ما هي خصائص "إبراهيم الميرغني"؟
بقلم – عادل عبده
من هو مكتشف خصائص ومزايا الأستاذ “إبراهيم الميرغني” وزير الدولة بوزارة الاتصالات بحكومة الوفاق الوطني، والمتمثلة في الجاذبية الطاغية والقدرات الهائلة في الإلمام والمعارف؟.. الإجابة الواضحة أنه مولانا “محمد عثمان الميرغني” رئيس الاتحادي (الأصل) ومرشد هيئة الختمية بذكائه الواسع وفراسته المعهودة وقلبه البلوري، فقد راهن مولانا على الأستاذ “إبراهيم” منذ فترة ليست بالقصيرة حين أوكل إليه العديد من المهام الحزبية ورأى أن يمثله في بعض المناسبات السياسية، ثم عينه بعد ذلك ناطقاً رسمياً للحزب حتى رشحه على تسلم الحقيبة الوزارية في الحكومة الحالية.
الوزير “إبراهيم الميرغني” يمثل جيل الثلاثينيات في عالم متغير يهفو على بلوغ ركائز الديمقراطية الليبرالية وتحقيق التنمية المتوازنة وإزالة الاحتقان والاحتراب من المجتمع، فالحكومة الحالية التي خرجت من صلب الوثبة الجامعة والحوار الوطني أمامها تحديات جسيمة واختبارات قاسية تحتاج إلى قوة شبابية مفعمة بالطاقة الجبارة والذهنية العصرية مثل “إبراهيم” وجيله، فالواضح أن الميكانيزم الذي يحرك العصب الكهربائي على إنارة طريق الغايات المنشودة أبطاله من جيل الثلاثينيات.
اكتسب “إبراهيم الميرغني” خبرة هائلة وصولات تراكمية في بحر التجارب الحياتية الزاخر فهو في قلب الأدغال يلتقط غزالة في رحلة صيد برية وعلى وديان البطانة يلاحق السحاب وحركة النجوم ويسامر الأجواء الخلابة، فهو لا يريد أن يكون صوفياً بملابس الطاعة المزركشة ولا يحبذ أن يكون شيخاً مطاعاً على تل الأرومة الشريفة فهو يحاول تقديم مدرسة جديدة لا تتنكر للموروث القديم ولا تدير ظهرها على أدبيات العصر الزاحف.. نهل “إبراهيم الميرغني” من السيد “علي الميرغني” الحكمة والأناءة ومن مولانا “محمد عثمان الميرغني” الوطنية الصادقة وبعد النظر ومن مولانا “أحمد الميرغني” الزهد والتواضع ومن والده الجراح الشريف “أحمد الميرغني” الشفافية والصدق.
لقد جاء اختيار “إبراهيم الميرغني” في وزارة الاتصالات مكسباً كبيراً للوزارة في عصر تحديات الاتصالات الهائلة والإعلام الالكتروني الزاحف فهو صاحب أفكار موحية ورؤى عميقة ودراسات مكثفة في مجال وزارته.. يعرف “إبراهيم” كيف يتعامل مع الأطلس الإعلامي العالمي الخطير الذي ضرب الأطلس الجغرافي وذلك في سياق خدمة المتلقي الوطني، ويدري كيف يفتح مجالات الاستثمار المريح في عالم الفضائيات ومحطات التلفزة، فضلاً عن وضع المعالجات الناجعة لقضايا الاتصالات المتشابكة وذلك بالتنسيق والتفاكر مع الأستاذة “تهاني عبد الله” وزيرة الاتصالات.
لا يختلف اثنان في أن الأستاذ “إبراهيم” يتميز بالثقافة العالية واللسان الذرب والقدرة على فتح المسارات المغلقة فضلاً عن التواضع الجم، فهو يعلم بأن الغرور جعل بريطانيا العظمى تصبح في كنف مستعمرتها القديمة الولايات المتحدة الأمريكية.. تجربة الوزارة بكل عنفوانها وألقها وتعقيداتها ستكون محطة جديدة وملفتة للأستاذ “إبراهيم” في سجله الحياتي فهو بلا شك سيكون مستعداً للتعامل المسؤول مع هذا التكليف الشاق، بكل ما يملك من عزيمة واستعداد حتى يكون على قدر التحدي الكبير والامتحان الوطني.
مولانا “محمد عثمان الميرغني” راهن على الأستاذ “إبراهيم الميرغني” في خطوة تاريخية تحمل العديد من الدلالات والمعاني، فالإحساس بالثقة لا يأتي بالصدفة والمجاملة فهو قيمة تجسد أشياء كبيرة!!