نوافذ

دع الذاكرة وشأنها..!

قد يقتلنا الحنين ونحن نجتر ذكرى من نحب.. أو تحيينا الذاكرة بعد أن ماتت جميع حواسنا ورفع الألم رأسه بعد ألف موت للجسد..
بعض الذكريات يدمرنا.. وبعضها الآخر يعمر خراب الروح..
قد يأتي من نحب على هيئة ابتسامة.. أو طيف.. أو تصرف.. أو سلوك.. أو تشابه.. أو غربة..
القمر يقتلع ابتساماتنا جبراً.. وربما يظن أنها له.. وكذلك النجوم التي تتبعها نظرة الرضا والسرور والرجاء.. ربما ظنت أننا نهيم بها.. وهي لا تدري بأننا نلاحق بها طيف حبيب أرهق ذاكرتنا غيابه فسعينا خلفه وفتحنا أفقنا.. وظللنا نفتش عنه فاخترنا الأماكن القصية التي ربما تلتقي الأعين خلسة منا..
هكذا.. أو في صورة أخرى.. لرجل يبحث في الطرقات عن عيشه وينبض قلبه لامرأة أقامت في خافقه لدهور.. نامت ذكراها عنده واستيقظت إثر عطر يشبه عطرها في طريق ما..
فلا هو ألهب ذاكرته عليها.. ولا هي أرسلت رسول شوق يدعى العطر..
إنما هي حاسة الشم التي عشقتها..
أو ربما نشاهد إحدى القنوات في بقعة من الأرض.. فيتدفق شلال الفرح فقط لأننا نعلم أن بعيداً ما.. يشاهد ذات القناة.. ولربما بثته ذات القناة ذبذبات الشوق على تردداتها العمودية أو الأفقية..
إذن الخلاصة..
نحن نعشق بكلياتنا..
فالعين والأذن والحواس كلها.. يخاطبن القلب.. فيوافق العقل.. كأب وقع في فخ بناته وأمهن.. فأقنعنه بما أردن.. تصحو على وقع خطو الحبيب كل واحدة من هذه الحواس.. فينتبه المخ ويترجم إشارة المحبة الأولى فتنتفض الروح شوقاً أو لوماً أو حنيناً أو ربما محبة أخرى بعد هجر..
نحن رهينة ذكرياتنا..
لذا دع الذاكرة وشأنها.. رجاء أيها المقيم في كل ذاكرة..
أيها القادم من كل اتجاه..

مشاركة

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية