الأمين العام للمؤتمر الشعبي الدكتور "علي الحاج محمد" في حوار استثنائي يكشف فيه عن أشياء لأول مرة (3)
*شيخ حسن طلب مني في أيامه الأخيرة العودة لحضور مؤتمر الحزب وقال لي تعال كأنك معزي في شخص
*توفيت والدتي وعمري ستة أشهر وقالت لي جدتي: كنت تحبو وسط المعزين باحثاً عنها
*”إبراهيم أحمد عمر” اختار لي زوجتي و”الترابي” عقد و”الكاروري” كان وكيلي
مقدمة:
دكتور “الحاج” من الشخصيات المعروفة على المستوى السياسي والفكري والاجتماعي ولد بمنطقة “منواشي” وكما قال لنا هي مدينة تاريخية كانت فيها معركة “منواشي” عام 1874م بين “الزبير باشا” والسلطان “إبراهيم قرض” وقتل آخر سلاطين الفور في هذه المعركة وتقع بين الفاشر ونيالا، وكانت مشهورة بالتجارة وخلاوي القرآن وفي حوار تناولنا فيه الوجه الآخر للدكتور حدثنا فيه عن محطات سياسية واجتماعية مهمة صقلت تجاربه منذ الطفولة، وكانت بمثابة معالم أضاءت طريقه ابتدرناه بالمولد والنشأة فماذا قال:
{د.أين ولدت وكيف كانت نشأتك؟
-ولدت في منطقة “منواشي” وتوفيت والدتي وعمري حوالي ستة أشهر و قالت لي جدتي : كنت صغيراً تحبو وسط المعزين لتتبين ملامح والدتك وتنظر لأية امرأة لترى هل هي أمك أم لا هذا الكلام ظل عالقاً في ذهني حتى الآن، فأنا لا أعرف ملامح والدتي يقولون، لكن جدتي أم أمي وأخواتي ووالدي وخالاتي هم من قاموا بتربيتي، بعد أربعة أو خمس سنوات انتقلنا إلى نيالا والانتقال كان بسبب مشكلة المياه والتعليم، لما قرر والدي الانتقال إلى نيالا جدتي لأمي اعترضت لكن والدي قال لها هنا لا يوجد تعليم والولد لازم يتعلم فاقتنعت ولحقت بنا بعد ثلاثة أشهر.
{حدثنا عن مراحل الدراسة؟
-أنا لم ألتحق بمدرسة أولية في نيالا كانت هناك دروس تقليدية في خلاوي ويقدمها شيوخ على المذهب المالكي نحن في الأول تتلمذنا عليهم، لكن بعد ذلك جاء أنصار السنة وهذا أعطى الحياة السياسية زخماً وبعدهم جاء الإخوان المسلمون.
{لهذا السبب التحقت بالحركة الإسلامية مبكراً؟
-نعم، تم تجنيدي في 1953 وأنا في ثالثه وسطى وكنا خمسة، لكن الغريب لما تجندت، في تلك الفترة نيالا كان فيها أكثر من (51) أخاً مسلماً، وهذا إشارة إلى أن موضوع الحركة الإٍسلامية تغلغل قبل الاستقلال، كانت مدرسة البنات الأولية واحدة في كل دارفور ولا توجد مدرسة متوسطة.
{ماذا جذبك للحركة في تلك الفترة؟
-أشياء كثيرة في عام 1952-1953 بعد أن تمت اتفاقية القاهرة بشأن استقلال السودان كانت البلاد تموج بالعمل السياسي وتقام ليالٍ سياسية ومن الخرطوم يأتي الناس ويريدون عمل دستور إسلامي، حتى في نيالا الحركة السياسية كانت واسعة جداً، بعد مجئ الثورة المصرية بقيادة “محمد نجيب” ثم “عبد الناصر” وأحداث اغتيال للإخوان، هذه الأحداث كانت بمثابة وقود جعلت الطلاب يتحركون فالوضع السياسي العام كان مشجعاً لقيام الأحزاب والأفكار.
{من الذي جندك؟
-جندني طالب بمدرسة حنتوب الثانوية اسمه دكتور “محمد عوض الله صالح” والده هو الشيخ “عوض الله صالح” كان مفتي السودان وقاضياً شرعياً في نيالا ، فجاء “محمد” في الإجازة إلى نيالا وقام بتجنيدنا وكان وقتها المشهد السياسي يشهد حراكاً سياسياً كبيراً والسياسيون يتوافدون إلينا، “أزهري” و”مبارك زروق” وغيرهم هذه جعلت كل الناس ينتظمون منهم من أصبح اتحادياً ومنهم من أصبح حزب أمة.
{ألم يؤثر وجود الأحزاب المبكر في تركيبة المجتمع؟
-ميزة النظام الحزبي ليس نظاماً عنصرياً ولا قبلياً ومهما كانت مساوئه فهو ليس عنصرياً لذلك منع من استشراء القبلية، النظم الدكتاتورية العسكرية لأنها ليس لديها حاجة لذلك يرجع الشخص لقبيلته، نحن لما حصلت المفاصلة كنت أقول خلاف السلطان والقرآن فهذا صحيح لأن السلطان أصبح ليس له قرآن لكن لا ندعي أننا نحن نعمل بالقرآن كله لأننا بشر، لكننا نحاول وأعتقد القبلية الموجودة هي نتاج طبيعي للخلاف الذي حصل بين السلطان والقرآن، وأنا غير منزعج إذا جاء نظام ديمقراطي حر هذه المسائل ستصبح من التاريخ.
{تم اعتقالك في وقت مبكر فاحكِ لنا ملابسات ذلك؟
-نحن دخلنا خور طقت في يوليو 1955 وكانت هذه أول مرة آتي فيها إلى الأبيض وكانت هناك أربعة أشياء لم أرها قبل ذلك هي الكهرباء والسكة الحديد وشارع الظلط والتلفون والكنيسة، في خور طقت وجدت الإخوان المسلمين لهم وضع ونشاط وأنا جئت مجنداً جديداً، وكان هناك ثلاثة أوائل بالنسبة لكل السودان هم دكتور “شوقي حسن المصري” من حلفا وأستاذ “محمد المكي إبراهيم” شاعر أكتوبر وشخصي وأنا و”محمد المكي” كنا في خور طقت، لما بدأت الدراسة الناظر قدمنا في أول جلسة للطلاب باعتبارنا الأوائل، ومنذ ذلك الحين أصبحت عندنا سمعة وشهرة معروفة جعلت الطلاب يأتون ويجلسون معنا.
{لكن العمل السياسي قادك إلى المعتقل؟
-أنا دخلت الاتحاد في نهاية العام 1957 وأنا في الصف الثاني الثانوي و كان هناك قانون طوارئ في كل السودان والحكومة كانت حكومة السيدين “عبد الله خليل” من حزب الأمة رئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع والحزب الوطني الاتحادي الحكومة أتت بهذا القانون وبدأ يطبق.
{وأنتم عارضتم هذا القانون؟
-الطلاب اجتمعوا في حنتوب وقرروا عمل إضراب سياسي ضد الطوارئ في خور طقت الإتحاد وقتها كان بالتمثيل النسبي أربعة من الشيوعيين وأربعة من المستقلين واثنين من الإخوان المسلمين، لما اجتمعنا في الجمعية العمومية للاتحاد أمنا على الإضراب السياسي العام في كل المدارس الثلاث خور طقت وحنتوب ووادي سيدنا، وكان هناك مقترح أننا نحن كطلاب خور طقت نعمل إضراباً قبل اليوم الموعود للإضراب.
{هل نفذتم الفكرة؟
-فعلاً عملنا الإضراب وكان سياسياً بحتاً، اللجنة كان رئيسها المهندس “علي خليفة” من الشيوعيين موجود الآن بالدروشاب و”يوسف حسين” كان في لجنتنا وآخرون، ولما عملنا الإضراب الناظر “بشرى عبد الرحمن” كان في الخرطوم يوم (السبت) جاء وقرروا فصل العشرة والقرار جاء من الخرطوم وتم فصلنا من خور طقت في فبراير 1957، بعد فترة أتينا من خور طقت إلى الخرطوم بمظاهرة كاتحاد وبعد ذلك عملنا عدة اتصالات كان أهمها الاتصال باتحاد طلاب جامعة الخرطوم، بالنسبة للإخوان كانوا برئاسة “كمال علي محمد” وزير الري الأسبق وكان هو المسؤول عننا في تلك الفترة.
