ربع مقال
خفض الإنفاق و”موسى” و”فرعون”..!!
خالد حسن لقمان
.. يا لها من عبارة وَيَا له من تعبير خفض الإنفاق الحكومي .. من ساق هذا التعبير التاريخي.. الأسطوري الذي ما فتئت أذان الناس تسمعه منذ سنوات عديدة مضت.. يقولون إن بعض العبارات تبقى في حياة الناس حتى يحسب الناس أنها نصاً مقدساً يجب احترامه عند ذكره والتعامل به، كما أن هنالك أوصافاً خرجت في وقتها بنظرية الطلقة ولم يفلح أحد في إرجاعها لصاحبها الذي أطلقها وقد خرجت بالفعل من مأسورة بندقيته ومن بين ذلك ما أطلقه إعلام مايو الذكي على محاولة الحركة الوطنية المسلحة الانقلابية المنطلقة من ليبيا في العام 1976م، حيث خرج الوصف حينها بأن هؤلاء (مرتزقة) ولِقوة الكلمة باتت حتى قواعد تلك الأحزاب الوطنية تؤرخ للمرحلة بحركة (المرتزقة).. والمدهش أن هنالك مقابلة مدهشة بين وصف مايو هذا وما قاله “فرعون” وأعوانه عندما أرادوا ملاحقة سيدنا “موسى” ومن معه فأعلنوا للناس (إِنَّ هَٰؤُلَاءِ لَشِرْذِمَةٌ قَلِيلُونَ (54) وَإِنَّهُمْ لَنَا لَغَائِظُونَ (55)) – سورة الشعراء.. الآن يعيد مجلس الوزراء بتشكيله الأسطوري الجديد هذه العبارة الأسطورية.. خفض الإنفاق الحكومي .. فهل سيفعل بالعبارة أم ستفعل العبارة به ما فعلت (تلك العبارة) بآل “فرعون” وما فعلت (هذه العبارة) بِنَا طوال السنوات الماضية؟.