، وجاء “الميرغني” وطلع مع جماعته.
{ هيأت المسرح للإسلاميين (مش كدا)؟
– أصبح في الساحة الطلبة والبوليس وأساتذة الجامعة ومعهم “حسن الترابي”.
{ وأكتر من كدا.. ما هو دور “الترابي” (نقطة البداية)؟
– نقطة الصفر أطلقها “الترابي” حينما صرخ وقال بكلمة حاسمة ويده على وسادة عنقريب “القرشي” (يللا شيلوا النعش)، وهكذا بدأت حكاية ثورة 21 أكتوبر.
{ أين المرأة في أكتوبر؟
– كانت “حكمات حسن” و”سعاد الفاتح” تصيحان بالقصاص.
{ أقصد المرأة السودانية؟
– موجودة في كل قصة وحكاية باسم أكتوبر.
{ هل تحفظ أغنيات 21 أكتوبر؟
– كنت أرددها، واليوم اكتفي بالتمعن في معانيها.
{ ولكن “عبود” راجل طيب ترك السلطة بسرعة؟
– نعم، وقال للمجلس العسكري (يا أخوانا نسيب الحكم إذا الناس ما عاوزننا).
{ (افتكر) وضعوا شرطين ما هما؟
– الشرط الأول أي شخص اشترك في الانقلاب لا يكون في الحكومة القادمة، وقصدوا “الرشيد الطاهر بكر”، والشرط الثاني لا يحكم العساكر على انقلاب 58 إلا في فساد مالي.
{ وكيف سارت الأمور؟
– للأسف وقّع “الترابي” نيابة عن الإخوان وثيقة لمحاكمة العساكر على الانقلاب.
{ هل كنت تقول لـ”الترابي” (لا) في مثل هذه الحالات؟
– نعم نعم.. وقلت ليهوا شوف يا “الترابي” نحن عندنا ميثاق مع الجماعة ديل، وهذا دين لا نغدر بمن عاهدناه.
{ التاريخ لا يعيد نفسه (لا أعرف مستقبل الافتراضية) ولكن دعنا نقترب من أحداث المفاصلة (بعض المؤسسات في الإنقاذ الأولى) تؤدي أدواراً تنظيمية؟
– كان “الترابي” رجلاً قوياً يريد أن يحول الخليج إلى دول إسلامية من خلال نشاط المؤتمر العربي الإسلامي.
{ ولكن هذه ممالك وعروش قوية؟
– كان هدفه إسقاط كل العروش لتأتي قيادات مسلمة.
{ أنت من رشح “البشير” في مؤتمر إنهاء الأزمة والمفاصلة؟
– كان “سبدرات” ماسك المايكروفون وأعطاني فرصة رشحت فيها “البشير”.
{ وفاز “البشير” (ربما بعض القراء يضعون علامة تعجب)؟
– فاز واشتغلت لكي يفوز “البشير”وأنا (معلم) في هذا الشغل، و”البشير” يعلم و”الترابي” يعلم.
{ أنت تقول كل هذا لكي تحافظ على مصالحك الاقتصادية؟
– ما عندي مصالح، وأنا ما شريك مع الحكومة في أي مشروع بل أنا من يدعم الحكومة، وأنشأت بنك فيصل لمساعدة الإخوان المسلمين.
{ هل كانوا فقراء؟
– كانوا، وصاروا أغنياء.
{ أرجو أن تهمس في أذني وتقول لي أسرار المفاصلة؟
– (دي قصة طويييييييلة)، العناوين البارزة هي الشيء المكتوب.
{ بصراحة (كنت مع مين)؟
– أنا كنت في السعودية، وكنت أكثر مساندة لـ”الترابي”.
{ ولكن الود ذهب بعد المفاصلة؟
– لأنه (مشى) في خط جديد وغريب.. لكن الود (حتى الآن في ود كبير).
{ هو من قال بوضوح عاوز أسقط النظام سلمياً ما العيب في ذلك؟
– خليك من دا، “الترابي” وقّع مذكرة تفاهم مع جون قرنق.
{ والحكومة وقّعت نيفاشا.. ما الفرق؟
– الدولة تفرق من حسابات الحزب’
{ هل الدكتور “الترابي” عنيد؟
– استجاب للمرارات الشخصية، وهو رجل صعب المراس سهل الانقياد.
{ هل التقيتما (بقرب)؟
– ظروفي والمشاغل، وقلت وسأقول إن الترابي هو زعيم الحركة الإسلامية وما زلت أعتقد أنه مجدد الحركة الإسلامية فكراً ونشاطاً.
{ هل تستمع لمحاضراته (مرة مرة)؟
– “الترابي” من حيث الاستماع هو فنان الإخوان.
{ خلاص حاول مرة أخرى لرأب الصدع؟
– القلوب بيد الله، وما زلت آمل إن لم يتم الاتفاق أن يكون اتفاقاً حول الحدود الدنيا، خاصة ما يربط الإخوان هنا وهناك كثير وأكبر من السلطة.
{ كأني أراك مهيأ لحلم إخواني؟
– إذا “الترابي” رجع فهو أولى من يقود.
{ لماذا رشحت “البشير”؟
– لأنه ود بلد محبوب، ومقبول من المحيط الإقليمي على الأقل.
{ (طولنا في الحكاية كيف ننهيها)؟
– بعض الإخوان رشحوا “الترابي” لرئاسة الجمهورية، ولكني أقول “الترابي” لا يصلح لرئاسة الجمهورية، وهو أعلم أهل الأرض، لكنه مكروه من عدة دول، من أمريكا ومصر ودول الخليج.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية