عسكرة الجامعات!!
رشان أوشي
تَوَلِّي الشرطة لحراسات الجامعات لا يزعجني.. الحديث أعلاه منسوب لوزير التعليم العالي والبحث العلمي البروفيسور “سمية أبو كشوة”. عظم الفكرة لا يزعج كثيراً.. ولكن المزعج حقاً أن تتحدث به الأستاذة الجامعية والبروفيسور “أبو كشوة” السيدة المحبوبة جداً لطلابها في جامعة الخرطوم.هل تغيَّرت “أبو كشوة”..أم أن للمنصب حساباته الخاصة؟ كل جامعات الدنيا.. بما فيها جامعات في دول أفريقية مازالت تعيش رهق العنف القبلي والمجتمعي، وبدائية الحياة اليومية، تهتم في المقام الأول براحة طلابها، وتوفير بيئة جامعية راقية، تشبه المستوى التعليمي، وتهتم -أيضاً- بالنشاط الطلابي، بل وتحفز عليه الطلاب، إلا جامعاتنا التي باتت مسرحاً فسيحاً للعنف والعنف المضاد، والمدهش في الأمر أن أي حادثة عنف في أي جامعة في السودان يقودها طلاب الحزب الحاكم، ويدفع ثمنها الطلاب، من حرمان من الدراسة يمتد لأشهر نسبة لقرارات إدارات الجامعات بتعليق الدراسة لأشهر.
كنا نعتقد أن تتجه إدارات الجامعات التي على رأسها (بروفيسورات) ونخبه، وأن تدفع وزارة التعليم العالي باتجاه الحد من العنف الطلابي، وفتح باب النشاط الطلابي على مصراعيه، وتشجيع الطلاب على تقديم خطاب طلابي يطوِّر المهارات الفكرية، بدلاً من تشجيع العنف، وإدخال الشرطة إلى الحرم الجامعي.
وأنا أطالع حديث “أبو كشوة”.. تذكرت مقولة الراحل “الخاتم عدلان”.. لـ”أبي القاسم محمد إبراهيم” نائب رئيس الجمهورية الأسبق”جعفر نميري”، في إحدى أشهر التظاهرات الطلابية بسبعينيات القرن الماضي، عندما حاول “أبو القاسم” اقتحام الجامعة على ظهر الدبابة، وكان وقتها الخاتم عضواً بالمجلس الأربعيني لاتحاد طلاب جامعة الخرطوم.. قال له :”يا أبو القاسم الجامعة بدخلوها بالشهادة السودانية ما بالدبابة”.
على وزيرة التعليم العالي حماية طلابها بطرق أخرى ، منها اجتثاث جذور العنف ومسبباته ، ,وتوطين نهج الحوار ، وترسيخ مفاهيم أن الجامعات للعلم وليست للحرب، ويجب أن تغذي عقول طلابها بالمسؤولية الاجتماعية تجاه جامعاتهم وحماية ممتلكاتها، بدلاً من زيادة وتيرة العنف.
رسالة خاصة :
البروفيسور “أبو كشوة”.. قودي مبادرة لإعادة الطلاب المفصولين من جامعة الخرطوم، وتأكدي أن لهم الحق في ممارسة الأنشطة السياسية، وأعيدي النظر كرتين لتاريخك السياسي في العمل الطلابي.