رأي

عابر سبيل

تلك الأيام!!
ابراهيم دقش
قلَّبت في أوراقي القديمة فعثرت على (درر)، فزميلي في حنتوب “الزين عباس عمارة” عثرت له على قصيدة ثائرة بعد إبعاده من رئاسة الجمعية الأدبية:
(يا ندوة الأدب الرفيع ..
اليوم تصطرع المطامع
لما تكشفت السروف
وتدبروا أمر الرئاسة
عرفوا سواي مكانه
تطفوا الزهور فليتها
وخلفوا العناقيد بالأعناب
**
 وملتقى الفكر المجد
نحو تأبيني بلحدي
ولاح في الآفاق مجدي
دونما أخذ ورد
وعرفت ما فعلوه بعدي
تبقى بنصرتها وتجدي
ناضجة ومحرمات خد)
ووجدت – بخط يده – قصيدة للمرحوم “محمد الخليل الطيب” عندما عدت من لندن بشهادة الماجستير وتعاقدت معي منظمة الوحدة الأفريقية فيما (عصلج) وكيل أول وزارة الزراعة والأغذية والموارد الطبيعية آنذاك وكتب مذكرة للوزير بأنه لا يصح أن يعود – موظف قيادي – من بعثة لتتم إعادته لمنظمة إقليمية.. فماذا قال؟
أبا خليل أتى زهجان منجرف
لقد أتانا وفي عينيه من شرر
سب الوكيل الذي ما أنفك يحسده
إن الوظيفة قد قضت مضاجعه
فدلس الأمر للوزير مفتعلاً
إن الحسود الذي ما زلت أفهمه
سألت ربي أن يلهيه عن “دقش”
إن الوكالة هذي لا تليق به
تباً عليه دواماً لم يساعدنا
سئمت مصلحة وهو الوكيل بها
الحمد لله قد هانت مشاكلنا
هبي (بخيتة) جري السير في عجل
**
في هيجة الثور في مستودع الخزف
كحمرة الجمر مغبوناً ومرتجف
على الشهادة في غبن وفي أسف
فها له نيل إبراهيم للشرف
أكاذيب ملفقة من الزيف
قد أوصف العيش بالدولار بالترف
بتطهير سريع ينجينا من السحق
وكأنه الجرف نقل الطين بالقصف
فقد كان تعليقه أعلن الجيف
فهل هناك سوى الهجرة من القرف؟
وفي (أديس) غواني هن كالنجف
والحقي الكلب فإن الوقت قد أزف
وللشرح فإن الشهادة المشار إليها كانت درجة (الماجستير) من جامعة إنجليزية، والوظيفة كانت بمنظمة الوحدة الأفريقية، والجرف يخصه (كطياني) والكلب “حاج إبراهيم”.
وعثرت على أبيات شعر بعنوان (حنتوب في الخريف) وهي مدرستي الثانوية التي كانت درة المدارس الثانوية في السودان مع خور طقت ووادي سيدنا.. وتلك الأبيات بهرتني بعد كل هذه السنين.. فماذا ترون أنتم؟.
حنتوب فيك ترنمي
وصبابتي وصباي
دنياك ملك يدي
أطلقت فيك بلابلي
تشدوك باللحن الطروب
فيردد النيل اللحون
شكرت له نفسي
فمضيت أحرق في بارك
حنتوب لا أنسى الخريف
تحدوه أملاك الطبيعة
**
وقصائدي وملامحي
وفيك نشوتي وتألمي
يا حنتوب مثل الخاتم
وهداهدي وحمائمي
العبثوي الحالم
ياصطفاق ناعم
وجاثت بالشعور عوالمي
مشاعري وتمائمي
على ربوعك يرتمي
بالنشيد الملهم
فيا حنتوب هيا أسلمي

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية