تفاصيل إعلان حكومة الوفاق الوطنى
الخرطوم – نزار سيد أحمد
بعد أن توافقت القوى المشاركة في الحوار الوطني الذي أطلقه رئيس الجمهورية لحلحة قضايا السودان في أكتوبر من العام الماضي، بات الشعب السوداني يرنو إلى قطف ثمار الحوار التي طالما بشر بها المتحاورون وأكدوا أنها ستكون المخرج للبلاد من أزماتها التي كانت تعيشها. ولعل أولى البشريات التي كان يترقبها الشعب السوداني يوماً بعد يوم هي حكومة الوفاق الوطني التي تأخرت كثيراً وسط تكهنات تخرج من هنا وهناك تارة بأن أسباب تأخيرها نابع من اختلاف المتحاورين وتارة أخرى تذهب الاستنتاجات إلى أن التأخير سببه خلاف المؤتمر الوطني نفسه. وفي ظل هذه الأجواء برزت أسماء كثيرة لتسنم المواقع الوزارية مثلما خبت أسماء كانت لامعة إلا أن يوم أمس الحادي عشر من مايو كان يوماً حاسماً أنهى الجدل الدائر بمجرد أن جلس الفريق أول ركن “بكري حسن صالح” النائب الأول لرئيس الجمهورية رئيس الوزراء القومي في مقعده بالقاعة الكبرى بالقصر الجمهوري، وهو يتلو أسماء الوزراء الجدد حيث لم يخلُ إعلان الحكومة الجديدة من المفاجآت لعل أبرزها تمثل في غياب وزير المالية والاقتصاد الوطني”بدر الدين محمود” من التشكيلة الجديدة، ليحل مكانه عسكري ربما يعيد إلى الاقتصاد السوداني بريقه الذي خبا في أوقات خلت .
أصدر رئيس الجمهورية المشير “عمر البشير” عدداً من المراسيم الجمهورية قضت بتعيين “حسبو محمد عبد الرحمن” نائباً له بجانب تعيين عدد 4 مساعدين له هم محمد الحسن محمد عثمان الميرغني مساعداً أول، إبراهيم محمود حامد مساعد، موسى محمد أحمد مساعد، اللواء عبد الرحمن الصادق المهدي هذا فضلاً عن مرسوم آخر قضى بتعيين 55 نائباً برلمانياً و130 عضواً بالمجالس التشريعية الولائية . في وقت أعلن فيه النائب الأول لرئيس الجمهورية رئيس مجلس الوزراء القومي الفريق أول ركن أمس (الخميس) حكومة الوفاق الوطني التي اشتملت على 31 وزيراً اتحادياً و42 وزراء دولة.
ونبه الفريق أول ركن “بكري حسن صالح” في مؤتمر صحفي أمس (الخميس) عقب اجتماع المكتب القيادي للمؤتمر الوطني، نبه إلى أنه سيقوم بتسمية نواب له عقب اجتماع مجلس الوزراء وتقديم خطابه أمام المجلس الوطني، ولفت إلى إجراء تعديلات لاحقة في الأجهزة التنفيذية بحكومات الولايات بنسبة 50 إلى 50 لاستيعاب كافة المشاركين في الحوار الوطني، ودافع رئيس الوزراء عن ما تم من اختيارات للوزراء، مبيناً أن ما تم بمثابة مشاورات استمرت منذ الثامن من مارس الماضي. وأشار إلى تسلمهم 1500 قائمة بمرشحين من 79 حزباً و34 حركة مسلحة. وزاد بالقول (أعتقد أننا أخرجنا حاجة كويسة). ونوه إلى أن المبدأ الذي تم من خلاله تشكيل الحكومة هو عدم زيادة الوزارات حتى لا تكون الحكومة مترهلة تضيف أعباء جديدة على المواطن واقتصاد البلاد. وأشار إلى أن الحكومة الجدية اشتملت على كفاءات علمية رفيعة ضمت 4 بروفيسرات وأكثر من 12 دكتوراً فضلاً عن المهندسين والكفاءات الخبرات الأخرى، واعتبر إعلان الحكومة بمثابة خطوة نحو الأمل والرجاء للشعب السوداني الذي سينعم بثمرة الوفاق الوطني، وتوقع النائب الأول حماسة وتجانساً من الوزراء باعتبار أن الحكومة الجديدة ناتجة من توافق جاء عبر الحوار الوطني، ووجه النائب الأول نداءً إلى حملة السلاح مبيناً أنه ليس هناك ما يمنع إجراء ترتيبات إضافية حال دخول حملة السلاح في عملية السلام. وأردف قائلاً (الباب مفتوح على الرحب والسعة)، وبشأن عدم دخول بعض الأسماء البارزة إلى الحكومة الجديدة على غرار الدكتور “التجاني السيسي”، أكد رئيس الوزراء إجراء اتصالات على مستويات مختلفة معه بيد أنه استعصم بعدم نية تولي منصب وزاري، وبشأن اختيار عسكري لتولي حقيبة وزارة المالية أكد “بكري” أن الفريق “محمد عثمان سليمان الركابي” شخصية جديرة بالمنصب كونه أستاذاً جامعياً شغل قبل اليوم مناصب رفيعة بوزارة المالية قبل أن يعود مجدداً للمؤسسة العسكرية. وقطع النائب الأول أن تحقيق السلام قضية إستراتيجية لا يمكن التنازل عنها منوهاً في ذات الوقت إلى أن قضية معاش الناس وزيادة الإنتاج تأتي في مقدمة أولويات الحكومة الجديدة، وشدد “بكري” على استمرارية برنامج إصلاح الدولة من خلال عمل الحكومة الجديدة التي قال إنها لن تفتقر إلى التعاون في تنفيذ مهامها التي جاء بها الحوار الوطني .
بدوره أكد وزير الإعلام الدكتور “أحمد بلال عثمان”، أن أداء القسم للوزراء الجدد سيكون اليوم (الجمعة)،منوهاً إلى أن النائب الأول سيعقد خلال الأيام القادمة مؤتمراً صحفياً موسعاً تفصيلياً يقدم من خلاله توضيحات إضافية بشأن الحكومة الجديدة ومهامها.