{على من تعرفت في اتحاد الخرطوم؟
-في تلك الفترة تعرفنا على كثير من الناس، اتحاد الطلاب كان برئاسة “عون الشريف قاسم” وكان فيه “دفع الله الحاج يوسف” و”أحمد عبد الرحمن” و”عثمان خالد”، وهؤلاء تعرفت عليهم عبر الاتحاد والقضية ثم بعد ذلك التحقت بمدرسة المؤتمر الثانوية وبعد عامين دخلت جامعة الخرطوم كلية القانون قضيت فيه أسبوعين أو ثلاثة.
{كيف تحولت من القانون إلى الطب؟
-كانت لدي ثلاث رغبات قانون، هندسة، طب، بدأت بالقانون وكانت الدراسة خفيفة وأنا كنت أريد شغل أكثر فتركت القانون واتجهت لكلية العلوم التي يمتحن منها الطلاب بعد سنة، وامتحنت منها وقبلت بكلية الطب وعددنا كان (31) طالباً، وكانت أكبر دفعة والخواجات ماسكين الشغل كانوا رؤساء الأقسام بكل الكليات استمرينا في كلية الطب.
{احكِ لنا أسباب فصلك للمرة الثانية؟
-في عهد عبود عام 1963 عقدت ندوة وكان عندنا قرار من الاتحاد وأنا كنت خارج البلد فكان القرار أننا نقاطع هذه المسألة، فلما وصلت المطار قابلوني إخواننا وقالوا لي نحن عندنا قرار وفي اليوم الثاني اندلعت المظاهرة وتم فصلنا كلنا، وكانت بالنسبة لي هذه هي المرة الثانية التي يتم فيها فصلي.
{إلى أين اتجهت؟
-بعد فصلي اشتغلت في شركات أدوية والعائد كان (كويس) 30 جنيهاً في الشهر وبعطوني جالون بنزين.
{“الجزيرة أبا” كانت من بين محطاتك؟
-الجزيرة أبا أنا لم أدخل فيها كنت طبيباً في نيالا، أنا تخرجت عام 1966 في 1967 ..1968 كنت شغال في مستشفى أم درمان ونقلت إلى الجنينة، لما قامت الجزيرة أبا أنا كنت أعمل في مستشفى نيالا فاعتقلت هناك ثمانية شهور، بعد ذلك قرروا نقلي من نيالا رفضت ذلك وتركت شغل الحكومة.
{مع من عملت؟
-فتحت عيادة في نيالا لمدة ستة شهور لكن المايويين قرروا خروجي منها وأعطوني خيارات، كوستي، الدمازين، سنار فاخترت سنار بقيت بها ثلاث سنوات وبعدها انتقلت لكركوج كمنطقة شدة ولما انتهيت من كركوج أصبحت نائب اختصاصي في الخرطوم عام 1972و1973.
{في هذا التاريخ كانت ثورة شعبان فما هي مساهماتك؟
-أنا كنت مسؤولاً عنها شيخ “حسن” كان معتقلاً كان معنا “إبراهيم أحمد عمر” و”عبد الله حسن أحمد” و”عبد الله بدري” ربنا يرحمهما و”إبراهيم السنوسي”. شعبان كان فيها جانب سياسي يلينا نحن وجانب عسكري كان يلي حزب الأمة خاصة ناس “الصادق”.
{هل قامت كل الأطراف بعملها؟
-نحن قمنا بعملنا، نفذنا إضرابات الطلاب كلها وكل النقابات قامت بالواجب العمال، السكة الحديد والمعلمون لكن العمل العسكري لم يقم لذلك فشل الموضوع، لكن أعتقد كانت تدريباً لينا لأن حتى ذلك التاريخ لم يكن هناك تفكير في العمل العسكري.
{من ابتدر فكرة العمل العسكري؟
-“الشريف حسين الهندي” تاريخياً هو من قام بالعمل العسكري باسم الجبهة الوطنية وبادر وذهب للقذافي وعمل المعسكرات ونقل الأنصار الموجودين في إثيوبيا والكرمك عبر السودان إلى هناك، الباقين كلهم (لحقوه) سواء نحنا أو “الصادق المهدي” اشتركوا لكن جاءوا متأخرين.
