رأي

بعد .. ومسافة

 الإسهالات المائية في النيل الأبيض
مصطفى أبو العزائم

ليس من حديث بين الناس هذه الأيام وفي مجالسهم المتعددة سوى الحديث عن الإسهالات المائية التي ضربت جنوب ولاية النيل الأبيض ووسطها وشمالها، وامتدت إلى الولايات المجاورة لتضرب ما حول المدن خاصة في أطرافها .. وقد وصلت إلينا رسالة من قلب الولاية المنكوبة حول هذه الكارثة ننشرها كاملة وهي من معلم معروف بإسهاماته في طرح الحلول للقضايا المجتمعية هو الأستاذ “حافظ مهدي محمد مهدي”،وفيها بيان إحاطة شبه كاملة بالذي حدث مع مقترحات
بالحلول .
  الإسهالات المائية بالنيل الأبيض الأسباب والحلول
لقد انشغل الرأي العام السوداني في الأيام السابقة ومازال بالإسهالات المائية بالنيل الأبيض، بل أن ولايات مجاورة للنيل الأبيض قيل إن المرض انتقل إليها من النيل الأبيض وتعتبر هذه الإسهالات الأسوأ في تاريخ الولاية، لذا لابد من معرفة الأسباب المؤدية للمرض لمحاصرة الأسباب بالإضافة لمحاربة المرض عند المصابين وعزلهم حتى الشفاء وتثقيفهم بكيفية التعامل مع المرض وتثقيف غير المصابين واستعمالهم لحبوب الوقاية وأسباب المرض هي شرب الماء الملوث وعدم الاهتمام بنظافة الأيدي قبل الأكل وبعده وتناول الطعام الملوث وعدم الاهتمام بنظافة أواني الماء والأكل وقضاء الحاجة في أماكن السكن وبالقرب من موارد الشرب وتناول الخضروات الملوثة أو عبر الشخص المصاب (أدوات الشرب المشتركة أو تلوث المصاب للطعام المشترك الذي يجمعه بالأصحاء) . ولمحاربة أسباب المرض يجب منع أخذ الماء غير الآمن ويتم ذلك عبر المحليات وتحديد أماكن ماء آمن تصل بالمواطن الذي ليس له شبكة مياه بسعر معقول فقد انقسم الناس في مدينة كوستي مثلاً من ناحية خدمة الماء إلى ثلاث فئات فئة تشرب من شبكة مياه كوستي وهم سكان أحياء كوستي القديمة ومعهم بعض الأحباء الوسطى والفئة الثانية هي بعض الأحياء الطرفية التي ضربها الإسهال المائي، فقد وفرت لهم حكومة الولاية تناكر وفرت لهم الماء الآمن مجاناً والفئة الثالثة هي الأحياء خارج شبكة مياه كوستي أو التي بها شبكة مياه، ولكن تندر عندهم المياه في الصيف هذه الفئة تعاني هذه الأيام بعض قرار الوالي الذي قضى بمنع أخذ المياه من النيل مباشرة ومنع أيضاً أخذ الماء من وابورات شفط الماء، لأن مياهها غير آمنة وأصبحت كوارو الماء تأخذ المياه من أكشاك المياه داخل المدينة وهذه مياهها آمنة، ولكن هذه الأكشاك عدده قليل والحاجة أكبر لذا ارتفعت جركانة الماء إلى جنيهين وفي بعض الأحياء إلى جنيهين ونصف، وأصبح المواطن يشكو من ذلك الغلاء ويرجو أن تضع حكومة الولاية ومن خلفها الحكومة الاتحادية ومنظمات المجتمع المدني حلول آنية عاجلة وحلول مستقبلية لمشكلة المياه، وذلك بمراجعة شبكة مياه كوستي الحالية وضمان وصول الماء نقياً غير معكَّر أو ملوَّث وذلك بتغيير نظام أخذ الماء من النيل الأبيض عبر خرطوش مربوط بعوامة ينقل الماء بعكورة أقل في فترة انحسار النيل أما النظام الحالي فهو أخذ الماء من النيل عبر ضنبية (الضنبية هي حفرة عميقة تربط حوض الماء والنيل وعندما ينحسر الماء تصل المياه أكثر عكورة وفيها كميات كبيرة من الطمي)، ويتمنى المواطن قيام شبكات جديدة للمياه بصورة علمية ويتمنى مواطن النيل الأبيض قيام سلطات الحجر الزراعي بتحديد الخضروات التي تسبب الإسهالات وأسباب ذلك حتى يراعي المزارع ذلك عندما يزرع محصوله ويتمنى مواطن الولاية أن تكون معسكرات اللجوء بعيدة من مصادر المياه ويشكر مواطن الولاية وسائل الإعلام لدورها في إيصال معلومة تفشى المرض بصورة وباء إلى الرأي العام ورئاسة الجمهورية ومؤسسات المجتمع المدني ودور ها في تثقيف الناس للوقاية من المرض وكيفية التعامل مع المريض والحمد لله الآن الأوضاع أفضل من الأيام الأولى للمرض والله نسأله تمام العافية.
حافظ مهدي محمد مهدي
معلم بوحدة كوستي لمرحلة الأساس

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية