ربع مقال
حافلة الحكومة الجديدة.. لم ينزل أحد!!
خالد لقمان
أذكر عندما كانت هنالك ندرة شديدة في المواصلات كان المنتظرون من الناس في المحطة الأخيرة للمواصلات يتقدمون نحو المحطة قبل الأخيرة أو التي قبلها ليركبوا الحافلات وهي قادمة من سنتر الخرطوم، ليضمنوا لهم مقاعد عليها عند عودتها بهم، وما أن تصل الحافلة للمحطة الأخيرة حتى يشير الكمساري للمنتظرين على الأرض بأن لا أحد سينزل وبالتالي لا يتوفر مقعد لأحد منهم عليها، لأن الجميع عائدون.. هنا يبدو الغضب والاستياء والوجوم على الجميع فينظرون شذراً لمن ركبوا ولسائق الحافلة والكمساري أيضاً.. وأعتقد أن هذا بالضبط ما حدث أمس الأول عند إعلان الحكومة الجديدة، حيث إنه وبحكم ما كان ينتظر من تغيير كبير وحقيقي في الأشخاص أنفسهم بما يتجاوز وعلى الأقل (80) إلى (90%) فإن حافلة الحكومة الجديدة لم ينزل منها أحد، وكل ما حدث أن بعضهم حشر حشراً داخل الفجوات الضيقة ووقف كثير منهم على السلم، أما من أصابه الوجوم، فكانوا هم، وبالإضافة للنظارة والعابرين، الصحفيين والإعلاميين الذين مارسوا خليطاً عجيباً ببن الذهول والدهشة والانبطاح، فبلعوا بلعاً كل ما سمعوه وخرجوا من مؤتمر رئيس الوزراء وكأن على رؤوسهم الطير.