ربع مقال
“الرياض” .. صلف كابوي وصدق ملك .. وحكمة رئيس .. !!
خالد حسن لقمان
لا أعتقد بأن “البشير” كان في موقع الإلحاح للمشاركة في قمة الرياض (الإسلامية – العربية – الأمريكية) وهو يعلم (عبر تجربة طويلة له وخبرة عميقة تكونت لديه مع الولايات المتحدة ولوبياتها المتنفذة والصانعة لقراراتها والمشكلة لتقديراتها السياسية)، ما يمكن أن يعيق ويمنع ذلك .. ولكني أعتقد بأنها كانت رغبة صادقة من الملك “سلمان” ومساعديه وقد ظن الرجل بأن سعيه قد تجاوز بالسودان شراك تلك القوى النافذة التي دفعت “ترمب” (وربما بمباركة ودفع من بعض الدول الإقليمية أيضاً) ليرفع يده الآن بالفيتو أمام مشاركة “البشير” .. ومن واقع خطوات الرجل الأخيرة أعتقد بأن الملك “سلمان” كان يمكن (وقد تعجل دعوة البشير) أن يرفض الفيتو الأمريكي الذي يصحح قائمة المدعوين، إلا أن حكمة الرجل والتي شاركه فيها “البشير” باعتذاره الهادئ (وهو يدفع بذكاء لا يخلو من مكر ودهاء بمدير مكتبه تحديداً لينوب عنه) اقتضت تمرير الأمر من أجل تمرير أمر أكثر منه أهمية وهو إضفاء الشرعية على التحالف العسكري الإسلامي – العربي الذي قد يبدأ اليوم رافعاً شعار (ضد الإرهاب وإيران) ليعود يوماً (قد يكون قريباً) ليرفع شعاراً آخر قد لا ينال وبالضرورة الرضا الكامل من “ترمب” إن بقي حينها هذا الأخير داخل البيت الأبيض.