رأي

الحاسة السادسة

تسوُّل بمنهج جديد
رشان أوشي

حوالي العاشرة صباحاً، كنت في المرحلة بين النوم والاستيقاظ، وهي المرحلة الممتعة بالنسبة لي في مراحل النوم، فإذا بطرق على أحد أبواب منزلنا تكاد تخلعه من مكانه، ولأن أهل بيتي من العاملين والموظفين، يخرجون إلى أعمالهم باكراً، وجدت نفسي في خيارين، أما مواجهة الموقف والنهوض من لحظات الاسترخاء والكسل الصباحية أو غض الطرف عن الطارق، قررت مواجهة الأمر، لم يتوقف الطارق الذي كان يضرب الباب بعنف ويده الأخرى على الجرس في آن واحد حتى انقبض قلبي بأن خبراً سيئاً في الطريق، عندما أدرت مقبض الباب وجدت نفسي وجهاً لوجه أمام سيدة أربعينية ترتدي عباءة سوداء، تلت على مسامعي عدداً من آيات الله الكريمات، ألحقتهم بحديث نبوي شريف عن الصدقة. الإنفاق في سبيل الله، لتخبرني أنها مندوبة لإحدى جمعيات رعاية المعاقين، وعليَّ التبرع لها.
لم تكن الحادثة الأولى فقد امتلأت الشوارع، ومواقف المركبات العامة، بمئات الملصقات التي تحمل أرقام هواتف، أو أرصدة بنكية للتبرع لحقيبة رمضانية للفقراء والأيتام، لا نرفض الصدقة، ولا نستكثر مساعدة المحتاجين والفقراء، ولكن ليس بهذه الطريقة غير المجدية، فطرق بيوت الناس وهم من ذات طبقة الفقراء، والتسوُّل باسم المحتاجين في الشوارع ما هو إلا عمليات نصب واحتيال جديدة، هناك كثير من القنوات التي يمكن إتباعها في هذا الغرض النبيل.
طُرق تحويل الرصيد لجهات مجهولة بالنسبة لنا، وأسماء منظمات وجمعيات وهمية لا ندري هل مسجلة لدى الجهات الرسمية أم أنها من ضرب خيال أصحابها؟.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية