عز الكلام
شلعوها ناس الإنقاذ!!
أم وضاح
واحدة من أهم السلبيات التي تسببت في القصور والتراجع الذي تشهده الخدمة المدنية وتشهده سوح العطاء الإبداعي والرياضي والسياسي، أننا نفتقر ونفتقد لمصادر القياس والتقييم العلمية التي تستطيع أن توجه مؤشرات الإصلاح نحو عمل إيجابي ينصب في خانة التطوير. ودعوني أقول إنه في ما ندر نجد تقييماً مبني على الإحصاء الممنهج أو قياسات الرأي المدروسة، إن كان عبر نماذج عشوائية أو نماذج منتقاة بعناية، لذلك ظللت أقول إن الحكم بنجاح تجربة ما يظل حكماً ناقصاً ولا يخلو من شبهة مجاملة، والحكم أيضاً بفشل تجربة أو عمل ما لا يخلو من شبهة ظلم أو تحامل، لأن الحكم لم يتم عبر مؤسسات وجهات عملها ووظيفتها قياس وتقييم التجارب بشكل علمي سليم. وكما كل الأشياء عندنا الحكم عليها متروك أحياناً للانطباع أو للأمزجة أو المجاملة، ولا تخرج التكليفات الوزارية من سياج هذه الاحتمالات الثلاثة. ولا أحسب أن وزيراً ما خضع في يوم ما لجرد حساب أو قياس أداء لفترته قبل أن تنتهي أو بعد أن تنتهي، وغالباً إن لم يكن دائماً ما يقضي المسؤول خدمته ولا فرق بين الهيدو والزيرو بدليل أن كثيرين ظلوا على كراسي المسؤولين ولم يحفظوا أدنى درجات ولو تحت نصف الدرجة الكاملة بقليل، لكننا تفاجأنا بعد إعفائهم بتكليف جديد وضعهم على كرسي أرفع من الذي سبقه لننزل علامات الدهشة بلا حدود عن السبب الذي يجعل شخصاً يتحول بين المناصب كمن يتنزه في حديقته الخاصة، يختار أي الكراسي وأريحها للجلوس عليه!
أقول هذا الحديث وثمة إرهاصات بأن تغييراً وزارياً قد تكتمل فصوله في نوفمبر القادم، وهو بالتأكيد أمر ليس مفاجئاً ولا مستبعداً بعد العك الذي ظل طابع أداء الفريق الوزاري خاصة من يلعبون في الخانات الاقتصادية والذين فشلوا في إحراز هدف واحد ولو تسلل، يخرجنا من الهزيمة المادية والمعنوية التي أصبحت هي العنوان الأبرز لفشلهم وأياديهم المكتوفة، وكأنهم في انتظار معجزة من السماء. لكن يبقى السؤال الملح والمهم على أي مقاييس ومعطيات سيرتكز هذا التعديل الوزاري الذي إن كان بالفعل مسنوداً على دراسة لأداء الحكومة، فإنه لن يكون تغييراً محدوداً، والأنسب له أن يكون شاملاً كإعصار فلوريدا يذهب بالمتقاعسين والمتخاذلين إلى عرض البحر تماماً ليريحوا وليستريحوا. أما إن تشابهت الليلة بالبارحة وجاء التغيير الوزاري مجرد تغيير في مواضع اللعبة دون أن يجرؤ أحد على أن يقوم بالخطوة (كش ملك) فلا داعي له، لأنه سيكون مجرد زوبعة في فنجان لن تحدث التغيير الحقيقي الذي ينتظره المواطن الذي وصل إلى قناعة، أن بعض الوزراء هم فقط واجهات ولافتات سياسية لا علاقة لها بالاستراتيجيات أو الخطط، لا علاقة لها بالتنظيم ولا حتى التنظير، كل عملهم أدوار مراسم وتشريف وبروتوكول، هي بلا شك على حساب الأداء العام والمنتوج المنتظر من الوزارات والمؤسسات التي يقودونها. فبالله عليكم إما تغيير حقيقي وجذري يأتي بالرجل المناسب في المكان المناسب، أو أتركوا الموجودين في أماكنهم على الأقل مغسونا حد المغسة، وما عاد لدينا احتمال لمغسة جديدة.
{ كلمة عزيزة
دعا المجلس التشريعي للخرطوم لمعالجة أوضاع المعلمين للحد من الهجرة، وذلك بعد توالي هجرة أعداد كبيرة منهم للعمل بالخارج بحثاً عن تحسين أوضاعهم، وخاصة للمعلم السوداني سمعة طيبة في دول الخليج والمنطقة العربية. ولعله قبل هجرة المعلمين سبقتها هجرة بشكل مخيف للأطباء الذين هم أيضاً يبحثون عن وضع أفضل ومميزات توازي وتليق بسنوات الدراسة والتحصيل الأكاديمي الذي نالوه، ليتفاجأوا أن وظيفة طبيب في هذا البلد هي مجرد صيت بلا غنى!! ويبدو أن المجلس التشريعي إن استمرت أوضاع السودانيين الاقتصادية على ذات التراجع، فإنه سيضطر لإطلاق هذه الدعوات مراراً وتكراراً وستفتح الموانئ أبوابها للباحثين عن الخروج أطباء ومعلمين وصحفيين ورعاة ومزارعين ومهندسين وموظفين وعندها نستحق لقب (شلعوها ناس الإنقاذ).
{ كلمة أعز
أحسن مجلس الوزراء بإصداره قراراً لضبط الوجود الأجنبي في البلاد خاصة فيما يتعلق بالعمالة المنزلية، لأن الوضع أصبح منفلتاً في الفترة الأخيرة وكثير من الغرباء يشاركوننا بيوتنا بلا إثبات هوية ولا أوراق ثبوتية، ونحن نمارس حسن الظن الأبله الذي تسبب في كثير من البلاوي، لذلك لا بد من ضبط إقامة هؤلاء بإلزام مشغليهم بالتدقيق في ما يثبت شرعية وجودهم.