رأي

بعد ومسافة

دعوة لاتحاد قنوات البث التلفزيوني الفضائي بالسودان

مصطفى أبو العزائم


هذه دعوة صادقة وحقيقية لمالكي قنوات البث الفضائي التلفزيوني بالسودان، سواء أكانت حكومية أو خاصة، لإنشاء اتحاد يجمعها، وقد يسأل سائل عن أسباب هذه الدعوة ودوافعها في الوقت الحالي، وهذا السؤال يستوجب إجابة موضوعية تشجع هذه الفضائيات على الاتحاد والتجمع تحت مظلة واحدة لسببين، داخلي وخارجي.. الداخلي للتفاوض حول الحقوق وحرية العمل الإعلامي والبث مع الجهات المرخصة، أي الحكومة، إذ إن المعلوم بالضرورة للجميع أن الذي يمنح رخصة العمل يمكنه أن يسحبها في أي وقت.. وقد حدث هذا من قبل عندما قام وزير الإعلام بسحب ترخيص قناة أم درمان الفضائية التي يملكها الأستاذ “حسين خوجلي” قبل أن يتراجع الوزير عن هذا القرار وتعود أم درمان وتعاود بثها من جديد بعد توقف لم يستمر كثيراً، وبعد قرار إيقاف لم يصمد إلا لأيام.
اتحاد هذه الفضائية على المستوى المحلي يعمل على أن تتفق على برنامج إعلامي وطني موحد من داخل أطر متعددة حسب تخصص كل قناة سواء أكانت سياسية شاملة أو رياضية أو اجتماعية أو دينية، وذلك من أجل التأكيد على الهوية السودانية.
أما السبب الخارجي فهو توحيد كلمة كل القنوات السودانية الفضائية أمام مالكي الأقمار الاصطناعية، وعدم خضوعهم للابتزاز أو الضغوط بدفع مبالغ مالية عالية وضخمة قد تتجاوز الخمسة مليارات جنيه في العام، دون أي امتيازات أو تسهيلات تذكر، فتصبح كلمة كل القنوات السودانية واحدة أمام مالكي تلك الأقمار، وتصبح هي الضاغطة من أجل تخفيض قيمة الاشتراك لا العكس، بحيث يكون التفاوض وفق مبدأ الخيارات المتاحة، وقواعد المصلحة المشتركة بدون خضوع لضغوط أو ابتزاز أو تشويش على البث عند اقتراب موعد نهاية الاشتراك، لحث الفضائية المعنية على تجديد الاشتراك والسداد قبل انتهاء الأجل، وإلا فالحرمان من الظهور على الشاشات.
هناك سبب ثالث دعانا لإطلاق هذه الدعوة، وهو حديث مع الأخ الكريم والصديق العزيز الأستاذ “محمود خالد الحاج” مدير البرامج بقناة (المنال) الفضائية ظهر (الخميس) الأول من أمس، للتفاكر حول بعض الأمور المتصلة ببرنامج (وقالت المصادر) الذي أعده وأقدمه مساء كل (جمعة) على شاشة هذه القناة الوليدة، واتفاق إدارة القناة معنا ليصبح بث البرنامج خلال شهر رمضان المبارك من (الأحد) لـ(لخميس)، ونوقشت خلال الاجتماع بحضور ابننا الأستاذ “وليد فضل المولى الصديق” مواضيع أخرى، ومنها نظم الاشتراك في الأقمار الاصطناعية وما يقابل إدارات هذه القنوات من ضغوط حتى يتم السداد في موعده أو حتى قبل الموعد المحدد رغم التكلفة المالية العالية، وذكرنا أنه لو كان لدينا في السودان حوالي عشرين فضائية– افتراضاً– فإن ما تقوم بسداده هذه الفضائيات يتجاوز المائة مليار جنيه مقابل الوجود في الفضاء، وسعدت خلال الاجتماع القصير المفيد بروح التعاون التي أبداها الأستاذ “محمود خالد” تجاه القنوات الأخرى، وسألته أن يتوج تحركات تلك بالدعوة لقيام هذا الاتحاد الذي سنقف معه وندعمه بكل ما لدينا من جهد وطاقة.
قبل الختام لا بد من الإشارة إلى أن خبيرنا الإعلامي العالمي البروفيسور “علي محمد شمو” كان هو صاحب فكرة إنشاء القمر الاصطناعي العربي (عربسات) عام 1976م، إن لم تخني الذاكرة، وهو سلسلة أقمار تتبع لمنظمة الاتصالات الفضائية العربية تمتلكها الجامعة العربية، وتقدم مجموعة من الخدمات المتكاملة في مجالات البث الفضائية التلفزيوني والإذاعي والاتصالات السلكية واللا سلكية والانترنت وغيرها.. وللسودان نصيب ضئيل من نسبة ملكية (عربسات) لا تتجاوز الـ(0.3%) من الملكية، التي تعدّ المملكة العربية السعودية صاحبة أكبر نسبة فيها تبلغ (36.7%) من النسبة الكاملة للملكية.
وقبل الختام أيضاً لا بد من التنبيه إلى أن هناك اتحاداً عاماً للإذاعات والتلفزيونات العربية، وبلادنا تعدّ من المؤسسين لذلك الاتحاد ولها عضوية أساس فيه، فكيف لا يكون لدينا اتحاد سوداني يجمع إذاعاتنا وفضائياتنا تحت مظلة واحدة؟
نقول للأستاذ “محمود خالد الحاج” بارك الله خطوتك، سر وكلنا يدعم مسيرتك من أجل جمع هذه الفضائيات في اتحاد واحد يكون إضافة لها، لا خصماً عليها.
وكل عام وأنتم بخير بمناسبة شهر رمضان المبارك.. ونسأل الله تعالى أن يجعل صيامنا فيه صيام الصائمين وقيامنا فيه قيام القائمين وأن ينبهنا فيه عن نومة الغافلين.
اللهم اعف عنا واغفر لنا وارحمنا يا أرحم الراحمين.. وتقبل منا صالح الأعمال، واجعلنا من المهتدين الهادين ولا تجعلنا من الضالين المضلين يا رب العالمين.. آمين.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية