رأي

مسألة مستعجلة

من تدريب المعلمين نبدأ!!
نجل الدين ادم
لفت نظري قبل يومين أو يزيد خبراً حمل عنوان “انطلاق عمليات تدريب خمسة آلاف معلم بولاية الخرطوم” تحت إشراف وزارة التنمية البشرية والعمل، حينها تذكرت على الفور معهد تدريب المعلمين، تلك القلعة التعليمية الرائدة وما كانت تقوم به من أدوار في تدريب وتأهيل المعلمين، وقلت يا (حليلو)، لأن زحف التطور والتبديل أطاح بهذا المعهد فحلت أجسام أخرى تقوم بهذه المهمة، على رأسها الجامعات المتخصصة التي تخرج المعلمين، حيث ما يزال لجيل قدامى المعلمين رأي فيها!
وقد بدر إلى ذهني سؤال مهم، عن علاقة هذه الوزارة بتدريب المعلمين.. وسألت نفسي: أين وزارة التربية والتعليم بالولاية من هذه العملية الفنية؟ لكنني اطمأننت قليلاً، عندما قرأت في جوف الخبر أن تدريب هؤلاء المعلمين برعاية من وزيري تنمية الموارد البشرية “أسامة حسونة” ووزير التربية د. “فرح مصطفى”، وأحسست بعلاقة التنسيق، وحسناً أن عمدت وزارة الموارد البشرية بالخرطوم إلى تبني عملية التدريب لكل قطاعات العمل في الولاية وعلى رأس هؤلاء قبيلة المعلمين التي تعدّ عملية التدريب والتأهيل الأساس لعملها.
 قرأت كثيراً عن دورات تدريبية تقوم بها وزارة الموارد البشرية لعاملين أو موظفين في عدد من الوزارات والمؤسسات الحكومية على نطاق الولاية، لكن حقاً كان ملفتاً تدريب المعلمين، وهذا ربما بعث جديد لمعهد تدريب المعلمين المنتهية صلاحيته وللدور الريادي الذي كان يقدمه، بل على نطاق أوسع، إذ إن الوزارة جمعت في إدارتها خبراء في التخصصات كافة وكفاءات علمية للقيام بمهمة تأهيل الكادر في أي من المؤسسات ومع بيوتات تدريب حتى ينفع المتدرب البلد بخبراته وتجاربه التي استقاها.
وتطور الدول المتقدمة انطلق من تنمية الموارد البشرية، وتنميتها دائماً ما تكون بالتدريب المستمر والتأهيل، ومشهود في دولة ماليزيا أنها جعلت من التدريب أساساً متيناً لنهضتها، ولم تزدهر إلا عندما وضعت الكادر البشري على رأس أولويتها، تدريباً وتأهيلاً ووفرت الميزانيات الضخمة لذلك.
بالفعل تحتاج الدولة أن تعيد القراءة في واقع التردي الذي يحدث اليوم في عملية التعليم وما أصابها من علات أثرت سلباً على مستوى تحصيل الطلاب ودرجات استيعابهم، بمن في ذلك خريجو الجامعات، ومؤكد أن المعلم جزء أصيل من هذه الحلقات المفقودة، التي تقود إلى هذا التراجع، ربما بسبب جرعات التدريب.. ولذلك، إذا أرادت الحكومة إصلاحاً حقيقياً لهذا الاختلال فإنه يبدأ بتدريب المعلم الذي تقع على عاتقه مسؤولية تقويم الأمة وإصلاحها بالعلم.
أيضاً على وزارة تنمية الموارد أن تمضي في نهج التدريب هذا، وأفضل ما استحدثته ولاية الخرطوم كانت هذه الوزارة المهمة بكل ما تحمل من مهام جسام تتعلق بتنمية وتقدم البلد، وفي ذلك مطلوب من الحكومة أن توفر الدعم المطلوب لتعزيز هذا الدور الكبير.. والله المستعان.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية