فوق رأي
ارتفاع معدلات الرُقي
هناء إبراهيم
كما أن هناك قوانين في بعض البلدان والمؤسسات تدل على رجعية وتخلف الدولة أو المؤسسة فثمة قرارات وقوانين تشير إلى ارتفاع معدلات الذوق والرقي والتقدم والجمال والإنسانية والفهم لتلك البلد.
في الآونة الأخيرة كلما أصدرت دولة الإمارات العربية المتحدة قراراً جديداً أو مبادرة جيدة كلما أصيبت حبوبة جيرانا بـ(نفسيات) عظيمة جعلتها تدعو الله العلي القدير أن (يأمرتنا) عاجلاً غير آجلاً.. عرفت فيما بعد أن هذه الكلمة تعني أن يجعلنا نحذو حذوها وهأنذي أعتذر للغة العربية مثنى وثلاث ورباع.
تحس أنهم يكتبون قراراتهم هذه بالشوكولاتة ومزاج عطر الورود..
قرار طالع من نوتة موسيقية..
أذكر أن حبوبة جيرانا ورغم إعجابها الشديد بوزارة السعادة ووزيرتها الشابة الحسناء إلا أنها كانت تنظر لبعض الوزارات وحالها وقراراتها وتلطم ثم تلطم.
ثم ما لبثت أن فرحت بدورية السعادة ذات السيارات الملونة والهدايا والورود حتى نظرت حولها وأصيبت مجدداً بتلك النفسيات وتحسرت ولطمت..
قيل إن هناك اضطراباً نفسياً ترك كل شعوب العالم واختار شعباً واحداً إذ إن هذا الاضطراب النفسي يُصاب به اليابانيون فقط.. وأن الكثير منهم حين يزورون باريس يعانون من صدمة ثقافية وخيبة أمل وضبابية وهلوسات.. لأن باريس مرتبطة في عقولهم بالمثالية وبأنها المدينة العريقة الأجمل في العالم.. لدرجة أن السفارة اليابانية في فرنسا خصصت خط هاتف لاستقبال تلك الحالات وقالت إن (12) شخصاً في المتوسط يعانون من تلك المتلازمة سنوياً.. أعتقد أن هذا الاضطراب هو نفسه الذي تعاني منه حبوبة جيرانا حيال مبادرات وقرارات بعض الدول أو تحديداً الإمارات واليابان، ويشاركها النفسيات آخرون كشفت عنهم (السوشيال ميديا).
من ذلك المبادرة الرائعة التي أطلقها حاكم دبي الشيخ “محمد بن راشد آل مكتوم” بتغير كلمة (ذوي الإعاقة) وأصحاب الاحتياجات الخاصة واستبدالها بعبارة أكثر رقياً وتعبيراً وفهماً، حيث اختار عبارة (أصحاب الهمم) وقامت المؤسسات بشطب العبارة القديمة وكتبت أصحاب الهمم… وهم حقاً كذلك.
الإرادة والطموح والتحدي الذي يتحلون به ويميزهم لا تجده عند الكثيرين ممن لا ينقصهم شيء في جسدهم وعقلهم وحواسهم..
الهمة التي تميزهم يجب أن يُعرّفوا بها..
لا أحبذ المقارنة ولكن أقول قولي هذا من باب الإعجاب والتقدير..
من ناحية قلبي: أتمنى أن الذي يجول بخاطرنا حين نطالع قرارات التقدم والرقي وحين نشاهد (خواطر) “أحمد الشقيري”، أن يجول ذات الشيء بخاطر المسؤولين وأن يحرك أشياء إنسانية بداخلهم.
و……
يا روحي سلام عليك