رأي

الحاسة السادسة

ضد مجهول!!
رشان أوشي
قبل أعوام..  ظفر منسوبو شرطة مكافحة التهريب في ميناء بورتسودان بحاوية تحمل في أحشائها أنواعاً متعددة من الحبوب المخدرة أشهرها الترامادول الذي يباع شريطه في السوق السوداء بـ(150) جنيهاً،  والكبتاجون الذي يباع بـ(500) جنيه، وعندما دققوا في بوليصة الشحن، وجدوها تخص شركة (الحلول المتكاملة) ، ولكن لا أثر لهذه الشركة إلا على بوليصة الشحن، وكأن بالجناة (فص ملح وداب).
تكرر ذات المشهد التراجيدي قبل عام ونيِّف، حيث تم القبض على حاوية مخدرات أخرى، ولكن الفاعل ظل مجهولاً، وبالطبع هو أمر مربك ومحيِّر، ويفتح أبواب الشك على مصراعيها، كيف يفلح المستوردون في التخفي، وعمليات الاستيراد تتم عبر سجلات تجارية وأسماء عمل وإجراءات قانونية معقدة، واعتمادات من بنوك وغيرها.
أمس الأول.. عثرت السلطات على كميات كبيرة من التفاح المستورد تضجُّ أحشاؤه بالحبوب المخدرة، وتناثرت الصور هنا وهناك في الأسافير والعوالم الافتراضية، ولكن لا ذكر للمستورد، هنا علينا أن نتساءل :(من الذي يجتهد في إخفاء الجناة وحمايتهم)؟، ولصالح من يحدث ذلك؟.
قضايا المخدرات ليست قضايا عادية، بالطبع هي من قضايا الرأي العام، ومحاكمات المروِّجين والتجار يجب أن تكون ملء السمع والبصر، فمن حقنا أن نعرف من يبيع الموت لشبابنا، من يسعى لتدمير إنسانيتنا، من يجلب المخدرات التي تباع في الجامعات والمدارس والداخليات كبيع الخضار والفاكهة؟ .
ليس من المنطق أن يظل الفاعل مجهولاً، فلا سجل تجاري ولا أختام ولا توقيعات ولا اعتمادات بنكية.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية