عابر سبيل
سفريات الشمس الغاربة!!
ابراهيم دقش
(ما عندنا طيران يمشي الولايات خلي أوروبا.. حكايتنا تعبانة جداً.. سودانير شغالة بالخسارة وكل شهر بتمشي تطالب بمرتبات العاملين).
من قال هذا الكلام ليس سوى وزير الدولة بوزارة الدفاع، وهو يتناول (ضعف) الطيران المدني المتمثل في ثمانين نقطة كما صرح أمام البرلمان، واقترح تبعية الطيران المدني إما لرئاسة مجلس الوزراء أو وزارة النقل.. ولا أريد أن أقول إن الفريق “علي سالم” كان واضحاً وصريحاً ووضع الأمر على “بلاطة” بل أزيد إن كلام الرجل خطير ومثير من واقع الصورة التي رسمها لحال سلطة الطيران المدني الذي تدهور حتى أصبح ضعفه مخيفاً، والواحد يندهش كيف ترك المسؤولون الموقف ليصل هذا الحد التعيس!
أما الخطوط الجوية السودانية، التي كان شعارها (سفريات الشمس المشرقة) أيام عزّها، يقول سعادة الفريق إنها “شغالة بالخسارة” ولأنها شركة تجارية (قطاع عام) تنطبق عليها ثقافة التجارة، فالذي يخسر باستمرار ينسحب من الساحة لكن أهل “سودانير” ظلوا يبشرون بطائرات وسفريات جديدة لم نلمح لها أثراً.. وذكرني هذا الموقف بآخر مشابه في دولة غرب أفريقيا تعدّ من الدول المؤثرة في القارة، هي نيجيريا، فقبل سنوات قليلة تقلص أسطول طائرتها إلى واحدة مع وجود وزيرة للطيران للحد الذي سخرت الصحف منها فسمتها “واحدة قصاد واحدة” لكن عندنا هنا الأمر مغطى أي “مغتغت” لأن إدارة “سودانير” تتسول مرتبات منسوبيها كل آخر شهر.. من أين؟ الله أعلم!
الأمر يحتاج إلى حسم وإلى مراجعة.. وسبق أن اقترحنا أن تكون “سودانير” شركة مساهمة عامة نصف أسهمها حكومة، والنصف الآخر يفتح لاكتتاب المواطنين، ولو تم تنفيذ ذلك المقترح قبل أربعة أعوام لعادت “سودانير” تجوب الأجواء.. ولا تقولوا لي ليس مهماً أن يكون مطار “هيثرو” ببريطانيا ضمن تلك الأجواء، لأن خط “هيثرو” خطفه “الدودو” وربما نكتفي بشكوى من باعوه للذي لا ينام ولا يأكل الطعام!!