{بعد شعبان أين كانت وجهتك؟
-بعد شعبان ذهبت إلى بريطانيا للتخصص كان يفترض أن أذهب عبر الحكومة لكن لأننا كنا معارضين لم نبتعث ذهبت على نفقتي الخاصة، وفي بريطانيا كنت بقرا وبشتغل قضيت أربع سنوات كانت من ناحية دراسة أكاديمية وشغل كويسة وهذه هي الفترة التي تزوجت فيها.
{حدثنا عن زواجك وكيف تم الاختيار؟
-الأساس كان في زواجي كان بروفيسور “إبراهيم أحمد عمر” وأنا مغادر لبريطانيا ذهبت إلى نيالا لوداع الأسرة فسألوني عن موضوع الزواج، في تلك الفترة بروفيسور “إبراهيم” اقترح لي زوجتي “سلوى” وكان أخوه الأصغر متزوجاً من هذه الأسرة.
{كيف عرض عليك الأمر؟
-قال لي أخي “عمر” متزوج من هذه الأسرة وهم ناس كويسين وأقترح أنك تتزوج منها وفعلاً في اليوم الثاني عمل حفل شاي بمنزله ودعا أسرة “سلوى” وأخوه المتزوج من الأسرة كانت تربطه علاقات طيبة بوالد “سلوى” وأهلها كذلك دعونا لحفل شاي وبذلك تعرفت على كل الأسرة.
{وتزوجت؟
-كان تبقى لسفري لبريطانيا ثلاثة أيام وكنت أريد إخبار أهلي حتى يكونوا على علم وأخبرتهم وسافرت وبعد سبعة أو ثمانية أشهر وجدت وضعي المادي كويس جداً، والسكن مجاناً والمعيشة مدعومة في المستشفى ففكرت في الزواج.
{من حضره؟
-جاء أهلي من نيالا وعقد لي شيخ “حسن” والشهود كان شيخ “الكاروري” ربنا يرحمه ووكيلي “محمد يوسف محمد” ربنا يرحمه و”صلاح عبد الله” صاحب استديو التصوير الملون كان الشخص الأساسي، علاقتنا كانت قوية ولأنه كان في المؤتمر الثانوية وكان ذلك في 19 /ديسمبر 1973.
{من هم أولادك؟
-ولدي الأول اسمه “طارق” توفي وعمره ثلاثة أشهر والمسألة كانت صعبة لأنه أول مولود ودفن في بريطانيا، بعده “آلاء” وتعمل بشركة زين، “آيات” وتحضر للماجستير بألمانيا، “أحمد” متزوج وله أبناء و”عبد المنعم” يدرس بألمانيا وأصغرهم “عبد الرحمن” وولد في ديسمبر 1998 أيام مذكرة العشرة وقريب من المفاصلة والرئيس حضر (السماية)، ويبدو كانت هذه آخر مرة يدخل فيها بيتنا وهو من ذوي الحالات الخاصة لكن ماشي كويس، في ألمانيا رعاية ذوي الحالات الخاصة متقدمة.
