المشهد السياسى
ودوره في بنك فيصل كبير ..(2)
موسى يععقوب
طوفنا المرة الماضية حول الكثير مما ترك العزيز الراحل “علي عبد الله يعقوب” ولم نقف عند علاقته بالسيد الراحل “محمد الفيصل آل سعود” وتأسيس بنك فيصل الإسلامي السوداني.. والعودة إلى ذلك الآن إكمال لازم لما بدأناه..
ونبدأ بالقول إن ثورة مايو 1969 عندما بدأت كان الراحل وحرمه “حكمات” في رحلة خارجية واصلاها من الخارج بدعوة من سمو الأمير “محمد الفيصل”، فقد كان شيوخ وشباب الحركة الإسلامية في الداخل في المعتقلات والملاحقات من النظام الحاكم الجديد.. والعلاقة بين الطرفين (الفيصل ويعقوب) كانت قد بدأت بدعوة الشباب الوطني لزيارة السودان في أبريل 1967 كما ذكرنا من قبل في إطار تعزيز الصلات بين الشباب في البلدين.
“علي عبد الله يعقوب” وأسرته مكثا في المملكة العربية السعودية لأكثر من عشر سنوات تعززت فيها الصلة بينه وسمو الأمير، ولأن الأستاذ الراحل كان فكره وعلاقاته دوماً أعلى من السياسة داخلياً كانت له علاقة واتصالات مع وزير المالية يومئذٍ كثير الزيارات للمملكة “إبراهيم منعم منصور”، كان قد جمعه بالأمير “الفيصل” مما مهد الطريق لزيارة أخرى للأمير للبلاد في إطار استثمار زراعي، ورغم أن ذلك قد حدث إلا أن الأمير كانت له هموم واهتمامات أخرى هي الصيرفة الاقتصادية الإسلامية. و”علي عبد الله” الذي عاد إلى البلاد كانت له اتصالات بالنخبة الحاكمة ولا سيما بعد المصالحة في يوليو 1977 كما آخرين من رموز الحركة الإسلامية، ومنهم الراحل “محمد يوسف محمد”.
في ذلك الإطار والرئيس “نميري” يومها كان قد بدأ فكرة تأسيس بنك فيصل الإسلامي بميثاقه ونظامه الأساسي الذي أجازه البرلمان (مجلس الشعب)، بدأت الحملة لتكثيف عدد المساهمين المؤسسين الكبار من الداخل والخارج، وكان للراحل “علي عبد الله يعقوب” دوره في ذلك وقد استنفر الإسلاميين وغيرهم للانخراط في التجربة التي صارت لها امتداداتها ونجاحاتها في الداخل والخارج.. رغم ما حاول البعض من إثارة دعاوى ضد البنك ومنها حملة (بنك العيش) في أول الثمانينيات من القرن الماضي.
وتأسيساً على ذلك وعلى الصلة الخاصة بسمو الأمير الراحل كان الراحل “علي عبد الله يعقوب” عضو مجلس إدارة في دورات كثيرة في البنك وفي بعض مؤسساته الأخرى منذ التأسيس وإلى ما قبل الرحيل تقريباً.. فشركة التأمين الإسلامية والشركة الإسلامية للتجارة والخدمات تظل مما يذكر إلى جانب أن الراحل كان مدير مكتب أعمال الأمير والراحل الأقرب إلى الأمير وأسرته في كل الأحوال، وللطرفين دورهما المشهود في كل ذلك.
منذ البداية وإلى ما قبل رحيله كما نعلم ويعلم الكثيرون كان الراحل “علي عبد الله” في مقدمة مستقبلي الأمير “محمد الفيصل” ومودعيه بل كان من يرافقه في الفندق بغرفة مجاورة إلى أن يغادر الفندق، وفي الملمات أي عندما حدث رحيل سمو الأمير “محمد الفيصل” عليه الرحمة فتح “علي عبد الله” داره لتقبل العزاء من السودانيين كبارهم وصغارهم قاطبة، إذ للأمير “الفيصل” رحمه الله احترامه وتقديره عند السودانيين جميعاً حاكمين ومحكومين.
وبالأمس عندما رحل “علي عبد الله يعقوب” – رحمه الله – كان حضور الأمير عمرو (الابن) للقيام بواجب العزاء وتقبله في منزل المرحوم بالخرطوم امتداداً للعلاقة.
ألا رحم الله “علي عبد الله يعقوب” الرمز الإسلامي السوداني الكبير الذي ترك أعمالاً وأسهم في أخرى تظل باقية بإذن الله والعزاء للجميع.