عز الكلام
حكاية شهادة وشهادة
ام وضاح
تمنيت ألا تنتهي سهرة (أسمار المساء) على إذاعة المساء والمذيع الرائع “عماد” يطوف بالمستمع في حديقة الشاعر الفذ “محمد نجيب محمد علي” كما فعل في سهرات سابقات مع عبقري الكلمة والحرف الندي الشاعر المرهف “إسحق الحلنقي” الذي هو ليس فقط رئيسا لجمهورية الحب، لكنه رئيس رؤساء جمهورية الشعر. وعن “عماد” هذا دعوني أقول إنه مذيع باذخ المعلومة ثري بالمفردات المعبرة العميقة ليت أستاذنا “حسين خوجلي” قدمه من خلال قناة أم درمان حتى يدخل البيوت السودانية المحبة والعاشقة للسرد الجميل والحكايات المحلقة بأجنحة الخيال.. تمنيت ألا تنتهي السهرة و”محمد نجيب” يحكي عن مواقف وحكايات بطعم الحياة، توقفت ملياً عند إحداها وهو يحكي عن صديق عمره الشاعر والقاص الراحل “سامي يوسف”، حيث قال إن “سامي” كان متمرداً للحد الذي جعله يرفض إكمال تعليمه واكتفى بعبقرية الشعر وعاش في هذه المدرسة، ويقصد مدرسة الشعر، ينهل من بحور الإبداع والجمال فيها إلا أنه وعند افتتاح معهد الموسيقي والمسرح حينها أراد الالتحاق به ولم يكن يحمل الشهادة السودانية التي هي شرط أساسي لقبوله، فما كان من “سامي” إلا أن قدم قصائده وبنات أفكاره للجنة قبول المعهد وللمفارقة تم اعتمادها كشهادة قبول بدلاً عن الشهادة السودانية في حدث تاريخي لا يصنعه إلا من يقدرون الإبداع والفن وعبقرية الشعراء، وتمنيت لحظتها لو أن الشاعر “محمد نجيب” ذكر للحقيقة والتاريخ اسم عميد المعهد الذي اتخذ هذا القرار الضجة والبصمة ليحفظ اسمه التاريخ في حدث كما الظواهر الكونية نادرة الحدوث أو التكرار.
وبصراحة هذا الحديث قلب عليّ المواجع والسودانيون معظمهم إن لم يكن كلهم أصابهم هوس حيازة الشهادات الأكاديمية للحد الذي همشوا فيه أهمية الفنون وقلصوا مساحات الإبداع والجمال، وكل واحد مهموم ومهووس بحيازة الشهادات ومن ثم تعليقها على الحائط بلا نفع ولا فائدة، ولو أن الدول تتقدم برسائل الماجستير والدكتوراه لفتنا الصين وروسيا تطوراً يصل حد الوصول للفضاء وربما اختراع القنبلة النووية، لكنها تظل مجرد أوراق لا تفعل أبحاثها ولا تنزل لأرض الواقع، ومن شدة وله بعضهم بها تطربهم حتى الألقاب الفخرية وتصبح لصيقة باسمهم كما الوالد والجد، فإما شهادات فاعلة ومؤثرة في المجتمع وإما بالله عليكم فضوها سيرة.
لكن كدي خلوني أدخل في موضوع آخر طالما الحديث جاب الحديث عن الشهادات لأقول إن السيد وزير العدل المقترح في التشكيل الوزاري الجديد والذي راجت الأخبار في الأسافير أنه (ضارب) شهاداته، وهو ما لم يبرز عكسه حتى الآن، أقول إنه بات غير جدير بالمنصب الحساس الذي لا يقبل لمن يتقلده أن يصاب ولو برشاش عابر يلطخ من الثوب الأبيض، والمسألة ليست ركوب رأس منه أو من اقترحه، وعلى سعادة الفريق “بكري” اختيار البديل الأنسب بس يا سعادتك المرة دي فتشوه من يوم دخل الروضة، ويا ريت تقوم كثير من المؤسسات بمراجعة الشهادات العلمية التي جعلت من السودان بلد المليون دكتور مربع بدلاً عن المليون ميل مربع والله في.
{ كلمة عزيزة
لمتين ح تظل الجهات المسوؤلة عن الجسور والكباري في انتظار أن تحدث كارثة وبعدها نبدأ في البكاء عبى اللبن المسكوب، ثم رحلة البحث عن المبررات والأسباب من جقور وطيور وصقور.. الخ. أقول هذا الحديث والكوبري الرابط بين الخرطوم والخرطوم بحري المتعارف عليه بـ(كوبري الحديد) غير مطمئن (ويكركب) من أوله لآخره، وكل خطوة تنذر بحدوث كارثة والحفر التي تملأه تمد لسانها للإهمال وسوء الحال.. فيا ناس وزارة النقل والطرق والجسور إنتو معانا في البلد دي ولّا بتتحركوا في الجو بالطائرات.
{ كلمة أعز
رغم زيادة تعرفة الكهرباء التي لم ترحم معاناة المواطن وقاسمته في لقمة عيشه، تستمر قطوعات الكهرباء وتنذر بصيف صعب ورمضان أكثر صعوبة، بدليل أن القطوعات شملت عدداً من أحياء الخرطوم كـ(قيدومة) لشهر رمضان الذي فيه تفتح أبواب السماء.. وخلوا بالكم.