{متى بدأت علاقتك بشيح “حسن”؟
-أول لقاء مع شيخ “حسن” كان لقاءً طلابياً في الثانويات بأم درمان وكان مسؤولاً مننا أخ اسمه “أحمد إدريس عبد الماجد”، وعن كل طلاب السودان، وجاء مع شيخ “حسن” لاجتماع الرحلة في خور عمر وكان عدد طلاب الثانوي حوالي 60 أو 70 وهذه كانت أول مرة أقابل فيها شيخ “حسن”. والغريبة كنا في الجنينة والأشياء كلها كانت سرية وثار نقاش هل نصلي (الجمعة) هنا أم في المسجد كان الرأي الغالب أننا نصلي هنا لأن لقاءاتنا كانت سرية أيام “عبود” وشيخ “حسن” أفتى أن الصلاة يجب أن تكون في مكاننا وأحسب أنه صلى بنا صلاة (الجمعة) المرة الثانية في هذا اللقاء في سياق الكلام أنا تكلمت عن سورة العصر وتفسيرها هو علق على تفسيري وهذه كانت أول بداية معرفتي بشيخ “حسن” جاءت متأخرة لكن المعرفة الثانية بالنسبة لشيخ “حسن” كانت في 1960 افتكر كان في الأبيض في دار الثقافة الإسلامية، شيخ “حسن” جاء هناك وعمل محاضرة عن المرأة في الإسلام الحضور كان كثيفاً وفعلاً كان حديثه مغايراً لمفاهيمنا، خلاصته أنه أثار جدلاً واسعاً بين الناس لكن كلها كانت معرفة نظرية، لكن قبل ثورة أكتوبر كان عندنا اجتماعات في أم درمان لمجلس الشورى وكان رئيس مجلس الشورى أخونا “عبد الرحمن رحمه”، كان النقاش حول ماذا نحن فاعلون بالنسبة لنظام “عبود” هل نعمل انقلاباً أم مظاهرة. في هذه الفترة وصل شيخ “حسن” من “باريس” والغريب أن في 31 أغسطس سنة 1964 الرئيس “عبود” ومجلس قيادة الثورة كونوا لجنة برئاسة “أحمد محمد يس” لمناقشة مشكلة الجنوب والاستماع لآراء المواطنين، وفي إطار المناقشات جاءت قصة مشاركة شيخ “حسن” في الندوة التي عقدت بجامعة الخرطوم وأثار فيها قضية الجنوب.
{ماذا قال؟
-قال قضية الجنوب سياسية لا يمكن أن تحل حلاً عسكرياً لا يمكن أن تحل في نظام دكتاتوري لذلك لابد من تغيير النظام وحديثه أحدث الشرارة وكل المهتمين التقطوا هذا الكلام، وهذه كانت أكثر فترة التقيت وعرفت فيها “الترابي”، وكانت فترة عمل صحيح بعدها بعض إخواننا انشقوا من “الترابي”، لكن نحن استمرينا معه منذ ذلك الوقت إلى قبل وفاته بأيام، أنا كنت أتحدث معه أفتكر يوم 29 /فبراير 2016 لمدة51 دقيقة.
{هل شعرت أنه يريد أن يهيئ الناس لغيابه؟
-هذا كلام أقوله لأول مرة أنا كنت معاه في قطر وعرفت وضعه الصحي، وفي 31 ديسمبر 2015 أنا رجعت ألمانيا وهو رجع السودان، في التلفون قال لي نريد عقد المؤتمر العام للحزب في أبريل وآنت لازم تحضر المؤتمر، أنا قلت له لن أحضر والمؤتمر العام (أنت عاملو عشان يجي شخص يخلفك أنا لن آتي لخلافة)، فقال لي أنت ماتجي للمؤتمر مباشر لكن تعال للسودان كأنك معزي عندك شخص توفي وحضرت معزي.
هذا الكلام كان قبل وفاته بخمسة أيام ولما سمعنا النبأ اتخذنا القرار بالسفر للعزاء كلنا رغم أن المدارس كانت شغالة لكن خلينا كل شئ، أكثر حاجة جعلتني أقرر وأعود بهذه السرعة وفي تلك اللحظة الكلام الذي قاله لي شيخ “حسن”.
{ حدثنا عن أشياء تحدثتم عنها خلال لـ51 دقيقة؟
-كان غير راضٍ عن التأخير الحصل للحوار وحسب الخطة مفروض لا يأخذ أكثر من ستة أشهر امتد لسنين، كذلك لم يكن راضياً عن أداء ناسنا في الحوار لأنه كان هناك تشاكس بينهم وهذا أنا لمسته وأعضاؤنا رغم أنهم قاموا بعمل جيد لكن المشاكسات كانت كبيرة، كذلك من الأشياء التي ذكرها كان موضوعاً يخص جريدتنا، رُفعت قضايا ضد الجريدة وبعضهم ذهب للقضاء وطالبوا وطبعاً القضية ترفع ضد الأمين العام، وهو أوكل الأمر لآخرين لكن لم يقوموا بالواجب كما ينبغي، إلى أن حكمت المحكمة وهو كان يعرف من ناحية قانونية ماذا يمكن أن يحدث.