مسالة مستعجلة
مفارقات التشكيل الوزاري!!
نجل الدين ادم
أمس الأول (الخميس)، أسدل الستار على أطول مشاورات لتشكيل الحكومة والتي بدأت منذ الثامن من مارس الماضي، وذلك بإعلان حكومة الوفاق الوطني بمشاركة واسعة للأحزاب والشخصيات العامة.
الفريق أول “بكري حسن صالح” أخرج عصارة هذه المشاورات المطولة وقدم حكومته التي يعوّل عليها في التهيئة للانتخابات العامة في 2020 وتنفيذ مخرجات الحوار الوطني الذي جاء بهذا التشكيل الجديد.
ليس هناك من تغيير كبير في حقائب حزب المؤتمر الوطني، إلا من وزراء الدولة الذين جرى عليهم تعديل واسع في الوجوه، وحلت أسماء تدخل الجهاز التنفيذي لأول مرة، مثل القيادي البارز بالوطني “حامد ممتاز” الذي يتمتع بمقدرات تنظيمية عالية أهلته لمنصب وزير الدولة بالخارجية، وكذلك السفير “عطا المنان بخيت” وهو الآخر من أميز السفراء، وقد عمل في عدد من المحطات الخارجية المهمة، ويشغل منصب نائب الأمين العام لمنظمة الدعوة الإسلامية إحدى أكبر المنظمات الدعوية.
لكن رغم غياب الدهشة في التشكيل الوزاري، إلا أنه لم يخلُ من مفاجآت، حيث كانت مفاجأة من العيار الثقيل تعيين الفريق “محمد عثمان الركابي” وزيراً للمالية، والمفاجأة الأخرى كانت تعيين البروفيسور “هاشم علي سالم” وزيراً للمعادن، وبالمناسبة هذه الوزارة ستكون الأهم خلال الفترة القادمة، والرجل حسب ما أعرف عنه أنه شخصية متمكنة وعالم وله تجارب خارجية تتحدث عن نفسها، أجد نفسي أكثر تفاؤلاً بأن الرجل سيكون قدرها وزيادة، ولكنني لم أشعر بأي بارقة تفاؤل بمقدم الجنرال لوزارة المالية، سيما وان الوزارة تحتاج لقدر من المرونة والتعاطي مع الآخر، وهذه ستنعدم وتجعل الأبواب موصدة ويضيق صدر الآخر، المالية وزارة تحتاج مرونة أكبر من سواها من الوزارات، ولذلك فإن المطلوب من سعادة الفريق المرونة.
من المفاجآت غير السعيدة هو غياب اسم الرجل عالي التهذيب وصاحب القدح المعلى في اتفاقية سلام الدوحة الدكتور “التيجاني السيسي” من الخارطة الوزارية الجديدة، فرغم أن رئيس الوزراء أجاب على تساؤل المؤتمر الصحفي أمس الأول، عن غياب الرجل، إلا أن الجميع خرجوا وفي أنفسهم استفهامات واستفهامات.
أما المفاجأة الأخرى غير المتوقعة كانت غياب اسم القيادي البارز من حزب المؤتمر الشعبي الشيخ “إبراهيم السنوسي” من القائمة التنفيذية العليا والدون، فات على الزملاء الاستفسار عن هذا السر، وعن المصير القادم والمعالجات الممكنة، ولماذا غاب المنصب الأعلى الخاص بالمؤتمر الشعبي عندما أذيعت الأسماء.
هذه الأسئلة وغيرها من الأسئلة المهمة تحتاج أن تجد الإجابة الشافية حتى تكون البداية سليمة وإلا فإن الأمر ستكون له عاقبته لدى كل شخص يرغب في الالتحاق بقطار الحوار الوطني، وحتى لا يحدث ذلك اطلعوا الرأي العام بالحقائق.. والله المستعان.