عابر سبيل
هذا كفاية في هذه المرحلة
ابراهيم دقش
إبان حكم الجنرال “ساني أباشا” لنيجيريا بانقلاب عسكري- له أسبابه ومسبباته – كان المجتمع الدولي بقيادة أمريكا ضد ذلك (الانقلاب) وبصدد فرض عقوبات عليه/ فيما كان رأي الأمين العام لمنظمة الوحدة الأفريقية وقتها، “سالم أحمد سالم”، أن يتركوا للانقلابيين تنفيذ جدولهم الزمني بأنفسهم كما وضعوه وحددوه، وفي حالة إخلافهم يكون التعامل معهم بالحدة المقترحة.. ووصل العاصمة الإثيوبية – أديس أبابا – مساعد وزير الخارجية الأمريكي “كوهين” لمناقشة التعامل مع نظام الجنرال “أباشا” في نيجيريا مع الأمين العام للمنظمة الأفريقية.. وكان الاجتماع محدود الحضور، فيه إلى جانب “سالم” مدير مكتبه السفير “سعيد جنيت” (جزائري) ومساعد الأمين العام للشؤون السياسية (صومالي) ومدير الإدارة السياسية (من نيجيريا) “سام ايبوك” وشخصي الضعيف.. ولما اقترح “سالم” على “كوهين” ترك جنرالات “أباشا” في حالهم اعتمد على حجة قوية/ بأنه من الصعب جداً السيطرة على مواطن واحد من دولة نيجيريا، فما بالك بمائة وعشرة ملايين، مطلوب من الجنرال “أباشا” التعامل معهم.. واتجه “كوهين” نحوي وأشار بسبابته: لديكم واحد منهم.. فضحك الأمين العام وقال له: هذا سوداني ولم يتردد “كوهين” في الرد بأن ذلك أسوأ، فإذن أمريكا منذ ذلك الزمان لديها رأي في السودان والسودانيين كشفه “كوهين” مصادفة وبطريقة عفوية مما يؤكد أنها سياسة موضوعة ويحتاج تفسيرها إلى وقت وإلى صبر.. وهو ما يحدث الآن، لكنت عبر (نفاجات) لم تصل بعد مرحلة فتح الأبواب.. وأمامنا شهر للمحافظة على تلك (النفاجات) ما مررنا عبرها وما ينتظر.
ونحن لسنا (أغبياء) في كل الأحوال حتى وإن عزفت حكومة (اليانكي) على أوتار مهترئة وأنغام لم يعد يرقص عليها أحد في القارة الأفريقية على الأقل.. ولهذا أعجبني اعتذار الرئيس المشير “البشير” عن المشاركة في القمة الإسلامية الأمريكية في الرياض (المملكة العربية السعودية) لأسباب شخصية والتي يحضرها “دونالد ترامب”.. ومع ذلك السودان ممثل في تلك القمة على المستوى الوزاري.
وهذا “كفاية” في هذه المرحلة.