شاشات بلورية
أبو رتاج
{ بلغ الفنان الشاب “مأمون سوار الذهب” ذروة روعته ببرنامج (أغاني وأغاني) في حلقة (الأربعاء) بأدائه المتمكن لأغنية (أن حمامي وناح حمامي..) التي برع فيها الفنان الشعبي المتميز “عبد الوهاب الصادق”، كما ظهرت- وفي رأيي لأول مرة في هذا البرنامج- ملكات الفنان “شكر الله عز الدين” عند مشاركته الفتى الأبنوسي “مأمون ” في بعض مقاطع هذه الأغنية، وهنا يتضح أن هؤلاء الفنانين الشاب لا يعرفون ما يناسب أصواتهم من أغانٍ وما يناسب حناجرهم من زوايا تطريبية، فمثلاً لم يكن “حسين الصادق” هو “حسين” الذي ما يزال (الأول) في هذا البرنامج، في حلقة الغناء بالفصحى، بقدر ما ظهر تناسب “شكر الله” مع أغنية (أن حمامي).
ولهذا نقول لـ”شكر الله” ولـ”مهاب” أيضاً إن (استايل) الغناء المناسب مع (خامة) صوتيكما هو ما غناه الفنان القامة “عبد الوهاب الصادق”.
ليس عيباً ولا انتقاصاً، بل قد يكون تطوراً في مسيرته الفنية، أن يغني “شكر الله” للرقم التطريبي العالي “عبد الوهاب الصادق” ولا يغني للهرم “محمد وردي”.. لا تغن لـ”وردي” يا “شكر الله”.. غن ما يناسب صوتك وستكتشف الفرق عند الجمهور الذي سيصفق لك كثيراً.
{ المذيع المدهش “مصعب محمود” مظلوم ومحبوس في تلفزيون السودان، رغم انتشاره الواسع على شاشتها ومايكروفون إذاعة (ساهرون).
لو كنت في مقعد الجنرال “حسن فضل المولى” مديراً لقناة النيل الأزرق لاستقطبت مذيعين من عيار “مصعب”، إذ كادت النيل الأزرق أن تصبح قناة نسائية من كثرة البنات الجميلات فيها، فالقناة تحتاج إلى مذيعين مميزين.. وبهذه المناسبة فإن ما يقدمه المذيع الشاب “حذيفة” من داخل أحد المساجد في البرنامج الديني لا يناسبه إطلاقاً.
قدم “مصعب” جلسة سمر جميلة قبل يومين مع الفنانين المظلومين أيضاً “أحمد بركات” و”عبد العزيز بقالة” وكانت ساعة رائعة تمام الروعة، وأنا من المعجبين بخليفة العميد “أحمد المصطفى” صاحب الصوت الرخيم “أحمد بركات”، وكنت أتمنى لو أن المتألقة دوماً “سلمى سيد” قد طعمت برنامجها (فن زمان) بمثل “بركات” و”معتز صباحي” بالإضافة لـ”فرفور” و”عصام محمد نور”.
{ يمكنكم انتقاد إيقاع برنامج “سلمى” واسمه الذي نسفه من البداية (فن زمان) مع أنه (فن هسه) ويغنى في كل الحفلات وفي عمق صالات الزمن دا، لكنكم إن انتقدتم “سلمى” الصوت والجمال والأناقة والثقافة التي لا تتوفر عند أية مذيعة شابة حالياً في كل قنوات السودان، فإنكم إنما تكابرون وتضربون رؤوسكم بالحيط!!
{ وقد تجلى أمس في (أغاني وأغاني) الفنان الكبير “صلاح بن البادية” في رائعة “الكاشف” (عيوني وعيونك).. ورغم ذلك لا أظن أن مشاركة “ابن البادية” في البرنامج قد أضافت له الكثير، كما لم تضف للبرنامج، ومثل هؤلاء الكبار إما أن يظهروا مع بعض في حلقة أو حلقات، أو أن تخصص حلقة لأغاني كل منهم، مثلما حدث في حلقة “حسين شندي” التي كانت في عنان الجمال.
{ “مكارم بشير” هي (معلمة) الغناء الجميل باحترافية.. حافظي على هذا المستوى.. ولا يصيبنك الغرور واللا مبالاة والإهمال الذي أبعد “نانسي عجاج” عن كل منصات الحضور المستمر.. رغم إمكانيات “نانسي” العالية.. الحكاية ما (قصة شعر).. ولا أداء جيد وخلاص.. الحكاية مشروع عاوز خطة وبرنامج وفكرة وعلاقات عامة ممتازة.