المشهد السياسي
الانسجام والتكامل غاية الوفاق
موسى يعقوب
تشكلت حكومة الوفاق الوطني المرجوة وأدت قسمها الدستوري بتوليفاتها المختلفة أمام السيد رئيس الجمهورية ونائبه الأول السيد رئيس الوزراء الفريق “بكري حسن صالح”، وهو تقليد دستوري معروف والذي كان حاضراً بأمل وتطلع إلى ما هو مرجو ومطلوب من الشعب السوداني ومؤسساته الرقابية من تشريعية وسياسية وإعلامية.
الشعب السوداني في تاريخه شهد وعرف الحكومات الحزبية الائتلافية ولكتها لم تكن عند حسن ظنه بالكامل أداءً وانسجاماً، ذلك أن النفس الحزبي والزعامي كان هو الغالب والمؤثر على المحاصصة وليست المصالح العامة بشكلها المطلوب.. ولتلك الأسباب كانت تلك الحكومات الائتلافية قصيرة الأجل وضعيفة الأداء.
حكومة الوفاق الوطني الحالية المؤلفة من تشكيلات حزبية ورموز مجتمعية وحركات زادت على المائة ولها مخرجات حوارها الوطني الذي جمع بينها وشكّل تركيبتها الدستورية والإدارية، هي التي تعد حكومة ائتلافية ذات مزاج خاص إن حسن التقدير والفهم والتدبير عند من أُلحقوا بالتركيبة السياسية والوزارية، فنهاية الحوار الوطني ومخرجاته ليست المقاعد الوزارية وإنما العمل من أجل أن تترجم إلى عائد وطني يترجم ويلبي حاجة المواطن السوداني الذي كانت له آماله وتطلعاته في ذلك الحوار، ويتوقع منه في العام 2020 أن يقول كلمته في ذلك كله، إذ يتوقع أن تجرى في ذلك العام انتخابات رئاسية وتشريعية.
السيد رئيس الوزراء الفريق أول “بكري” سيكون له غداً خطاب أمام المجلس التشريعي القومي يعلن فيه برنامج حكومته وخطته لتلبية مهام المرحلة وحاجة المواطن السوداني في وقت تكون فيه الرقابة التشريعية والعامة على ذلك البرنامج وتلك الخطة أقوى مما سبق.. فالمجلس التشريعي القومي ينعم تبعاً للوفاق الوطني بعدد من الرموز التي سيكون لها دورها وعطاؤها في الرقابة.. وكذلك الإعلام ومؤسساته من صحفية وغيرها.
والبرنامج الحكومي المتوقع وخطته إياها وتحكمهما وثيقة ومخرجات الحوار الوطني ليسا كل شيء في الموضوع، وإنما هناك حسن الأداء والتناغم والتكامل بين التركيبة السياسية الإدارية التي تشكلت منها حكومة الوفاق الوطني.. فالسادة الوزراء ومرجعياتهم الحزبية هم أصحاب القدح المعلى في حسن سير الحكومة وأدائها الذي يقوم عليه ويقف الفريق “بكري” رئيس الوزراء.
ففي الديمقراطيتين (الثانية والثالثة) بقيادة السيد “الصادق المهدي” كانت السلطة الائتلافية قصيرة الأجل وضعيفة الأداء، بل أدى بعضها إلى ذهاب الديمقراطية.. ويذكر هنا النزاع مع الراحل “أبو حريرة” حول وزارة التجارة.. ومع الحزب الاتحادي بشأن إلحاق الراحل “أحمد السيد حمد” بمجلس السيادة الذي وقف ضده السيد “المهدي”..!
الآن والحمد لله علاقة المؤتمر الوطني وشركائه كانت طيبة ودخلت في مرحلة حكومة الوفاق الوطني في حالٍ أطيب.. والمرجو كله أن يقدر الجميع (ساسة ووزراء) أن الانسجام والتكامل هو غاية الوفاق وما هو مطلوب لأن توفي حكومة الوفاق الوطني بدورها المطلوب والمرجو.