شهادتي لله

(نزيف) العقول .. البحث عن (الريال)!!

– 1 –
{ هاجر خلال الأشهر القليلة الماضية (الآلاف) من أساتذة الجامعات، والأطباء، إلى المملكة العربية السعودية، وليبيا، ودول أخرى، بموجب (عقود عمل)، بهدف تحسين أوضاعهم المادية، في إطار رحلة البحث عن (تأمين) المستقبل الذي لا أمان له، ولو أوتي الناس خزائن الأرض وكنوزها!!
{ الحكومة وإدارات الجامعات السودانية تراقب حالات (نزيف) العقول المستمر، دون أن تقوى على فعل إيجابي، يقلل من (فاقد) الخبرات الهائلة، و(العلوم) الموفورة في رؤوس هؤلاء المهاجرين، في أكبر (محاولة اغتيال) لمشروع النهضة والتنمية في بلادنا.
{ وكيف سينهض السودان إذا كان طلاب الجامعات يتلقون العلم على أيدي (أساتذة) أو (دكاترة) حديثي تخرج في كليات الدراسات العليا من حملة (الماجستير) و(الدكتوراة)، لم تتوفر لها الدربة، والممارسة والتجربة الكافية، بينما في المقابل، ستكون الفائدة أكبر، والتحصيل أعلى عند طلاب تلك الدول التي هاجر إليها أميز وأذكى (الدكاترة) و(البروفات) السودانيين في كافة التخصصات.
{ صحيح أن المقارنة بين بلادنا ودول الخليج معدومة، والأوضاع الاقتصادية ما زالت متردية في ظل تخبط وزارات القطاع الاقتصادي، وتردي منتوجها، ولكن الهجرة (بالآلاف) تستوجب الوقفة والتأمل وتحليل المشهد، وقراءته في إطار البعد الوطني، وقيمة الولاء للبلد والتراب ومستقبل الشعب السوداني.
{ أغلبية المهاجرين (مخنوقين) اقتصادياً، ولكن هناك أيضاً (المئات) من ميسوري الحال، أقدموا على الهجرة، ومغادرة مواقع (العمل الوطني) في المستشفيات والعيادات والجامعات، سعياً وراء المزيد من الثروات، وبناء المزيد من (البنايات) الشاهقات!!
{ انتبهي يا حكومة.. الضعف (الأكاديمي) والأمية (الثقافية) البائنة في الكثير من طلاب وخريجي جامعاتنا، ستزداد، إذا استمر هذا النزيف!!
{ يكرمون البروفيسور “فدوى عبد الرحمن علي طه” قبل أيام في قاعة الشارقة بجامعة الخرطوم بحضور نائبة مدير الجامعة الدكتورة المحترمة “سمية أبو كشوة”، بينما “البروف” الحاصلة على درجة (الأستاذية) من فرنسا، انتقلت للعمل بإحدى جامعات السعودية!!
{ التكريم الحقيقي أن تعود.. ويعود أمثالها لقاعات العلم بجامعة الخرطوم.. هذا هو تكريم الدولة المفترض لها وللأجيال القادمة، وتضحيتها هي – دكتورة فدوى – لبلادها وشعبها.
{ وغيرها كثر.. وحسبنا الله ونعم الوكيل.
– 2 –
{ إذا كنت من الذين يقذفون دون مبالاة ببقايا طعامهم، وفوارغ علب المياه الغازية على قارعة الطريق، دون وضعها في أكياس النفايات، فأنت – بلا شك – لا يناسبك العيش في المدن و(بعض) الأرياف، عفواً ثقافتك مازالت خلوية.. ورعوية..!!
{ جمعة مباركة.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية